منذ عدة شهور خلت تعاهدت بيني وبين نفسي ألا أدخل فى نقاش مع الأخوة أنصار وأعضاء حزب النور خاصة فيما يخص تقييم مسيرة الحزب السياسية منذ أن قرر يدخل فى لعبة السياسة وهلى شعبية حزب النور اليوم تدهورت بشكل كبير أم بالعكس إرتفعت وزادت بشكل ملحوظ للدرجة التى جعلت الشيخ ياسر برهامي "الرجل الأول " فى الحزب يتنبأ بأن الحزب سيحصد أغلبية مقاعد مجلس النواب القادم. وأنا أرى أن الشيخ يحاول بهكذا تصريح أن يرفع من معنويان البقية الباقية من أنصاره ومؤيديه بعد أن دب الشك فى نفوس كثير من أتباعه وأنخفضت شعبية الحزب من وجهه نظرى بشكل ملحوظ. وبالفعل قررت ألا أشتبك معهم فى جدال إلا بعد إنتهاء إنتخابات مجلس النواب القادمة تحاشيا للمراء الذى لا طائل منه والإتهام بالشخص المدسوس تارة وبالإخواني المتخفي تارة أخرى و حازمون تارات كثيرة وبأنني أسعي لتشويه صورة الحزب وبث الأكاذيب والأراجيف حوله. مشايخ حزب النور وأعضاؤه يعرفون هذه الحقيقة جيدا وقد وصلني من بعض الأخوة أن كثير من المشايخ والأعضاء فى نقاشهم الداخلي وفى جلساتهم السرية يعترفون بذلك وغاضبون أشد الغضب من الإخوان المسلمين ودائما ما يتردد على لسانهم :- الإخوان أخذونا لحم ورمونا عظم...وهذه المقولة حقيقية وتنطبق بالفعل على ما فعله الإخوان مع حزب النور ولكن لا يمكننا أن نتجني على الإخوان ونحملهم وحدهم المسئولية فللحزب أخطاء قاتلة وقع فيها وكان يمكنهم أن يحتضنوا جميع الأطياف والأفكار السلفية الأخرى و كان موقفهم من قضية حازم صلاح أبوإسماعيل بمثابة المسمار الأول فى نعش النور وبداية لتراجع شعبيته وصلت لدرجة الشك فى أهداف ونوايا الحزب الأساسية التى أدعي أنه قام على أساسها. ولا تستطيع أن تلوم دهاء و "مكر " الإخوان السياسي أن صح القول وتعفي نفسك من المسئولية.. صحيح أنه لولا أصوات السلفيين "مجتمعين " ما أقر الدستور ولا حتى التعديلات الدستورية وما فاز مرسي نفسه برئاسة الجمهورية. والخلاف بين السلفيين ( الدعوة السلفية بالأسكندرية ) والإخوان قديم ولم ينشأ بعد الثورة مباشرة بل على العكس حصل تقارب نادر الحدوث بينهما بعد الثورة .فمشايخ حزب النور الإخوان فى منهجهم أصحاب بدعة وضلالة وهناك فيديو شهير للشيخ ياسر برهامي يشرح فيه خطورة وصول الإخوان للحكم فى مصر على السلفيين خاصة وبأنهم سيزجوا بهم فى السجون والمعتقلات.على الجانب الأخر فإن الإخوان يتهمون هؤلاء بأنهم كانوا عملاء لأمن الدولة المنحل أستغلهم نظام مبارك عن طريق اللواء عمر سليمان وسمح لهم بفتح القنوات الدينية والتواجد فى المساجد لمواجهه الخطر الإخواني والتحذير من منهجهم مستغلين بذلك علاقة الإخوان بالشيعة وخطورة ذلك على أمن مصر ودول الخليج.. وعمل الإخوان بعد تنحي مبارك مباشرة على سد هذه الثغرات ومحاولة بناء الجسور وضرورة الوحدة ونسيان خلافات الماضي وعدم إثارتها الآن فنحن فى النهاية أصحاب مشروع "إسلامي" واحد وأى خلاف بيننا سيصب فى خانة العلمانيين ومن يريدون فصل الدين عن الدولة وكتابة دستور علماني. فى هذا الوقت كان يدرك الإخوان جيدا بأن قوة وشعبية التيار