في ظل تزاحم الأعمال الفنية في شهر رمضان الكريم , سنسلط الضوء على برامج المقالب وكيف ينظر اليها الجمهور في هذا الوقت ؟ هل تحقق النجاح المطلوب لها ؟ أم أنها أصبحت ذات طابع ممل و معروف لدى الجميع ؟ برامج المقالب بدأت منذ فترة ليست ببعيدة ولكن بدأت في هذه الأوقات أن تنحرف عن مسارها وتسلك مسارا جديدا بإطار كوميدي مختلف , قد يؤيده البعض ولكن قد يختلف معه الكثيرون .. على غرار ذلك نتجه الي برنامج " رامز ثعلب الصحراء " التي تدور فكرته حول استضافة أحد البرامج لمجموعة من الفنانين ويتم استقبالهم من المطار واصطحابهم في اتوبيس سياحي و في الطريق الي البرنامج يتفاجأ الفنان بهجوم بعض من البلطجية الملثمين على الاتوبيس واعتراض طريقه ليتم ايقافه ويبدأوا في ممارسة أعمال البلطجة على الجميع .. لكن هذا البرنامج حصل على قدر من الهجوم لا يستهان به سواء هذا الهجوم كان من النقاد أو من المشاهدين. جزء كبير منا يستنكر هذه الطريقة التي يتعامل بها الضيوف من الفنانين , وبسبب هذه الطريقه تولد شعور لدى بعض المشاهدين أن كل شيء يتم في الحلقة متفق عليه , هل قام " رامز " بالتفكير في هذه التجربة نظرا للأحداث التي نعيشها الآن من حيث الانفلات الأمني الذي يتخلل كل تفاصيل حياتنا في هذه الأيام من بلطجة وقتل ونهب واغتصاب ..... الخ ؟ توجه الكثير من النقاد بالهجوم الحاد على " رامز جلال " وعلى اختياره لمثل هذا النوع من البرامج وأنها فقدت مصداقيتها لدى الجمهور , لكن لا يمكن أن نغفل في حديثنا الفئة الأخرى المشجعة لهذا النوع من البرامج , وترى فيه مجالا للهروب من الضغوطات التي يعيشها كل منا يوميا , وتجد أنها مجالا للترويح عن أنفسهم لبضع دقائق مع لحظات من البهجة والكوميديا .. كذلك برنامج " فيلم هندي يا ساندي " الذي تدور فكرته عن استضافة أحد الفنانين ومحاورته بشكل جاد في بداية الحلقة ثم يتفاجأ بهجوم بعض البلطجيه على الاستديو وممارسة أعمال البلطجة على الجميع ,, لكن في هذا البرنامج نجد الوضع مختلف بعض الشيء , فأثناء تواجد هؤلاء البلطجية تعمل كاميرات التصوير في الاستديو وتستمر في التصوير وهذا شيء ليس من المعقول أثناء تواجد مجموعة من البلطجيه في مكان ما وخاصة وسط تواجد أحد النجوم , فنجد ردود فعل الجمهور حول هذا البرنامج تختلف عن " رامز ثعلب الصحراء " فجزء كبير من الناس يعبر عن استيائه من هذا البرنامج ويرى أنه فقد مصداقيته وفشل في أن يحقق قدر ولو بسيط من النجاح الذي كان يتوقعه فريق العمل فيه . ثم نتجه الي برنامج " مراتي في ورطة " تدور فكرته عن استضافة مذيعه لزوجين في كل حلقة وتتم المؤامرة على الزوجة بحيث يتم الاتفاق مع مذيعه البرنامج والزوج في عمل مقلب في زوجته وأن يفاجئوها بخيانة زوجها لها .. وهذا البرنامج يشوبه الملل وتتضح فيه كل معالم التمثيل ويفقد مصداقيته ويفشل في تكوين خلفية جيدة عنه لدى الجمهور , وهذا بشهادة كثير من آراء متابعيه , ولكن لا يجب أن نغفل الجانب الآخر الذي يفضل هذا النوع من البرامج كما ذكرنا من قبل . أما برنامج " الحكم بعد المزاولة " فتدور فكرته عن استضافة بعض الفنانين ومحاورتهم حول اسرائيل ومعرفة موقفهم من الكيان الصهيوني والهدف منه هو إبراز وطنية كل ضيف في حلقات البرنامج ... هذا من أكثر البرامج الذي تعرض لهجوم شديد من جانب اسرائيل وأدانت فيه فريق العمل وضيوفهم من الفنانين بسبب اهانتهم لاسرائيل بشكل مبالغ فيه .. كذلك ردود فعل الجمهور تتباين حوله فالبعض يؤيد فكرته وينتظرها والآخر يرى أنه متفق عليه من جانب الضيوف وفريق العمل في البرنامج . لكن يبقى هنا السؤال : ما الذي جعل هذا النوع من البرامج يفقد مصداقيته ؟ ويفشل في تحقيق صدى ايجابي لدى الجماهير ؟ لماذا نفقد في أعمالنا الاحترام للغير ؟ ولماذا نهمل فئه كبيرة من المشاهدين لا يحلو لها هذه البرامج ؟ لذلك يجب أن نتحرى الحرفيه في مثل هذا النوع من البرامج لكي تحقق النجاح المرجو وتبدأ في استعادة مصداقيتها من جديد .