تربي لوجه الله، إعلان وظيفة رسمية للعمل بجبانات أسيوط يثير الجدل ومتابعون: هيعيش على الصدقات    عيار 21 يسجل الآن رقمًا جديدًا.. أسعار الذهب والسبائك اليوم السبت بعد الارتفاع بالصاغة    بعد انخفاض الأسعار.. أرخص سيارة هيونداي في مصر    حزب الله يستهدف 6 مواقع لجيش الاحتلال في القطاعين الشرقي والغربي من جنوب لبنان    بايدن: إنتاج أول 90 كجم من اليورانيوم المخصب في الولايات المتحدة    شعبة المخابز: مقترح بيع الخبز بالكيلو يحل أزمة نقص الوزن    فودة وجمعة يهنئان أسقف جنوب سيناء بسلامة الوصول بعد رحلة علاج بالخارج    بعد سنوات من الغياب.. «مراكز متقدمة للجامعات المصرية فى «الآداب والعلوم الإنسانية»    الوداع الحزين.. ليفربول خارج الدورى الأوروبى    الإفتاء: التجار الذين يحتكرون السلع و يبيعونها بأكثر من سعرها آثمون شرعًا    بيان عاجل من الجيش الأمريكي بشأن قصف قاعدة عسكرية في العراق    طريقة عمل تارت الجيلي للشيف نجلاء الشرشابي    سفيرة البحرين بالقاهرة: زيارة الملك حمد لمصر تأكيد على التكامل الإستراتيجي ووحدة الصف بين البلدين    تراجع سعر الفراخ البيضاء واستقرار البيض بالأسواق اليوم السبت 20 أبريل 2024    ميدو يكشف احتياجات الزمالك في الميركاتو الصيفي    ابسط يا عم هتاكل فسيخ ورنجة براحتك.. موعد شم النسيم لعام 2024    الوزيرة فايزة أبوالنجا    وزير الخارجية الإيراني: سنرد على الفور إذا تصرفت إسرائيل ضد مصالحنا    داعية إسلامي: خدمة الزوج والأولاد ليست واجبة على الزوجة    اندلاع مواجهات عنيفة مع قوات الاحتلال في بلدة بيت فوريك شرق نابلس    3 إعفاءات للأشخاص ذوي الإعاقة في القانون، تعرف عليها    هل يتم استثناء العاصمة الإدارية من تخفيف الأحمال.. الحكومة توضح    العميد سمير راغب: اقتحام إسرائيل لرفح أصبح حتميًا    كوريا الشمالية تختبر صاروخا جديدا للدفاع الجوي    GranCabrio Spyder| سيارة رياضية فاخرة من Maserati    رسميا.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم السبت 20 إبريل 2024 بعد الانخفاض الأخير    ملف رياضة مصراوي.. إغماء لاعب المقاولون.. رسالة شوبير.. وتشكيل الأهلي المتوقع    سيف الدين الجزيري: مباراة دريمز الغاني المقبلة صعبة    بركات قبل لقاء الأهلي: مباراة مازيمبي وبيراميدز شهدت مهازل تحكيمية    كرة يد.. تعليمات فنية مطولة للاعبي الزمالك قبل مواجهه الترجي التونسي    يوفنتوس يواصل فقد النقاط بالتعادل مع كالياري.. ولاتسيو يفوز على جنوى    دوري أدنوك للمحترفين.. 6 مباريات مرتقبة في الجولة 20    "شقهُ نصُين".. تشييع جثة طفل لقي مصرعه على يد جاره بشبرا الخيمة (صور)    أهالى شبرا الخيمة يشيعون جثمان الطفل المعثور على جثته بشقة ..صور    ضبط نصف طن لحوم فاسدة قبل استعمالها بأحد المطاعم فى دمياط    بالأسماء ... ارتفاع ضحايا حادث تصادم بالدقهلية إلى 10 مصابين ومتوفى    "محكمة ميتا" تنظر في قضيتين بشأن صور إباحية مزيفة لنساء مشهورات    حريق هائل بمخزن كاوتش بقرية السنباط بالفيوم    وزارة الداخلية تكرم عددا من الضباط بمحافظة أسوان    نشرة منتصف الليل| الأرصاد تكشف موعد الموجة الحارة.. وهذه ملامح حركة المحافظين المرتقبة    بصور قديمة.. شيريهان تنعي الفنان