السلفي العام تفوق شعبيتهم لأن حزب النور وقتها كان ممن نستطيع أن نطلق عليه الممثل الرسمي والوحيد للسلفين فى مصر فى المجال السياسي. ولو نلاحظ أن الإخوان فى قضية الأستاذ حازم صلاح أبوإسماعيل لم يشنوا الحرب التى أطلقها حزب النور على أبوإسماعيل "السلفي" ولم نسمع أو نقرأ أى تصريح لأى قيادي إخواني يطعن فى أبوإسماعيل أو يكذبه. عكس حزب النور الذى سلط عليه شاب من دور أبناءه "نادر بكار" ليخرج على الشاشات ويقول فيما معناه بأنه " كاذب" وبأننا لا نصدقه..ومن هنا حدث الشرخ الكبير لدي قواعد حزب النور ورأينا على الفور إنشقاقات بدأت تحدث لأول مرة ومما يظهر لك عدم "نضج " حزب النور السياسي فى هذا الوقت أن أبوإسماعيل وأولاده فى تلك الفترة كانوا يحظون بشعبية كبيرة جدا وأتذكر أن عمرو أديب فى هذه الفترة كان مستضبفا الأستاذ مصطفي بكرى وسأله عن أقوي المرشحين للرئاسة ومن لديهم شعبية جارفة فى الشارع الآن فأجاب:الشيخ حازم صلاح أبوإسماعيل..ولعل هذه الشعبية هى ما أثارت خوف ورعب بعض مشايخ الدعوة السلفية من حازم لأنه بدا وكأنه يسحب البساط من تحت اقدامهم. ألتقط الإخوان الخيط وفهموا المعادلة ولكنهم لم يعجلوا آنذاك بالصدام مع الحزب والإنضمام صراحة لأبوإسماعيل أنهم مازالوا بحاجة لكليهما فى إنتخابات الرئاسة. وقد حدث ووجه الجميع أنصاره وأتباعه للتصويت لمرشح الإخوان الدكتور مرسي. وبعدها مباشرة حدث خلاف كبير داخل حزب النور بين رئيسه الدكتور عماد عبدالغفور وأنصاره وبين بعض مشايخ الدعوة السلفية وعلى رأسهم الشيخ ياسر برهامي ونادر بكار واشرف ثابت وبعد محاولات عديدة لرأب الصدع باءت بالفشل وترك على أثرها الدكتور عبدالغفور النور وأسس حزبا سلفيا جديدا هو حزب الوطن. ثارت شكوك قوية لدى مشايخ وقيادات حزب النور أن هذا الشرخ كان وراءه الإخوان لإضعاف الحزب وقد أتهم نادر بكار المتحدث الرسمي بأسم الحزب الإخوان وأبوإسماعيل صراحة بأنهم هم المتسببين فى هذا الأمر. وبعدها أسس الأستاذ حازم أبوإسماعيل حزب الراية ثم أسست الجبهه السلفية حزبا أخر وحزب ثالث وهكذا توزعت الكتلة الصوتية لحزب النور على أحزاب عدة. وإن كنت أرى أن الإخوان أكثر حنكة وخبرة سياسية من حزب النور فقد راهنوا من قبل على "الحصان الأسود" المولود السلفي الجديد حزب النور وأخذوا منه ما أرادوا والآن هم يتحالفون مع النجم الصاعد والحصان الأسود الجديد وهو حزب " الراية " –هكذا أتوقع- ولكن حازم أبوإسماعيل أكثر وعيا ودراية وإدراكا لطرق وأساليب الإخوان ويحتاط لها عكس ما يظن البعض بأنه مجرد تابع أو خلية تابعة للإخوان. وهكذا أخذ الإخوان من حزب النور قطعة من اللحم وإن كانت الأكبر ثم أخذت جبهه الإنقاذ قطعة أخرى وأخذ الدكتور عمرو حمزاوي وزوجته قطعة والفنانة إلهام شاهين فى قضيتها الشهيرة ضد الشيخ عبدالله بدر قطعة وأخذ شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب قطعة وأخر قطعة كانت معلقة فى عظمة الزند ألتهمها المستشار أحمد الزند... حتى أصبح الحزب عبارة عن هيكلا عظميا...وغدا سينجلي الغبار وتعلم حينها أفرس تحتك أم حمار.