أعلنت وزارة الداخلية التونسية اليوم أن تونسوالجزائر اتفقا على تشكيل لجان مشتركة تتولى وضع استراتيجية أمنية وتنموية في المناطق الحدودية بين البلدين. وقال وزير الداخلية التونسي الجديد محمد ناجم الغرسلي في تصريح صحفي أنه اتفق مع نظيره الجزائري الطيب بلعيز على هامش الاحتفال بالذكرى 57 لأحداث (ساقية سيدي يوسف) على تشكيل لجان مشتركة بالمناطق الحدودية لتعزيز الأمن ووضع استراتيجية لدفع التنمية. وأضاف أن اللجان المشتركة المزمع تشكيلها ستعمل على تشخيص المشاريع الممكن إنجازها بالمناطق الحدودية بما من شأنه أن يدعم الاستقرار الأمني بالبلدين ويسهم في تنمية الشريط الحدودي والارتقاء بظروف عيش سكانه. وشدد على ضرورة تفعيل العمل المشترك بين الجزائروتونس "من أجل القضاء على الإرهاب" في إشارة إلى المجموعات المسلحة التي تتحصن بسلسلة جبال الشعانبي القريب من الحدود الجزائرية. وأكد الغرسلي أهمية العلاقات التونسيةالجزائرية وما تمثله ذكرى حوادث (ساقية سيدي يوسف) من رمزية للنضال المشترك وطموح للارتقاء بالعلاقات الثنائية وتطوير التبادل الاقتصادي بين البلدين. من جهته شكر وزير الداخلية الجزائري الطيب بلعيز تونس لما قدمته من تضامن مع الشعب الجزائري خلال حرب التحرير مضيفا "أن الملحمة البطولية التي خاضها الشعبان تمثل نبراسا لمزيد من التعاون وتكثيف الجهود نحو دعم التنمية في البلدين وخاصة على الشريط الحدودي". يذكر أن تونسوالجزائر تحتفلان في الثامن من فبراير من كل عام بذكرى أحداث (ساقية سيدي يوسف) التي تقع على الحدود بين البلدين وكانت قد شهدت في 8 فبراير 1958 أحداثا مؤلمة حيث قصفت القوات الفرنسية المنطقة التي كانت تستضيف لاجئين جزائريين بحجة أنهم يمثلون قاعدة خلفية للثوار الجزائريين. وكان هذا الهجوم الفرنسي قد أسفر عن سقوط العشرات بين جزائريين وتونسيين وهي الأحداث التي يعتبرها البلدان نقطة اختلاط بين دماء الشعبين التونسيوالجزائري في مواجهة المستعمر الفرنسي.