قال الدكتور أحمد سعيد رئيس حزب المصريين الأحرار إن أمن مصر المائي هو أخطر ملفات الأمن القومي المصري وهو ملف المستقبل لأجيالنا القادمة ولا أبالغ إذا قلت أن هذه قضية حياة أو موت لكل إنسان وكائن حي على أرض هذا الوطن. وأضاف فى كلمة ألقاها فى إفتتاح مؤتمر " تداعيات سد النهضة" الذى ينظمه الحزب إن نيل مصر هو روح مصر وتاريخها وعظمتها وجمالها وثقافتها وكرامة وهيبة النيل من كرامة وهيبة مصر فإذا ضاعت الكرامة ضاع النيل وضاعت إفريقيا من مصر وفقدت مصر هيبتها ومكانها ومكانتها في إفريقيا وفي الإقليم كله. من أجل هذا أيها الأصدقاء نحن هنا جميعا اليوم إجتمعنا لكي نجسد وحدة المصريين ويقظتهم في مواجهة الخطر واجتمعنا لنناشد الشعب المصري العظيم بأن النيل مسئوليتنا جميعا. ولنقول أن التصدي للتحديات والأزمات الكبرى ليس مسئولية الحكومة وحدها ولكنه أيضا مسئولية العلماء والخبراء ورجال الفكر والإعلام والصحافة والأحزاب الوطنية والمجتمع المدني. وأكمل سعيد ... إن حزب المصريين الأحرار يؤمن بأن العمق الإفريقي لمصر هو أخطر ملفات السياسة الخارجية لمصر بعد الثورة ويؤمن بأن النيل كان وما يزال هو شرياننا الحيوي الممتد في القارة السمراء ونحن اليوم في هذا المؤتمر نريد أن نعرف كيف نعود لإفريقيا بعد غياب وكيف نعيد تأسيس علاقة صحية مع الأشقاء الأفارقة تقوم على الشراكة والمصالح المشتركة وكيف تتبدد فورا حالة الشك وإنعدام الثقة بين القاهرةوأديس أبابا بوجه خاص ونعيد مرة اخرى بناء جسور التفاهم التي دمرها نظام الاخوان الفاشل والتي أهملها طويلا نظام مبارك الذي أضاع افريقيا وكان سببا في تراجع الدور المصري في كافة الميادين؟! أيها الأصدقاء لقد كان من المحزن أن تتصدع علاقتنا التاريخية بأثيوبيا التي تنتمي للكنيسة المصرية ومن المحزن أن يكون هذا هو موقف الاتحاد الإفريقي من ثورة المصريين في 30 يونيو ومن المحزن أن تستقبل جنوب إفريقيا التي وقفنا إلى جانب نضالها ضد العنصرية القيادات الهاربة من تنظيم الإخوان الإرهابي وتسمح بأن تكون أراضيها منطلقا لمؤامرات الإخوان ضد مصر..!! وتابع .. نحن هنا جميعا ًليس فقط للنقاش وتبادل الآراء ولكن أيضا لنساعد صانع القرار ونقدم له رؤية وطنية علمية وموضوعية للتعامل على كافة المستويات مع أزمة سد النهضة وفي مقدمتها البحث عن البدائل الفنية لتقليل الآثار السلبية للسد على مصر وأيضا الخيارات القانونية للتعامل مع الأزمة إفريقيا ودوليا. إن الشعب المصري بمجتمعه المدني والعلمي يريد اليوم خلال هذا المؤتمر الهام أن يبعث برسالتين: رسالة للحكومة المصرية ورسالة لإفريقيا والمجتمع الدولي. أولا: رسالتنا للحكومة تقول لها أنك لست وحدك في هذه الأزمة عقول مصر وأحزابها معك تقف في ظهرك وتوفر الرصيد والغطاء الفني والقانوني وأيضا الدعم الشعبي بالمبادرات والمؤتمرات والدبلوماسية الشعبية لتأكيد حقوقنا التاريخية في مياه النيل. ثانيا: رسالتنا لإفريقيا والمجتمع الدولي تؤكد إننا إذا كنا نصر على إختيار طريق التفاوض والتفاهم والتعاون مع أديس أبابا وأشقاءنا في إفريقيا لحل الأزمة فإننا نؤكد أيضا بأن الشعب المصري الذي قام بموجتين لثورة عظيمة في 3 سنوات أطاح فيها نظامين فاشلين ومستبدين هذا الشعب لن يقبل بأي ظلم أو استبداد من أحد كائنا من كان وهذا الشعب لن يقبل بأي تفريط في حقوقه التاريخية في مياه النيل أو المساس بأمنه القومي. وأخيرا إن هذا الشعب قادر بتكاتفه وبوعيه وبعقول أبناءه وبنضالهم وتصميمهم على الانتصار في أزمة سد النهضة.