أكد الدكتور مجد فؤاد زكريا أستاذ أمراض المخ والأعصاب بجامعة عين شمس أهمية العلاج المبكر لمرضى إم أس أو التصلب المتعدد موضحا أن الكشف المبكر يسهم في زيادة فرصة المريض ليظل في المراحل الأولى من المرض دون الانتقال إلى المراحل الأكثر تقدما وقال إن معظم حالات التصلب المتعدد تصيب الشباب في المراحل العمرية المبكرة، مما يؤكد أهمية علاج هؤلاء الشباب لتظل لديهم القدرة على العمل والإنتاج، وبالتالي ترتفع الطاقة الإنتاجية وتحقق أرباحًا تتجاوز تكاليف العلاج، وأضاف خلال المؤتمر السنوي الأول لوحدة التصلب المتعدد بجامعة عين شمس لمناقشة مستقبل علاج مرضى إم أس في مصر، بحضور نخبة من الأطباء والأساتذة المتخصصين في المرض وأكثر من 300 مريض إم أس أهمية العلاج المبكر لمرض إم أس وجهود قسم المخ والأعصاب في الجامعة للسيطرة على هذا المرض الذي يصيب أكثر من 2.5 مليون شخص في العالم، كما شدد على أهمية تضافر الجهود بين وزارة الصحة والشركات لتوفير علاج إم أس بسعر في متناول جميع المرضى، وأوضح إن التصلب المتعدد هو مرض مناعي يصيب الجهاز لعصبي لسبب غير معلوم حيث ينقلب جهاز المناعة ويهاجم نفسه ولا يوجد علاج شافي من المرض حتي الآن لكن من الأهمية الاستمرار علي تناول الأدوية لضمان عدم تطور وسوء الحالة وكغيره من أمراض المناعة الذاتية يزيد في النساء عن الرجال، وقال إن أعراض المرض تتمثل في الشعور بوخز أو تنميل وبعض الإحساس بالضعف، وقد يصبح من المستحيل على المصاب أن يتوازن في سيره دون أن يقع نتيجة تغيرات في طبيعة العضلة (ارتخائها وتقلصها) وتصلب العضلة يمكن أن يؤثر على الحركة والمشي كما تتأثر عملية انتقال الإشارات العصبية ويصاب باعتلال بصري أو رؤية ضبابية والإحساس بخدر في الوجه وضعف في عضلات الرأس والوجه واللسان والبلعوم مما يؤدي إلى صعوبة في النطق وتلعثم مع صعوبة في البلع أيضا، وإذا تضرر الحبل الشوكي فإن هذا سيؤدي إلى ضعف وتشنج في عضلات الأطراف السفلية مع إختلال في الإحساس أيضا. وفيما يتعلق بالدور المحوري لوحدة التصلب المتعدد بجامعة عين شمس والتي تدعم مرضى إم أس الذين يتجاوز عددهم40,000 مريض في مصر، أكدت الدكتورة سامية عاشور أستاذ ورئيس قسم المخ والأعصاب بجامعة عين شمس على استمرار وحرص الوحدة على متابعة تنفيذ قرارات العلاج على نفقة الدولة للمرضى غير القادرين الذين يتابعون العلاج مع الوحدة، مشيرةً إلي أن هذه القرارات تتضمن تخصيص مبلغ يتراوح بين 2000 إلى 3000 جنيه لهؤلاء المرضي خلال فترة من 3- 6 شهور، وأوضحت أن هذا المبلغ ضئيل جداً وغير كافي نظرا لعدم قدرة المريض على دفع المبلغ المتبقي حيث يصل ثمن الدواء إلى حوالي 4000 جنيه مما يدفعهم للتوقف عن العلاج. ووجهت الدكتورة سامية عاشور رسالة إلى وزارة الصحة، ممثلة في العلاج على نفقة الدولة وهيئة التأمين الصحي التي تتحمل أيضًا نصف ثمن العلاج للمرضي التابعين لها، وناشدتها بمراجعة ميزانية دعم المرضى غير القادرين، وزيادة المبلغ المخصص حاليًا لتمكينهم من الحصول على الدواء، إذ يعاني هؤلاء المرضي خلال رحلة علاجهم من آلام جسدية ونفسية كثيرة، فأقل ما نستطيع تقديمه هو رفع العبء المادي عنهم.وتجدر الإشارة أن المرض يصيب الفئة العمرية من 20 إلى 40 عاماً، ولذلك فإذا تم دعم العلاج بشكل أكبر والاهتمام بهذه الفئة من المرضى، وهي الفئة الأكثر إنتاجاً في المجتمع، سنساعد في إنقاذ شبابنا من تدهور حالتهم. وأوضح الدكتور هاني عارف أستاذ أمراض المخ والأعصاب بجامعة عين شمس أن أصعب التحديات التي تواجه المرضي في مصر هي ضعف الوعي العام بالمرض وصعوبة التشخيص وقلة أعداد الأطباء المتخصصين في علاج المرض، كما يعد المرض ثاني أسباب إعاقة الشباب حركيًا في العالم بعد حوادث السيارات، ولذلك نناشد وزارة الصحة لتقوم بتوفير العلاج مجانًا لغير القادرين، مضيفا إن علاج هذا المرض يتوقف على الاكتشاف المبكر، ولذلك فنحن في حاجة إلى حملات توعية شاملة ومكثفة لأن الكثير يخلطون بينه وبين أمراض مشابهة في الأعراض مثل الروماتويد والذئبة الحمراء". وشددت الدكتورة عزة عبد الناصر أستاذ أمراض المخ والأعصاب بجامعة عين شمس، على أهمية التشخيص السليم للمرض، وقالت إن وحدة التصلب المتعدد بجامعة عين شمس تمتلك أكفأ الأساتذة والأطباء المتخصصين، وأن نجاح وحدة التصلب المتعدد بجامعة عين شمس في تقديم أفضل الرعاية لمرضى إم أس، يكمن في حرصها المستمر على تدريب كافة أطباء الوحدة سواء كانوا مقيمين أو متدربين أو مساعدين على أحدث طرق وأساليب العلاج والتشخيص للمرض طبقًا للمعايير الدولية، مما يساعدنا على تجنب أي خطأ في التشخيص." وقالت الدكتورة دينا عبد الجواد، أستاذ مساعد أمراض المخ والأعصاب بجامعة عين شمس إن أهم ما يميز الوحدة هو عدم اقتصار دورها على تقديم الخدمات العلاجية، بل توفر كافة الفحوصات والتحاليل بأسعار رمزية، ويشمل ذلك فحص التصوير بالرنين المغناطيسي. ومنذ افتتاح الوحدة، قمنا بمتابعة وحصر كافة الاحتياجات الصحية والنفسية للمرضي، وبناء عليه، قمنا بافتتاح عدة عيادات خاصة داخل الوحدة على ألا يتعدى سعر الكشف 10 جنيهات، وهو ما يعد إنجازًا حقيقيًا. ومن ضمن تلك العيادات؛ عيادة للمسالك البولية حيث يعاني مرضى إم أس من ضعف القدرة على التحكم في المثانة، وعيادة للطب النفسي لهؤلاء الذين يعانون من الاكتئاب حيث ترتفع معدلات الإصابة بالاكتئاب الحاد بين مرضى إم أس مقارنة بالأمراض المزمنة الأخرى، وعلاوة على ما سبق، افتتحنا عيادة للتغذية لنوفر للمرضى خدمات صحية متكاملة."