الراحل صلاح السعدني    حدث بالفن| وفاة صلاح السعدني وبكاء غادة عبد الرازق وعمرو دياب يشعل زفاف نجل فؤاد    إياد نصار: لا أحب مسلسلات «البان آراب».. وسعيد بنجاح "صلة رحم"    نسرين أسامة أنور عكاشة: كان هناك توافق بين والدى والراحل صلاح السعدني    يسرا: فرحانة إني عملت «شقو».. ودوري مليان شر| فيديو    انطلاق حفل الفرقة الألمانية keinemusik بأهرامات الجيزة    بعد اتهامه بالكفر.. خالد منتصر يكشف حقيقة تصريحاته حول منع شرب ماء زمزم    خالد منتصر: ولادة التيار الإسلامي لحظة مؤلمة كلفت البلاد الكثير    تجليس نيافة الأنبا توماس على دير "العذراء" بالبهنسا.. صور    أعظم الذكر أجرًا.. احرص عليه في هذه الأوقات المحددة    أدعية الرزق: أهميتها وفوائدها وكيفية استخدامها في الحياة اليومية    بجوائز 2 مليون جنيه.. إطلاق مسابقة " الخطيب المفوه " للشباب والنشء    آلام العظام: أسبابها وكيفية الوقاية منها    باحث عن اعترافات متحدث الإخوان باستخدام العنف: «ليست جديدة»    مرض القدم السكري: الأعراض والعلاج والوقاية    متلازمة القولون العصبي: الأسباب والوقاية منه    «هترجع زي الأول».. حسام موافي يكشف عن حل سحري للتخلص من البطن السفلية    نصبت الموازين ونشرت الدواوين.. خطيب المسجد الحرام: عبادة الله حق واجب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



انفراد ..تقارير السيسى السرية عن مبارك
نشر في الموجز يوم 09 - 10 - 2014

قصة الكود 154 السرى الذى حمل الجنرال الى وزارة الدفاع
مبارك قال لسليمان :
"طنطاوى مُصر على ضابط اسمه السيسى اول مرة اسمع عنه علشان يمسك مكان موافى ..سيب الجيش يحسم الموضوع ده يا عمر بيه "!!
التقرير الاول كشف ممارسات حبيب العادلى التجسسية على الجيش وقادته
خلايا الاخوان الالكترونية روجت لشائعات وجود علاقة بين السيسى وجمال مبارك
تقرير إبريل عام 2010" توقع حدوث انتفاضة شعبية، وخروج الجماهير إلى الشارع فى ربيع 2011
ممنوع الاقتراب او التصوير "منطقة عسكرية " ..هذه الجملة اعتدنا على قراءتها على لوحات بجوار المناطق ذات الطابع العسكرى والخاصة بالقوات المسلحة ولكنها لم تكن قاصرة فقط على الاماكن بل هناك شخصيات كان من الممنوع بل من المستحيل الاقتراب منها ايضا لدرجة حظر تداول اسمها فى وسائل الاعلام .
السياج الملتهب الذى يحيط بهذه الشخصيات نابع من المنصب الذى تشغله كل شخصية وطبيعة المهام الحساسة التى تقوم بها .
احد الشخصيات التى انتقلت من المناطق المحرمة الى المناطق الشعبية الاكثر تداولا هو المشير عبد الفتاح السيسى وشتان الفارق ما بين مدير المخابرات الحربية ماقبل 25 يناير والمرشح لرئاسة الجمهورية .
اسم عبد الفتاح السيسى قبل ثورة يناير كان من الاسماء التى تحمل شعار"ممنوع الاقتراب "لان كل المهام التى كان مسئولا عنها تحمل ختم "سرى للغاية ".
تقارير تقدير الموقف تتداول ما بين الادراج فى سرية تامة ولا يطلع عليها سوى شخصيات بعينها ..تتابع وتراقب كل شىء فى الدولة ولكن ستظل العلاقة مابين الجنرال مالك خزائن الاسرار وبين شخصيات كثيرة مثار جدال وبحث وتنقيب لفترات طويلة لان الرجل ببساطة لم يكن رجل مهم فى الماضى فقط بل انه مرشح لان يكون الرجل الاهم فى تاريخ مصر بالجلوس على عرشها .
