أكد عدد من الخبراء أن هناك حالة من التخبط والانقسام بين قيادات جماعة الإخوان في ظل وجود فريق يطالب باستمرار المظاهرات وأعمال العنف والشغب يقوده خيرت الشاطر، وفريق آخر يسعى إلى المصالحة مع الدولة وممارسة عمل سياسي بعد فشل أعمال العنف، يتقدّمه جمال حشمت. وكشف حشمت، عضو شورى جماعة الإخوان، استعداد الجماعة ل"التراجع خطوة إلى الوراء"، بهدف "توحيد الصفّ الثوري والقصاص لدماء الشهداء"، مُعبّرا بذلك عن رغبة تنظيمه في المصالحة. من جانبه اعتبر عمار علي حسن، الباحث في علم الاجتماع السياسي، أن تصريحات القيادي الإخواني جمال حشمت دليل على أنّ اليأس بدأ يدبّ في صفوف قيادات الصفّ الثاني وقواعد جماعة الإخوان، خاصّة في ظل عدم وجود نتيجة لأعمال العنف والإرهاب التي تمارسها الجماعة منذ ثمانية أشهر. وقال عمار إنّ هناك حالة تمزّق وتصدّع داخل أركان الجماعة بدليل التهديدات التي تطلقها الحركات الشبابية المحسوبة على التنظيم، موضحا "نحن الآن أمام عدّة جماعات إخوانية وليس جماعة واحدة، فالبعض بات مدركا أن الطريق الذي تسلكه القيادات غير مجد، والبعض مستمر في إنهاك الدولة واهما بقدرتهم على العودة إلى الحكم". وفي الاتّجاه ذاته، اعتبر ماهر فرغلي، القيادي المنشق عن الإخوان والباحث في شؤون الحركات الإسلامية، أنّ الجماعة فقدت القدرة على شبابها، لافتا إلى أنّ هناك تيارين داخل الجماعة، أحدهم يؤيّد العنف يقوده خيرت الشاطر الذي يدعم الحركات الشبابية المنتهجة للعنف، وتيار آخر من القيادات العاقلة يدرك أنّ الجماعة لا يمكن أن تستمر في التظاهر خاصة بعد أن فعلت كل ما بوسعها من مظاهرات وأعمال عنف وتخريب ولم تستفد منها الجماعة شيئا. وكان حشمت، الموجود في قطر، قد أكّد في تصريحات صحفية مساء الجمعة، "أستطيع أن أعلن كمتحدث عن جماعة الإخوان وحزب الحرية والعدالة، (الذراع السياسي للجماعة) ولأوّل مرّة أننا على استعداد عن أن نرجع خطوة للوراء فيما يتعلق بمكاسبنا السياسية التي حققناها من أجل توحيد الصفّ الثوري والقصاص لدماء الشهداء جميعا". وكشف محمد أبو سمرة، مؤسّس حزب "الجهاد المصري" والقيادي بتحالف"دعم الشرعية" أن تصريحات جمال حشمت تأتي في إطار سعي الإسلاميين إلى بلورة فكرة تكون مفتاحا لإنهاء الأزمة بالبلاد، داعيا إلى ضرورة استجابة النظام الحالي لمبادرات الصلح باعتباره من يملك القوة والسلطة.