يلقي الفريق أول عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع والإنتاج الحربي دعم ومساندة قوية من قبل قطاع كبير داخل التيار السلفي في مصر.. وهو التيار الذي يتميز بكثرة أعداد تابعيه ومؤيديه، وله الكثير من التأثير داخل الشارع المصري خاصة الدعوة السلفية وذراعها السياسي حزب النور، بالإضافة الي العديد من المشايخ والدعاة المستقلين الذين يرون ان الحفاظ علي القوات المسلحة والفريق السيسي أساس تماسك الدولة المصرية ومن ثم المنطقة بأكملها. الشيخ ياسر برهامي اكد أنهم لن يقبلوا خيار انكسار القوات المسلحة رغم تجاوزات البعض في أجهزة الدولة المختلفة، مؤكدا أن الدعوة السلفية وذراعها السياسية حزب النور حريصان علي القوات المسلحة، ولن يسمحا بهدمها، وهذا قرار إستراتيجي بالنسبة لهما. وقد أفتي "برهامي" بأن الفريق أول عبدالفتاح السيسي "حاكم متُغلب بالشوكة"، مشيراً إلي أن التعاون معه علي البر والتقوي، ومصلحة البلاد والعباد، والإجابة إلي الحق" هو المشروع، وأنه هو القوة الحقيقية الموجودة الآن لحفظ الأمن في مصر، وحريصون علي بقائه لجماية مصر من التشتت، وعن رأيه في خوض الفريق السيسي الإنتخابات الرئاسية قال برهامي من حق السيسي الترشح للرئاسة كمواطن مصري، وقال في موضع أخر انه لايمانع دعمه في هذا السباق.الدكتور يونس مخيون رئيس حزب النور هو الأخر يعد من أكثر الداعمين للفريق السيسي والقوات المسلحة، ففي احدي المناسبات، قد صرح بأن أن القوات المسلحة هي الدرع الحامي لجميع المصريين ولكافة الشعوب الإسلامية، مشيرًا إلي أن ترويج الشائعات بحدوث انشقاقات بالجيش والعمل علي تدميره والتآمر عليه هو الخيانة العظمي. وفي مناسبة أخري، قال مخيون إن هناك مؤامرات تحاك ضد مصر، خاصة أن المستهدف من هذه المؤامرات الجيش المصري الذي يقف في مواجهة هذه المؤامرات التي تهدف لتفكيك البلاد. واضاف الدكتور يونس مخيون، رئيس حزب النور، أن هناك «تناقضًا عجيبًا لموقف الإخوان من الفريق السيسي عند بداية تعيينه وبعد عزل مرسي، فعند تعيين مرسي للفريق السيسي مدحوا فيه وفاضل يقولوا (ولي من أولياء الله) وعددوا (زوجته محجبة، أولاده حافظين القرآن، وإخوان من خلايا الإخوان النائمة)، وبعد عزل محمد مرسي تحولوا»، حسب قوله.و قال إن جماعة الإخوان المسلمين «كانوا يطالبون في الدستور السابق بوضعية خاصة للجيش، لما كانوا الاتنين حبايب، ولكن نتيجة تغيير الظروف السياسية تغيرت المواقف» وأوضح، خلال مؤتمر نظمته الدعوة السلفية بكوم حمادة لشرح الدستور: «لما كنا في البرلمان كان الإخوان يقولون علي من يهتف (يسقط حكم العسكر) إن ذلك قلة أدب، واليوم هم من يقولونها». وانتقد رئيس حزب النور من يدعو للتصويت علي الدستور ب«لا» متسائلًا: «ما هي الخيارات الأخري.. هل الشعب المصري وأوضاع البلد تسمح بعودة محمد مرسي للرئاسة.. أو الإخوان للحكم.. فما هو البديل لنصل لحالة الاستقرار للبلد؟ رغم أننا معترفون بأن هناك أخطاء»، وأضاف: «المؤسسة العسكرية هي الوحيدة المؤهلة لتحكم البلد لحين إجراء الانتخابات وعودة الشرعية بالانتخابات كما يقولون»، حسب قوله ومن جانبه قال الشيخ محمد الأباصيري، الداعية السلفي، بأن الفريق السيسي أصبح بطلاً شعبياً وعربياً عن جدارةٍ واستحقاقٍ بعد الموقف البطولي في مواجهة نظام الإخوان في 3 يوليو، فأطاح بعرشٍ كان يظن أصحابه أنه لن يذهب عنهم أبد الآبدين، مضيفاً أنه بعد أن امتلك الوعي والإرادة والشجاعة والمواجهة استطاع، علي طريقة الأبطال العظام، أن يغير مجري التاريخ، واضعاً رأسه علي راحته غير هيابٍ ولا وجلٍ كما الأبطال في الأساطير القديمة، ليكتب اسمه بأحرف من نور علي صفحات