في شهر سبتمبر الماضي أعلن وزير الصحة الدكتور عادل عدوي عن خطة قطاع الطب الوقائي بالوزارة للوقاية من الأمراض المعدية داخل المنشآت التعليمية، وتحديدا أمراض الالتهاب السحائي، والحصبة، والحصبة الألماني، والتهاب الغدة النكافية، و الأنفلونزا، والجديري المائي، و التسممات الغذائية، والالتهاب الكبدي "أ" ، والحمى التيفودية، والدوسنتاريا ، والتهاب ملتحمة العين، وكانت الوزارة تتخذ سبيلها نحو القضاء على مرض الحصبة في مصر عام2015، وما هي إلا 90 يوما حتي اجتاح واحة سيوه وباء الحصبة الألماني، وتسبب إهمال الوزارة في وفاة عدد من الأطفال، ومن جانبه حذر الدكتور جمال سامي استشاري طب الأطفال ورئيس المؤسسة المصرية للتطعيمات من انتشار أوبئة الجديري المائي والحمي الشوكية بين أطفال مصر مؤكدا ضرورة توفير التطعيمات اللازمة لهذه الأمراض لأن مصر تعاني من نقص حاد بها الآن، موضحا أن مصر يولد بها كل عام حوالي 2 مليون و600 ألف طفل يحتاجون إلي حوالي 450 مليون جنيه لشراء التطعيمات، لافتا إلي أن الدور الأساسي للوزارة هو توفير الموارد والتطعيمات بالتوازي مع أعداد المواليد فضلا عن المتابعة والرقابة علي مديريات الصحة والموظفين لضمان تلقي كل مولود التطعيمات الإجبارية اللازمة له، ولفت إلي أن مديريات الصحة قد أغلفت دورها الأساسي وأهملت في رعاية الأطفال في مرسي مطروح وسيوه بما تسبب في إصابة الأطفال بالحصبة. وقال إن ظهور حالات الإصابة بالحصبة بين أطفال بمرسي مطروح والوادي الجديد لا يعد وباء ففي كل دول العالم تظهر عدد من الإصابات بأمراض مناعية أو أمراض معدية، موضحا أن هناك تطعيم إجباري ضد الحصبة من سن 9 أشهر وحتي عام وهو مدرج علي قائمة التطعيمات الإجبارية للأطفال بوزارة الصحة السكان وقال إن من يحصل علي التطعيم يحميه طوال حياته من الإصابة بالمرض وكذلك من يصاب بها مرة في العمر لا تتكرر إصابته منها، ولفت إلي وجود تقصير من وزارة الصحة متمثل في مديريات الصحة بالأماكن التي ظهرت فيها حالات الحصبة لعدم قيام هذه الإدارات بمهمتها الأساسية من متابعة المواليد والتأكد من حصولهم علي التطعيمات متسائلا: كيف يولد ألف طفل وتيم تسجيلهم بإدارات الصحة ويهمل المسئولين بهذه الإدارات منحهم التطعيمات المجانية المتوافرة لديهم؟، وقال أيضا أن أهالي الأطفال أهملوا في رعاية أبنائهم لتطعيمهم مجانا، لذا فالمسئولية مشتركة، موضحا أن حالات الوفيات بين الأطفال قد تكون بسبب معاناتهم من مشاكل صحية أخري بعيدة عن الإصابة بالحصبة مثل أمراض بالجهاز التنفسي أو الصدر أو القلب. ومن جانبها أعلنت وزارة الصحة والسكان عن الانتهاء من تطعيم الفئة المستهدفة في 3 مدن بمحافظة مرسى مطروح، وهي " سيوة، السلوم، براني "، فيما تم الانتهاء من تطعيم 90٪ من الفئة المستهدفة بالضبعة. كما تقوم الوزارة بحملة لتطعيم 48ألف طفل من سن تسع شهور إلى 6 سنوات بمطروح والنجيلة وأوضحت الوزارة إن جدول التطعيمات الروتينية للأطفال فى مصر يشمل الدفتريا، السعال الديكي، التيتانوس، التهاب الكبد الوبائي بي، الإنفلونزا البكتيرية، حيث تعد التطعيمات واحدة من الخطوات الهامة للوقاية من الأمراض المعدية، وحققت التطعيمات نجاحاً باهرًا فى مكافحة الأمراض المعدية والقضاء عليها، مثل اختفاء الجدرى من العالم منذ عام 1980، وكذلك اقتراب العالم من القضاء على مرض شلل الأطفال وقالت الوزارة إن البرنامج الموسع للتطعيمات بوزارة الصحة والذى انشئ عام 1984 حقق نجاحات كثيرة، بانخفاض حالات الإصابة بالأمراض المستهدفة بالتطعيم ، مشيرة إلى عدم تسجيل أى حالات بمرض الدفتريا منذ عام 2000 ، كما لم تسجل أى حالات بالسعال الديكى منذ عام 2002 ، وتم إستئصال مرض شلل الأطفال من مصر ، حيث سجلت آخر حاله بالمرض فى شهر مايو 2004 ، وأعلنت منظمة الصحة العالمية خلو مصر من مرض شلل الأطفال فى عام 2006. كما قضت مصر على مرض التيتانوس الوليدى منذ عام 2007 ، حيث بلغ معدله أقل من حاله لكل 1000 مولود حى على مستوى الإدارة الصحية سنويا.