خلايا الاخوان الالكترونية لا تفوت اى فرصة لالصاق اى تهمة بالجنرال عبد الفتاح السيسى خاصة ان الرجل قد اقترب من قصر الرئاسة واخر اكاذيب الجماعة ما نسبته الخلايا الالكترونية انه جاء على لسان لواء سابق فى الجيش بقوله
"أن عبد الفتاح السيسي كان رجل مبارك المُقرب وعينه علي قيادات الجيش المصري وكان ينقل له كل صغيرة وكبيرة تدور في مكاتب القيادات وبناء علي تلك التقارير كانت تّتخذ مؤسسة الرئاسة العائلية كل قراراتها الخاصة بالجيش وكان السيسي يقدم لمبارك تقاريره في مواعيد ثابتة ومُحددة.
حالة السيسي كانت تُشبه إلي حد كبير حالة أحمد عز بالنسبة لقربه من عائلة مبارك لدرجة أن عز كان يقول أنه ينادي مبارك قائلا له يا بابا فكان السيسي مثل عز تماما ويُمثل لعائلة مبارك واحداً من جيل القيادات التي يتم إعدادها حينما يتولي جمال مبارك الحكم وجميع قيادات الجيش تعلم أن مبارك كان يحرص علي أن يوصي طنطاوي علي السيسي الذي كان يتم إعداده لتولي حقيبة وزارة الدفاع في جمهورية الإبن بمباركة مبارك وحرمه سوزان وابنيهما وبعض القيادات تعلم ذلك جيدا، كما جمعت جلسات عديدة بين السيسي وجمال مبارك لإطلاعه علي تفاصيل ما يُقدمه من تقارير لمبارك و كذلك لكي يكون جمال علي معرفة معقولة بكيفية التعامل مع قيادات الجيش وكان التوريث أمراً مفروغاً منه وكان يتم إعداد كل الخطط المناسبة لمواجهة أي خروج عن النص من قبل أي مؤسسة وأنا شخصياً أعتقد أنه لم يكن هناك ثمة بوادر بالجيش لرفض جمال مُطلقاً لولا أن الثورة أتت بما لا تشتهيه عائلة مبارك والسيسي شخصياً".
الى هذا الحد وانتهت بشكل مؤقت اكاذيب الجماعة التى تحاول ان تشوه بها المشير السيسى وتناسى هؤلاء ان التاريخ القريب يكشف ويفند اكاذيبهم فقد شاهدوا باعينهم موقف عبد الفتاح السيسى من ثورة يناير وقبل سقوط النظام ونحيازه المبكر للشعب المصرى واحتضانه للشباب الثائر وتفهمه لمطالبهم .
كما تناسى هؤلاء انهم انفسهم شهدوا للرجل بطهارة اليد والخلق الرفيع والابتعاد عن دوائر فساد مبارك ورجاله وتدينه وكفاءته واخلاصه للوطن .
كما تناسى جهلاء السياسة ان احد اهم وابرز اسباب سقطات الوريث جمال مبارك هى عدم وجود اى دوائر اتصال له بالمؤسسة العسكرية او الاجهزة السيادية والا كان قد تلقى النصح منهم بتوغل الفاسدين فى دائرة الحكم ومخاطر ذلك على الدولة المصرية .
ويبدو ان السيسى هو رجل الاقدار ويشهد بذلك رحلته خلال صعوده العسكرى وفى مراحل ترقيه المختلفة «من بين مناصبه التى شغلها فى القوات المسلحة قائد كتيبة مشاة ميكانيكى، قائد لواء مشاة ميكانيكى، قائد فرقة مشاة ميكانيكى (الفرقة الثانية)، ملحق عسكرى بالمملكة العربية السعودية، رئيس أركان المنطقة الشمالية العسكرية، قائد المنطقة الشمالية العسكرية، رئيس فرع المعلومات والأمن بالأمانة العامة لوزارة الدفاع، مدير إدارة المخابرات العامة» كان هناك من يستوقفه ويلقى بنبوءة انه سيكون له شأن قريب .
وبالفعل تأتى خطوة مهمة وغير متوقعة وهى صعود عبدالفتاح السيسى إلى منصب وزير الدفاع رغم أنه تسلم المنصب وترتيبه بين قيادات الجيش المصرى وقتها - فى 12 أغسطس 2012 - كان 154، لكن من ناحية أخرى لم يكن المنصب نفسه يمثل التشريف بقدر التكليف .
