تشهد مدينة الغردقة حاليا حالة من النشاط الكبير للحركة السياحية سواء الوافدة أو الداخلية احتفالا بأعياد الفصح والقيامة وشم النسيم. ويعد السوق الروسي الأكثر نشاطا منذ بداية شهر إبريل الجاري والتي تستمر لنهاية مايو المقبل، بالإضافة إلى بداية موسم الإجازات. في هذا السياق صرح الدكتور مجدي صالح رئيس مجلس إدارة غرفة شركات السياحة فرع البحر الأحمر أن متوسط إشغال فنادق المدينة من مختلف الفئات بلغ 90% والبعض منها 100%، نسبة كبيرة منهم المصريين لقضاء إجازة شم النسيم، إلى جانب السائحين الروس الذين يمثلوا النسبة الأكبر من السياحة الوافدة من أوروبا. ومن جانبه قال شريف منصور رئيس مجلس إدارة شركة "لوب فوياج" للسياحة أن إقبال السائح الروسي بدأ بكثافة مع نهاية شهر مارس الماضي، وحتى موسم إجازاتهم نهاية إبريل وخلال شهر مايو، وأشار إلى أن مدة إقامة السائح الروسي تتراوح ما بين إسبوع إلى 15 يوم. وأضاف أن السائح الروسي يعتبر من مصدر رئيسي للسياحة في الغردقة حيث يمثل أكثر من 50% من الحركة الموجودة بالمدينة، والأكثر فعالية وسرعة في الاستجابة لعودة الحركة وبأعداد كبيرة، وهو السوق الذي يساند القطاع السياحي في مصر في الأزمات. وأشار منصور أن السياحة الروسية اتجهت بقوة بعد أحداث الثورة إلى تركيا وإسرائيل، وهذا أثر بشكل كبير على السياحة الشاطئية وخاصة في الغردقة، وعندما بدأ منظمو الرحلات الأجانب في فتح المجال للسفر إلى مصر، واجهوا تراجع وخسائر في الدعاية لمصر نظرا لتخوف وقلق السائح من التوتر والأحداث التي يركز عليها الإعلام الروسي، بالإضافة إلى أن تأرجح قطاع السياحة بين الصعود والهبوط حسب تطور الأحداث في مصر جعل منظمي الرحلات تقلل عدد طائراتهم وعدد الكراسي، وعلى الرغم من ذلك فالأمور تعتبر مستقرة بعض الشيء. وقال منصور أن توقف الرحلات الداخلية "اليوم الواحد" إلى القاهرة والأقصر أثرت على مدة إقامة السائح لفترة طويلة، فضلا عن توقف عائد جيد لشركات السياحة من تنظيم تلك الرحلات، والتي تراجعت حاليا بنسبة 50% في ظل الأحداث التي تشهدها مصر من الاعتصامات وقطع الطريق على الأتوبيسات السياحية من قبل المعتصمين، كما أن التحذير الصادر من الحكومة الروسية للسائح قبل سفره إلى مصر بعدم مغادرة المدينة بل والفندق أيضا، ساهم في توقف تلك الرحلات أيضا. وأضاف أن الشركات الأجنبية طلبت من المصرية المساهمة في تكاليف التسويق والدعاية لمصر في حالة الركود، ويضغطوا بالحصول على نسبة من عائد الرحلات الاختيارية الداخلية على أساس مساعدتهم في التسويق. وفي نفس السياق قال هاني منير المدير العام الإقليمي لفنادق ومنتجعات "Premium" في مصر أن شهر إبريل ومايو يشهدون إقبالا كبيرا من السوق الروسي منذ عدة سنوات، والتي تغيرت بعد أن كان الموسم الشتوي ذروة توافده على مصر، مما جعل السائح الروسي متواجدا في مصر طوال العام، وخاصة بمدينة الغردقة. ولفت هاني إلى أن تركيا بدأت تسيطر على نسبة كبيرة من هذا السوق وخاصة بعد أن تأثرت الحركة الوافدة إلى مصر نتيجة أحداث الثورة، وأصبح عدد كبير من شركات السياحة التركية يسيطر على السوق الروسي، وخاصة في حالة التوتر الأمني والمظاهرات التي لا تتوقف في مصر. وقالت أماني الترجمان مدير عام شركة "ترافكو" للسياحة ان الفترة الحالية تشهد حركة توافد جيدة مع بداية شهر إبريل لوجود العديد من الأعياد والإجازات خلال هذا الشهر، وخاصة من السوقين الروسي والإنجليزي، واللذان ساهما بقوة في استقرار حركة السياحة في الغردقة وشرم الشيخ، مشيرة إلى أن سياسة الحجز في اللحظة الأخيرة أصبحت المتبعة في معظم الأسواق. وأشارت إلى أنه على الرغم من ارتفاع أسعار المقصد التركي لزيادة الطلب عليها وخاصة من السوق الروسي، إلا أنها لا تستوعب الأعداد الوافدة منه وتشهد حاليا إشغالات 100%، وبالتالي سيأتي السائح إلى مصر في كل الأحوال ولكن ليس بنفس معدلات عام 2010.