أكد د . محمد ابراهيم وزير الاثار والقائم باعمال تسيير وزارة الثقافة علي أنه يوجد كثير من العوامل التي تجمعنا بالجزائر ، سواء كانت جغرافية أو إقليمية أو إجتماعية ، كلها عبارة عن رافد يصب في نهر عظيم هو الثقافة ، وأضاف ابراهيم بأننا نحتفل ونحتفي بأحد رموز الفن الجميل التي أثرت وجداننا وحمل صوتها العذب طابع عالمنا العربي ، كما أكد علي أن إحتفالنا بتكريم الفنانة وردة الجزائرية إنما نُعلي من قيمة الفن الأصيل وابداعاته ومبدعته التي ستبقي أعمالها واسهاماتها الفنية في ضمير الأمة العربية والإسلامية والأفريقية ، فستبقي وتسعي بيننا بأعمالها الخالدة ، وشدد علي أن حرصنا في الإحتفاء بها يبعث برسالة إيمان بضرورة وحتمية الفن في مجتمعنا العربي ودوره في اثرائه في وجداننا في الفترة الراهنة ، وهي الأساس الأقوي اذا اردنا البناء الأكبر ، مضيفا ابراهيم أن احتفالاتنا هذه تواكب الاحتفال باليوبيل الذهبي لاستقلال الجزائر هي باقة ورد للشعب الجزائري الشقيق ، كما رحب ابراهيم بنذير العربي سفير جمهورية الجزائربالقاهرة و د . عماد أبو غازي و د . محمد صابر عرب وزيري الثقافة السابقين ، جاء ذلك أثناء الاحتفال بتأبين المطربة وردة الجزائرية بعنوان " ليلة مصرية في حب وردة " بدار الأوبرا المصرية ، والتي أقامته دار الأوبرا تزامنا مع احتفالات الجزائر بالعيد الخمسيني لتحريرها ، وتكريما لمشوارها الفني ، حضر الاحتفال د . عماد أبو غازي ، ود . محمد صابر عرب وزيري الثقافة السابقين ، و د . عبد القوي خليفة محافظ القاهرة ، و نذير العربي سفير الجزائر ، وسفيرة أمريكا ، و د ايناس عبد الدايم ، والفنانات نبيلة عبيد ، فيفي عبده ، يسرا ، الفنان صلاح الشرنوبي ، أعضاء الجالية الجزائرية ، وعدد من سفراء الدول العربية والأجنبية في مصر وكثير من الفنانين والفنانات ، الي جانب نخبة كبيرة من الاعلاميين والصحفيين . وتوجه نذير العربي بالشكر والامتنان للدكتور محمد ابراهيم ، و د . محمد صابر عرب صاحب الفضل في المبادرة والدعم لهذا الحفل القيم ، و د . إيناس عبد الدايم ، د . جيهان مرسي وكل من ساهم في إنجاز وانجاح هذا الحفل من موسيقيين وفنانين وعلي رأسهم عبد الحميد عبد الغفار ووجدي الحكيم ، وأضاف نذير أننا نحتفل بذكرتين الأولي وهي وردة الجزائرية وهي الوردة والقيمة ، والثانية وهي استقلال الجزائر ، مؤكدا بأن الحفل المقام هو تحقيق لأمنية الراحلة وردة لأنها كانت متشوقة لمشاركة الشعب الجزائري في هذه المناسبة ، فستظل وردة عطر في قلوبنا وحياتنا ، مضيفا بأن الاحتفال بتكريم وردة يواكب الذكري الخمسين لاستقلال الجزائر وهو عربون محبة من الشعب المصري للشعب الجزائري ، وأضاف أن مشاركة الفرقة العيساوية جاءت من مسقط رأس وردة لتشارك في هذا الإحتفال ،وأن بعض المذاهب الصوفية لعبت دورا هاما في الحفاظ عي الهوية المصرية ، مضيفا بأن الفعاليات تضمنت افتتاح معرض للصور بمناسبة ذكري استقلال الجزائر وذلك في