تاريخ مصر عبر العصور. وأضاف الأباصيري أن الفريق السيسي تحول من وزير للدفاع كان من الممكن جداً أن يُسقط اسمه من جملة الوزراء حين يذكرون، إلي رمزٍ للبطولة والإقدام في زمن لا تكاد تري فيه سوي الجبناء، وإني لأظن أن التاريخ سيتوقف كثيراً عند شخصية هذا الرجل ودوره في تاريخ مصر الحاضر ليكشف لنا عمّا وراء الأكمة، أما عن ترشحه للرئاسة فأظن أن الرئاسة أقل منه وهو أكبر منها، فحين تنظر إليه تشعر وكأنه خُلق ليكون زعيماً وقائداً وملهماً لأجيال تلو أجيال، لا أن يكون رئيساً في زمرة الرؤساء، فمقامه في نفسي وأظنه في نفوس الكثيرين أعظم من محض رئيس، فليُترك الرجل لمهمته التي خُلق لها فهو بها جدير، وليتركوه لجيشه يقوم علي تحديثه وتقويته فهو أجدي له ولنا". أما شريف الهواري، القيادي بالدعوة السلفية وحزب النور، أنه لم يبق في المنطقة أمام القوي التي تريد تدمير مصر سوي الجيش المصري، مطالبا الجميع بالتكاتف حوله حتي وإن اختلف البعض حول سياسات عدد من قادته، مؤكداً إن مصر تواجه الآن حرباً حقيقية لنشر الفوضي من قوي خارجية تستخدم أخري داخلية تدعي أنها إسلامية بهدف تقسيم مصر إلي دويلات، في إشارة إلي جماعة الإخوان. وعن ترشح السيسي للرئاسة اختلفت قيادات التيار السلفي حول دعم الفريق أول عبدالفتاح السيسي في الانتخابات الرئاسية القادمة حال ترشحه لمنصب رئيس الجمهورية، فبينما أكد البعض دعمهم له، أوضح آخرون أن ترشحه غير قانوني لأنه يشغل حاليا منصب وزير الدفاع، في حين رأي فريق ثالث أن مجرد ترشح السيسي لمنصب رئيس الجمهورية يؤكد فكرة انقلاب الجيش علي الرئيس المعزول محمد مرسي. يري الدكتور خالد علم الدين القيادي بحزب النور أن دعم التيار السلفي للفريق أول عبدالفتاح السيسي إذا ترشح لمنصب رئيس الجمهورية أمر يحتاج للدراسة والتأني خاصة أنه لم يعلن ترشحه حتي الآن لهذا المنصب، موضحا أن هناك اختلافا داخل التيار السلفي بشكل عام حول ترشح السيسي، كما أن حزب النور كأكبر حزب سلفي لم يجزم موقفه حتي الآن من دعمه إذا ترشح. وأكد علم الدين أنه لا يحبذ ترشح السيسي لمنصب الرئاسة لأن هذا الترشح سيفتح باب الاختلاف من جديد، وسيؤكد فكرة انقلاب الجيش من أجل السلطة التي يروج لها البعض. ونصح علم الدين الفريق السيسي بغلق موضوع ترشحه لرئاسة الجمهورية نهائيا، وأن يكون مشرفا علي تسليم السلطة لرئيس مدني منتخب حتي ولو كان هذا الرئيس عسكريا سابقا. وأوضح علم الدين أنه لا يصح أن يترشح وزير الدفاع في ظل ديمقراطية وليدة قد تفتح الباب لوجود نوع من المجاملة من بعض الهيئات الحكومية له في الانتخابات.. مشيرا إلي أن ترشح السيسي يعد بمثابة تأسيس لقواعد ديكتاتورية مستقبلية كما أن نجاحه في الانتخابات سيقسم البلاد مرة أخري. وأضاف علم الدين أن ترشح السيسي سيقلل من دعم الجماهير له، وسينتقص من شعبيته، ويدعم استمرار الانقسام في الشارع السياسي.. موضحا أن الشعب يعامل وزير الدفاع الآن علي أنه بطل قومي، بينما سيسأله في حال فوزه بالرئاسة عن تدهور الاستثمار، وعدم انتعاش الاقتصاد. ويؤكد القيادي السلفي هشام أبوالنصر أنه لا يمانع في انتخاب الفريق السيسي إذا عمل لصالح مصر، وسعي لحل مشاكلها. وقال أبوالنصر: الحديث عن مدنية أو عسكرية الدولة مجرد كلام فارغ، فالرئيس محمد أنور السادات كان عسكريا ومع ذلك حقق الكثير لمصر، مؤكدا أن الشرط الأساسي بالنسبة له لدعم السيسي هو اتقاء الله في مصر والسعي للنهوض بها. وناشد أبوالنصر التيار السلفي بعدم ترشيح أحد من قياداته لانتخابات الرئاسة، وكذلك عدم الترشح لانتخابات مجلس الشعب، وطالبهم بالعودة مرة أخري للشارع والدعوة إلي الله والابتعاد عن السياسة.