أكد المشير محمد حسين طنطاوى رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة أهمية ما يمثله انعقاد القمة العربية فى بغداد وقال إنها تؤشر إلى عودة العراق لممارسة دوره الطبيعى فى طليعة العمل العربى المشترك وهو الدور التاريخى الذى قام به على مر العصور والذى لا يكتمل عقد التعاون العربى بدونه . جاء ذلك فى الكلمة التى وجهها إلى القمة العربية فى بغداد وألقاها نيابة عنه وزير الخارجية محمد عمرو الذى ترأس وفد مصر إليها . وقال إن هذه العودة العراقية المحمودة تأتى فى وقتها تماما ، خاصة فى ظل الظرف الدقيق الذى تنعقد فيه هذه القمة العربية ، والتى يواجه فيها الوطن العربى تحديات عصيبة على كافة الأصعدة لافتا فى هذا السياق إلى ما شهدته عدة دول عربية فى مطلع العام الماضى من تطورات سريعة باتجاه تحقيق الطموحات المشروعة للشعوب العربية فى الحرية والعدالة والديمقراطية والتقدم مؤكدا أن مصر من طليعة هذه الدول وها هى الآن تستكمل تحولها الديمقراطى ،بعد أن تم انتخاب السلطة التشريعية انتخابا حرا ونزيها وبعد أن بدأت خطوات أول انتخابات رئاسية تعددية حقيقية فى تاريخ مصر الحديث. وقال المشير أن الأمر لم يخل بطبيعة الحال من بعض الصعوبات ، خاصة على الصعيد الاقتصادى ، وهى صعوبات متوقعة فى مجتمع يشهد تغيرا عميقا وسريعا،مؤكدا ثقته فى متانة الأسس التى يقف عليها الاقتصاد المصرى ، وايمانه بقدرات الشعب المصرىالمبدعة،التى تجلت بأوضح صورها خلال الفترة من 25 يناير الى 11 فبرايرمن العام الماضى ، وهو ما يجعلنا على يقين لا يتزعزع بقدرتنا على تجاوز أي صعوبات وعلى ثقة بتجاوب الأشقاء والصدقاء لتبدأ الانطلاقة الكبرى التى تحقق كل غايات ومقاصد ثورة 25 يناير المجيدة. وأضاف طنطاوى فى كلمته قائلا : غير أن المشهد لم يكن فى كل مكان باعثا على نفس القدر من التفاؤل فالتطورات التى تشهدها سوريا فى الأشهر الأخيرة ، اتخذت منحى خطيرا ،يستوجب معالجة شاملة ومتوازنة لها الوضع السياسى الحرج قبل أن يفوت الأوان . وتطرق المشير فى كلمته الى المنعطف الحرج الذى تمر به أم القضاياالعربية ، قضية فلسطين ، فى ظل تعنت واضح من الحكومة الاسرائيلية يجمد عمليا كل جهد لتحقيق السلام الشامل والعادل ، وانقسام بين الأشقاء يعمقمن الاختلال الواضح فى موازين القوى ، و يعرقل امكانية التفاوض على سلام شامل من موقع الحق المعزز بقوة الوحدة المرحلة الحالية مليئة اذن بالفرص والتحديات مؤكدا أن مستقبل العرب فى القرن الحادى والعشرين يتوقف على قدرتنا ، مجتمعين ، على بلورة استراتيجيات مشتركة لتعظيم الاستفادة من الفرص ومواجهة التحديات .وشدد على " أن قدرتنا كعرب على مواجهة تحديات المرحلة تتوقف بشكل كبير على قدرتنا على تطوير آليات العمل العربى المشترك محددا رؤية مصر فى هذا السياق لمبدأين أساسيين لا غنى عنهما لأى جهد عربى جاد لاصلاح وتطوير منظومة العمل العربى المشترك ، هما : أولا: ضرورة التحرك السريع والمنظم لتنفيذ ما سبق الإتفاق عليه في اطار منظومة العمل العربي المشترك منذ قمة تونس 2004 والقضية هنا ليست مجرد استحداث آليات جديدة أو مسميات جديدة لأجهزة العمل العربي المشترك فالمطلوب هو البناء علي الإرث الغني لعملنا العربي المشترك طوال العقود الماضية، مع ادخال عناصر جديده، وحقيقية، لتطوير اداء جامعة الدول العربية، سواء من حيث المضمون أو الإختصاصات أو الايات العمل، لتتجاوز قضية " تطوير العمل العربي المشترك " مرحلة الشعار والغاية النبيلة، وتترجو لخطوات عملية وملموسة وقابلة للتطبيق. ثانيا : إن تطوير منظومة العمل العربي المشترك يجب أن ينطلق من مبدأ تعزيز التعاون العربي مع المجتمع الدولي في كافة منظوماته ودوائره الإقليمية المتفرعة والمرتبطه معه.