وقد أهل الرجل نفسه لهذا المنصب ولأبعد من ذلك ايضا فهناك 6 كليات للحرب العليا فى العالم، فى مصر واحدة منها، فى هذه الكليات يدرس القادة العلوم الاستراتيجية، أو بمعنى أدق يدرس فيها القائد العسكرى الذى يتخصص فى الشئون غير العسكرية بمستوى رفيع.. تقريبا يتم فيها دراسة كل الملفات المرتبطة بالحكم، وقد درس السيسى فى كلية الحرب الأمريكية، وهو ما يعنى أننا لسنا أمام قائد عسكرى فقط، ولكنه قائد تعلم كل فنون الإدارة والعلوم الإستراتيجية
ومن هذا المنطلق يجب ان نشير الى ان "السيسى" الانسان والعسكرى خاض العديد من التحديات سنذكر بعض منها
التحدى الاول ربما كان كفيلا بعدم ظهور السيسى الى النور اصلا والغريب ان الجنرال المحبب الى قلبه لم يتقابل معه "عمر سليمان"والذى كشفنا عن علاقته بالسيسى التى كانت متباعدة لكنها عامرة بالاحترام.
وكان مراد موافى قد ترك منصبه كمدير للمخابرات الحربية فى يناير 2010، وتولى مسئولية محافظة شمال سيناء، وفى الغالب كان هذا ترشيح عمر سليمان، فقد كان مراد موافى- ولا يزال- واحدا من الذين يتقنون ملف الجماعات الإسلامية، أراد عمر سليمان أن يأتى مدير جديد للمخابرات الحربية من بين تلاميذه الذين عملوا معه ، إلا أنه فوجئ بالمشير طنطاوى يرشح اللواء عبدالفتاح السيسى خليفة لمراد موافى اذن فمجىء السيسى للمنصب كان على غير هوى سليمان ثم مبارك الا ان طنطاوى قال لمبارك السيسى ابنى وثقتى فيه مطلقة وبلا حدود وكل ذلك يؤكد ان العين الوحيدة التى كانت ترعى السيسى وتدفعه وتؤمن بموهبته وكفاءته هى عين المخضرم طنطاوى وقد اقر السيسى نفسه بهذا الدور لكن القول بان مبارك ونجليه كانوا يعقدون العزم على تصعيد الجنرال الصغير قول بعيد عن الحقيقة تماما .
ويؤكد ذلك مكالمة بين الرئيس الاسبق مبارك واللواء الراحل عمر سليمان حيث قال مبارك لسليمان نصا :
"طنطاوى مصر على ضابط اسمه السيسى اول مرة اسمع عنه علشان يمسك مكان موافى ..سيب الجيش يحسم الموضوع ده يا عمر بيه "!!
وعندما بدأ السيسى عمله على الفور وجد فى انتظاره حزمة من التحديات الجديدة لم تنته فعليا إلا بعد ثورة يناير بأسابيع، كان الطرف الثانى فى هذه المعركة هو حبيب العادلى وزير داخلية مبارك، الذى نال ثقة مطلقة من مبارك وعائلته فاقت كل الخطوط الحمراء وانعكست على علاقته بالجيش والمخابرات.. فقد كان يتعامل على أنه رجل مبارك القوى الذى لا يستطيع أحد إيقافه أو اعتراض طريقه فكيف يكون السيسى رجل مبارك المخلص ويتعرض فى منصبه المهم لممارسات العادلى ورجاله والتنصت عليه .
وفى اللحظات الصعبة والمواقف الفارقة كان مبارك قد تأكد من عدم وقوف الجيش إلى جواره بعد رفض طنطاوى تشكيل الوزارة ومنصب نائب الرئيس، وبعد بيان المجلس العسكرى الأول الذى أعلن الجنرالات فيه موقفهم بشكل واضح، وهو تبنيهم لمطالب الشعب والمتظاهرين، وهى المطالب التى كان يعرف الجميع أنها تنتهى عند رحيل مبارك ومحاكمته ولا شىء أقل من ذلك.
