●● إذا كان منتخب إنجترا لعب لعبة الحذر أمام أوكرانيا، فإن مباراة الفريق المقبلة مع إيطاليا فى دور الثمانية يوم الأحد القادم ستكون عرضا فى مملكة الحذر، بما هو معروف عن مدرسة الكرة الإيطالية. وقد تكون المباراة تكرارا لمباراة الإنجليز مع أوكرانيا، مواجهة بين فريقين يلعبان بطريقة واحدة وهى 4/4/1/1.. لكن الفريق الإنجليزى كان محظوظا، ونجمه رونى كان هو «محظوظ» غريم «بطوط» الأزلى فى مجلة ميكى. فقد لعب ستيفن جيرارد ضربة ركنية، وارتدت من الدفاع الأوكرانى وعادت إلى جيرارد مرة أخرى، وبمهارة فردية رائعة لا أعرفها عنه، راوغ جيرارد مدافعين من أوكرانيا وأرسل كرة عرضية، فضربت فى قدم مدافع، وخدعت الحارس بياتون ومرت من بين يديه، وبصورة غريبة قفزت الكرة من الأرض إلى رأس رونى فوضعها بكل سهولة برأسه فى المرمى الخالى.. وهتفت بريطانيا والصحافة الإنجليزية، ومازالت تهتف، للولد الموهوب والمنقذ رونى، هكذا يقولون، وهو بلا شك كان موهوبا فى أمر واحد: إنه كان هناك فى المكان السليم منتظرا الكرة والخطأ والحظ..! ●● المنتخب الإنجليزى يتحدى التوقعات، إلا أن الهدف الصحيح الذى لم يحتسبه الحكام الخمسة لمنتخب أوكرانيا يتحدى نظرية بلاتينى.. التى يؤكد بها أن خمسة حكام بشر أفضل من تكنولوجيا بلاتر التى تعتمد على الآلة.. وسوف يدور نقاش طويل حول جدوى الحكام الخمسة، حيث لم يشاهد الحكم المجرى فيكتور كاساى الكرة وهى تعبر خط المرمى الإنجليزى بمسافة نصف متر تقريبا، لم يحتسبها. وكان الأوكرانى ماركو ديفيتش سدد الكرة فى مرمى الحارس جو هارت وأخرجها جون تيرى بعد ان تجاوزت الخط.. ●● الأخلاق جعلت الإنجليز يعترفون بصحة الهدف الأوكرانى، وقال سيتفان جيرارد: «منذ سنتين فى كأس العالم لم يكن الحظ معنا بهدف فرانك لامبارد ضد ألمانيا، فحزمنا امتعتنا وعدنا إلى منازلنا».. كذلك اعترف رئيس وزراء بريطانيا دافيد كاميرون بصحة الهدف الأوكرانى حين سئل حول هذا الموضوع خلال مؤتمر صحفى أقامه على هامش مشاركته بأعمال قمة مجموعة العشرين فى لوس كابوس بالمكسيك انه يوافق على فكرة الاستعانة بالتكنولوجيا خلال المباريات، لكشف تجاوز الكرة خط المرمى، وتساءل ما فائدة الحكام الخمسة..؟ ●● أكرر أن أخطاء التحكيم تظهر الآن لأن الحكم يحاكم بعشرات الكاميرات، ويذكر أن الفيفا أجرى تجارب على نظامين لاختيار أحدهما للتطبيق. وفى النظامين عندما تتجاوز الكرة خط المرمى سوف تشير الساعة التى تحيط بمعصم الحكم إلى هدف خلال فترة زمنية قصيرة.. النظام الأول تقوم فكرته على وضع شريحة فى مركز الكرة تطلق إنذارا عبر أجهزة استشعار توضع على خط المرمى.. وهذا النظام طرحته شركة ألمانية ويطلق عليه اسم: جول رف.. والنظام الثانى عبارة عن ثلاثة ثقوب فى كل قائم توضع بها 6 كاميرات صغيرة تسجل مرور الكرة وتجاوزها خط المرمى تقدمه شركة بريطانية ويطلق عليه عين الصقر، ولأننا فى زمن الشك والمؤامرة لعل شهادة كاميرون كانت لمصلحة الشركة البريطانية التى ستربح الكثير من الأموال حين يقرر الفيفا الأخذ بنظامها.. هذا ليس تفسيرى الشخصى، لكنه سيكون تفسير الغير غالبا! نقلا عن الشروق