إطار التعاون المشترك بين السفارة المصرية والجزائرية ووزارة الثقافة ، فالمعرض يبرز كفاح الشعب الجزائري واستقلاله ، وانتزاع سياسته الوطنية والتضحيات التي قدمها الأبرار من أجل أن تعيش الجزائر حرة مستقلة ، بالإضافة لوجود بعض الصور النادرة التي تبرز دور مصر في مساندة الشعب الجزائري ، من خلال وجود العلاقات القوية المشتركة بين البلدين ، متمنيا مزيد من التطور والدعم والمجد والخلود ، ثم قام سفير الجزائر بتقديم باقة من الورود للدكتورة ايناس عبد الدايم وهدية تذكارية للدكتور محمد ابراهيم . وقالت د . ايناس عبد الدايم رئيس دار الأوبرا أن دار الأوبرا تجمعنا بليلة من ليالي الحب والوفاء لفنانة أعطت عمرها ومسيرتها الفنية للأرض المصرية التي عشقتها ، وعشقت مصر عطائها الفني بكل الألوان الغنائية ، كما أعطت الغناء العربي مذاقا خاصا بصوتها في كل أغنية شدت بها فهي محبوبتكم ومحبوبتنا وردة الجزائرية ، وأضافت ايناس أن دار الأوبرا تقدم هذا الاحتفال إعلاء لقيمة الفن والغناء ، وتأكيدا علي أهميتهم في الحياة ، انه يجسد دور القاهرة في احتضان الغناء والفن ، فالقاهرة هي عاصمة الغناء العربي ، كانت وستظل ولابد أن تبقي وتستمر بما لها من رسالة ودور ترعي ما حولها ، فهي الحاضنة التي ولد علي أيديها معظم المواهب العربية ، وتمنت عبد الدايم أن ما نقدمه لوردة تقليدا يجب المحافظة عليه مستقبلا نحو كل رموز الإبداع في وطننا العربي ، ووجهت الشكر للفنانين محمد الحلو وخالد سليم ، ووجدي الحكيم علي ما بذلوه من جهد ، في إنجاح هذا الحفل ، واختتمت كلمتها بأن وردة رحلت بجسدها ، ولكن ستظل في كل القلوب . واضاف وجدي الحكيم بأن وردة ما تزال موجودة بيننا ، فكانت تحرص علي اختيار كلمات كل أغنية ، والموضوعات واللبس في السينما ، كانت وردة مصرية في مصر ، وجزائرية في الجزائر ، وعربية في الوطن العربي ، مؤكدا بأن وردة في قلب كل مصري وعربي هبت علينا لتحافظ علي الغناء المصري والعربي . تضمن الاحتفال افتتاح معرض لأعمال تشكيلية وفنون بيئية تراثية جزائرية ، أعقب ذلك عرض فيلم تسجيلي وثائقي تناول حياة وردة ومشوارها الفني اهداء من الاعلامي وجدي الحكيم ، بالاضافة لتقديم فقرة فنية لفرقة العيساوية الشعبية الجزائرية لولاية سوق أهراس ، اشتملت علي تقديم لوحات شعبية لمشاهد من الفولكلور الجزائري من مسقط رأس وردة الجزائرية ، الي جانب تقديم مجموعة من أشهر الأغاني لمجموعة كبيرة من المطربين ، حيث غنت ريهام عبد الحكيم " لعبة الأيام و حلوة بلادي السمرة " ، سمر صفوت " وأنا مالي " ، ايمان عبد الغني " الوداع " ، سمية وجدي " قلبي سعيد " ، محمد الحلو " بتونس بيك " ، مروة حمدي " أكدب عليك " ، مروه ناجي " حكايتي مع الزمان " ، رحاب مطاوع " أهل الهوي " ، سوما " لولا الملامة " ، خالد سليم " ليالينا " ، وذلك بمشاركة فرقة أوركسترا أوبرا الاسكندرية للموسيقي والغناء العربي بقيادة المايسترو عبد الحميد عبد الغفار .