وقتها لم يكن أحمد شفيق قد انتهى من تشكيل وزارته، وكان حبيب العادلى لا يزال وزيرا للداخلية، ووقتها أيضا كان لا يزال رجله القوى حسن عبدالرحمن مديرا لجهاز أمن الدولة، طلب مبارك من حبيب العادلى مراقبة تليفونات قيادات المجلس العسكرى، ليعرف فيما يفكر الجنرالات، وما يخططون له، فالقائد فقد السيطرة ويريد أن يمنع ما يدبره له أبناؤه. لم يكن حبيب العادلى فى حاجة إلى أمر من مبارك من أجل التنصت على قيادات المجلس العسكرى، كان يضعهم بالفعل تحت المراقبة، وقد دخل معه السيسى فى معارك مكتومة لإبطال ما يفعله، نجح فى بعضها، لكن العادلى استطاع التنصت على القيادات العسكرية، وكان يحتفظ بتسجيلاتهم فى المقر الرئيسى لأمن الدولة فى مدينة نصر. كان حبيب العادلى مغرما بهواية التجسس وتأسيس دولة البصاصين ، لكن الجنرالات كان لهم حظ وافر من التنصت على هواتفهم، فعل ذلك من خلال إدارة المساعدة الفنية التى كان يعمل بها فريق متخصص، يعاونهم العشرات من المهندسين والفنيين والعاملين فى شركات الاتصالات.. كانت تسجيلات وزير الدفاع ورئيس الأركان وقيادات المجلس العسكرى صيدا ثمينا يحتفظ به حبيب العادلى فى خزينة سرية، ولا يستمع لها سواه، لكنه كان يرسل بنسخة منها إلى زكريا عزمى رئيس ديوان رئيس الجمهورية لاعداد تقرير بها ويعرضها على مبارك .
كان لابد أن يحصل المجلس العسكرى على هذه التسجيلات، وهو ما حدث أثناء اقتحام مبنى جهاز أمن الدولة فى مدينة نصر، كان المجلس العسكرى يعرف أن التيارات الإسلامية قررت دخول مقرات أمن الدولة التى كانت بالنسبة لها رمزا لدولة طاغية مستبدة، لكن رجال المخابرات الحربية لم يتركوا مقرات الجهاز لأعضاء التيارات الإسلامية يعبثون فيها بمفردهم.. سبقوهم إلى المقر الرئيسى ولم يتركوه إلا بعد خروج آخر مقتحم.. وكان الهدف واضحا لديهم وهو الحصول على التسجيلات الخاصة بأعضاء المجلس العسكرى، ويبدو أنهم حصلوا عليها بالفعل، لتظل هذه التسجيلات فى الجنرال الامين عبد الفتاح السيسى .
وكل هذه الملفات الخطيرة والوقائع تشير إلى أن السيسى كان رجل المهام الصعبة التى تضعه وجها لوجه مع الكبار وأصحاب الحيثيات الضخمة فى نظام مبارك، ويبدو أن انتصاره واستمراره منحاه ثقة فى نفسه جعلته يتصرف طوال الوقت على أن المكان الذى يشغله لا يمكن أن ينافسه فيه أحدولا يحتمل مجرد الخطأ فيه .
ولم يخف الجنرال بعض المواقف الحاسمة كما حدث مع المعزول محمد مرسى حيث اعترف السيسى بدوره فى ثورة الشعب المصرى عندما تحدث إلى الجارالله فى حوار نشرته الصحف الكويتية ، قال نصا: عندما دعوت الشعب لتأييد التحرك والتعبير الحر عن رغبته فى إنهاء الوضع الشاذ، لم أكن أشك لحظة فى تجاوبه، ولا شككت أيضاً فى أن يخرج بهذا الزخم الكبير، الشعب حين خرج إلى الميادين لم يكن بالعشرات أو الآلاف بل بالملايين، وهذا يعنى أننا أمام ثورة شعبية وليس انقلابا عسكريا .
ولم يخش السيسى أن يفسر كلامه على أنه كان يسعى إلى إزاحة محمد مرسى، فهو يتحدث عن دوره ببساطة مطلقة، دون أن يلتفت إلى عواقب مثل هذا الاعتراف، وهو ما يمكن أن نسنده إلى ثقته المطلقة بنفسه.
