للدكتور يونس مخيون رئيس حزب النور السلفي، شهادات كثيرة على فضائح الإخوان المسلمين طيلة الفترة الماضية، وحاول الرجل كثيراً - بحسب أحاديثه - إقناع الجماعة بالعودة لصفوف الوطن إلا أن أحداً لم يجبه وأصرت قيادات الجماعة علي عنادهم وتحديهم للشارع. "مخيون" الذي تحاول الجماعة الآن النيل منه ومن حزبه والذي تصفه بحزب الانقلاب السلفي كل ذنبه أنه رفض سياسات الجماعة الاقصائية لجميع طوائف المجتمع وصمم علي ضرورة احترام نظام محمد مرسي لمطالب المعارضة الليبرالية، وبعد فشل رئيس حزب النور في إقناع الجماعة وقيادتها بالرضوخ لمطالب الشارع، قام بالموافقة علي عزل "مرسي" وشارك حزبه في إعداد خارطة الطريق التي أعدت في يونية الماضي من قبل القوات المسلحة، لينال كما هائلا من التشوية والسباب. من جانبه قال مخيون: إن سياسات "مرسي" وجماعته كانت تدفع المواطنين للنزول ل"30 يونية" لأن ممارسات الجماعة طيلة فترة حكمها كانت تؤكد أنها لا تستطيع إدارة الدولة، ففي عهد مرسي زادت حالة الاحتقان، وأصبح الاستقطاب سمة مجتمعاتنا وتحول الصراع السياسي إلي صراع ديني. كشف مخيون عن ان حزبه قام بالاتصال بمكتب الإرشاد، وتحديدا مع الدكتور محمود غزلان والدكتور محمود حسين والدكتور محمود عزت، قبل 30 يونية بحوالي عشرة أيام، وقال تحدثنا معهم عن خطورة الموقف وطالبناهم بإقالة الحكومة، والنائب العام، وتأجيل حركة المحافظين، ولكنهم كانوا في منتهي الاستعلاء، والاستهانة بالأمر، و ان المشكلة الأساسية في حكم الإخوان المسلمين، أنهم يواجهون الاعتصام باعتصام مضاد، والحشود بحشود أخري، ولا يهتمون بمعالجة جذور الأزمة التي تواجههم. "مخيون" أكد أن ما وجده حزبه من تعال من قيادات الجماعة وجده أيضا من قبل مؤسسة الرئاسة حيث كشف عن اتصالات مكثفة بمؤسسة الرئاسة في يوم 30 يونية قائلا: "اتصلنا بالدكتورة باكينام الشرقاوي نسألها عن كيفية التعامل مع تلك المظاهرات التي فوجئنا بكثافة أعدادها، لكنها قالت لنا: "اطمئنوا كله تحت السيطرة، وهنعمل مؤتمر رئاسي نستعرض فيه اليوم والموضوع خلص"، فاتصلنا بالمهندس خيرت الشاطر أكثر من مرة لكنه لم يرد. وشدد مخيون علي أن حزبه ظل يساند الإخوان ولم يتركهم حتي آخر لحظة وعندما وافق الحزب علي الجلوس مع جبهة الإنقاذ بشأن مبادرة لحل الأزمة السياسية اشترط علي أعضاء الجبهة عدم المساس بفترة حكم الرئيس، موضحا أن كل مواقف حزبه كانت لمصلحة الإخوان قائلا: "لو كانت الأحزاب الإسلامية فعلت مثلنا لاختلف الوضع لكن الجماعة الإسلامية شجعت الإخوان علي أخطائهم مما أدي بنا الي ما نحن فيه الآن. وأشار مخيون إلي أن السقوط السياسي أو الأجتماعي مشكلة كبيرة ولكن يمكن تداركها، وأن الأمر المفزع الذي لا يمكن تداركه أن تسقط جماعة أخلاقيا، مثلما سقطت جماعة الإخوان المسلمين، وأن سقوط الجماعة الحقيقي هو الفخ غير الأخلاقي الذي وقعت فيه ، وأن جماعة الإخوان امتازت الفترة الأخيرة بنشر الشائعات والسب والقذف والتخوين والخوض في الأعراض. وقال مخيون، إن جماعة الإخوان تناست قول الرسول صلي الله عليه وسلم أنه "ليس المسلم باللعان ولا الطعان ولا الفاحش ولا البذيء"، وأن المرأة التي كانت كثيرة الصيام والقيام، قال عنها النبي صل الله عليه وسلم أنها في النار لأنها كانت تؤذي جيرانها. وتابع: "سلوكيات جماعة الاخوان المسلمين أساءت إلي التيار الاسلامي كله، وحزب النور اختار هذا الطريق تحقيقا للصالح العام"، مشيرًا إلى أن الحزب رفض كل ما عرض عليه من وزارات ومصالح. وأكد مخيون، أن جماعة الإخوان إن لم يكن لهم صله بأحداث العنف التي تحدث في الشارع فهم من هيئوا لها الأجواء، وساعدوا على الوضع الراهن، ودعا مخيون جماعة الإخوان المسلمين أن تتوب إلي الله، وأن يراجعوا أنفسهم. موضحاً أنه رغم وقوفهم مع مرسي والإخوان وفوزه فى الانتخابات الرئاسية، وجلوسهم مع قيادات الجماعة في مكتب الإرشاد، فإن الإخوان للأسف لم تف بأي اتفاق جرى معها. واشار مخيون إلى أنه جلس مع الدكتور محمد مرسى قبل 30 يونيو بشهرين ووجده انه يدافع بقوة عن الدكتور هشام قنديل رئيس الحكومة آنذاك ويرفض تغييره كما تحدث معه فى ازمة النائب العام والازمة القضائية المثارة فى ذلك الوقت ولكنه وجد تصميما على المستشار طلعت عبدالله ورفض تغييره أيضا. وانتقد "مخيون" بيانات جماعة الإخوان المسلمين التى دعت الى محاصرة السفارات والمنشآت العامة وأماكن المؤسسة العسكرية، وقطع الطرق والكباري اليوم، مشيرا إلى أن قطع الطرق جريمة يعاقب عليها القانون وحرام شرعا، وقد نهى عنها رسول الله ، وأنصح الإخوان المسلمين بالسلمية أفضل من إراقة الدماء. ونقل مخيون عن سعد الكتاتني دعوته في ذلك الاجتماع إلى عدم الالتفات إلى تلك المبادرة، حيث اعتبر رئيس حزب الحرية والعدالة أن خطاب مرسي الأخير قد جعل الشعب يقف لصفه 100%، وإن 30 يونيو سيكون يوما عاديا.