كان مبارك يخشى من نجومية من حوله، ولم يكن يتردد فى قطع رقاب من يطلون برؤوسهم على الناس، لكن السيسى لا يخشى من أحد، بينه وبين رجاله حالة من التوافق، لا تزعجه نجومية قادة الجيش بل انه فى حملته الرئاسية يأبى التعرض للمنافس بأى اساءة وهذا يؤكد حجم الثقة الذى يتمتع بها السيسى فى كل المواقف رغم تباينها .
وقبل ان يعتزم خوض سباق الرئاسة تمهل كثيرا وكان الجار الله يقول له: نرى أنك رجل متبحر فى قضايا مجتمعك، وفى التاريخ والأمن بالإضافة إلى تبحرك فى الأمور العسكرية وقضايا الجيش، فهل ستحرم مصر من كل هذا وتبتعد عن إدارة شؤونها؟
لم يتسرع السيسى فى اتخاذ القرار وبدأ دراسة المشهد جيدا واتخذ القرار فى الوقت المناسب
والغريب ان السيسى ادرك مبكرا ما الذى يحتاجه الوطن، كان فى اجتماع مع عدد من الكتاب والصحفيين فى مكتبه بمبنى المخابرات الحربية قبل أن يخرج طنطاوى وعنان من منصبيهما، وإذا به يقول لمن حضروا لقاءه: إننا نفتقد قيادة فكرية وملهمة.
وهناك تحد اكبر بعد رحيل مبارك واجهه السيسى بطبيعة منصبه وقتها كونه كان مديرا للمخابرات الحربية واحد أعضاء المجلس العسكرى الذى أطاح بالرئيس الأسبق مبارك،حيث تتطلب طبيعة عمله التوقع بما سيدور بالدولة من أحداث.
لذا كشف السيسى عن تقديمه "تقدير موقف" فى إبريل عام 2010" للمشير طنطاوى توقع فيه حدوث انتفاضة شعبية، وخروج الجماهير إلى الشارع فى ربيع 2011، وبالتحديد فى شهر مايو، إلا أن هذه التوقعات لم تشفع للمشير عند بعض خصومه السياسيين الذين سربوا له تصريحات اثنا خلالها على الرئيس المخلوع ونظام حكمه عند توليه منصب مدير المخابرات الحربية والذى قال فيه موجها حديثه لمبارك " السيد القائد العام للقوات المسلحة، لقد كان تكريماً وتكليفا عظيماً أن شرفت بتعيينى مديراً لإدارة المخابرات الحربية والاستطلاع وبكل تقدير للمسئولية الوطنية التى أصبحت أمانه فى عنقي ،فإنى أعاهد الله والوطن والسيد القائد الأعلى للقوات المسلحة وأعاهد سيادتكم أننى وجنودكم الأوفياء فى إدارة المخابرات الحربية والاستطلاع سنظل دائماً محافظين على الأمانة التى وضعت فى أعناقنا والارتقاء فى الأداء بما يؤمن قواتنا المسلحة، ويساهم فى تطوير قدراتها وإمكانيتها لحماية هذا الوطن ضد أى مخاطر أو تهديدات تحت القيادة الحكيمة للسيد المشير حسين طنطاوى القائد العام للقوات المسلحة وستظل رأية مصر خفاقة عالية، تحت قيادة ابنها البار الرئيس محمد حسنى مبارك رئيس الجمهورية والقائد الأعلى للقوات المسلحة ."
من اعتبر هذه التصريحات دليل على علاقة "السيسي" المميزة بالمخلوع تجاهلوا تصريحات من حضروا اجتماعات القوى السياسية مع المشير السيسي فى أعقاب نجاح ثورة يناير فى الإطاحة بالرئيس المخلوع مبارك وقالوا ان اللواء عبد الفتاح السيسى وقت أن كان مدير المخابرات الحربية، وجلس معهم 3 قيادات حزبية أخرى وشرح لهم تصور الجيش للعام السابق على الثورة، وتقدير الجيش أنهم لن يتقبلوا توريث الحكم لجمال مبارك بشكل مطلق".
كما حاول البعض إلصاق تهمة انتماء السيسي لنظام مبارك بعد تسريب صوتى للمخلوع حسني مبارك خلال الأيام الأخيرة قال فيه إن المشير عبد الفتاح السيسي المرشح الرئاسي المحتمل ووزير الدفاع السابق هو الأصلح لقيادة مصر حاليا، و إنه 'لا يوجد غيره"'.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.