محاولة منها لفهم طبيعة العلاقة بين كليهما وتحديد مواطن الخوف والشكوك عهدت بوابة الفجر الألكترونية الي محاولة الاجابة علي السؤال "لماذا يخشي الأخوان من السلفيون؟" تقدمة منها للسادة القراء حول المشهد السياسي والأجواء الضبابية التى تحيط علاقة كل من "النور" و"الحرية والعدالة" بعضهما ببعض , وهي علاقة غير محسومة أو مفهومة فقد تجد تحالف سلفي أخوانى في احدي الدوائر وأخري تشهد صداما بين كلا القوتين في مرحلة انحصار المنافسة علي مرشحي الحزبين في دور الاعادة . المنافسة هي المنافسة إذا، سواء كان خصمك اسلاميا مثلك، أو كان من "فلول" الوطني كما يطلق عليهم في مصر، عندما يتعلق الأمر بالانتخابات فلا مفر من أن تتلقى بعض الضربات "تحت الحزام" من منافسيك ولم يبد على أنصار المرشحين الإخوان أنهم يكنون معزة خاصة للسلفيين، بل كالوا الاتهامات لحزب النور وقال لي أحدهم إنه يفضل في السياسة أن يتعامل مع الليبراليين (المصطلح الشائع في مصر لوصف كل القوى التي لا تنتمي لتيار الاسلام السياسي) على أن يتعامل مع السلفيين
ولقد اتضح أن حزب النور السلفي وحلفاءه هم المنافس الأقوى للاخوان من بين جميع القوى الأخرى، حيث حصلت قائمته على 24.4 من الاصوات في المئة في نهاية المرحلة الأولى.
ولعله ليس من المستغرب أن تصل المنافسة بين الاخوان المسلمين والسلفيين إلي درجة من السخونة، ففي نهاية المطاف -وبحساب الأرقام- يمثل السلفيون أكبر تهديد لفرص الاخوان في الانتخابات بعد احتل حزب النور بذلك المركز الثاني بعد قائمة الحرية والعدالة التي حصلت على 36.6 في المئة، بينما جاءت الكتلة المصرية في المركز الثالث بحوالي 15 في المئة. وقد برز ذلك بشكل واضح في جولة الإعادة إذ تصدى المرشحون السلفيون لمرشحي الإخوان في المنافسة على 22 مقعد من بين 45 مقعد خاض عليها الاخوان الجولة.
ولا يقتصر التهديد السلفي للاخوان على كونهم اللاعب الأقوى بين باقي المنافسين، بل ربما كان الأهم من ذلك هو أن السلفيين يحصلون على أصواتهم من نفس الكتلة التصويتية التي يعتمد عليها الإخوان، بينما تعتمد الأحزاب "الليبرالية" على كتل تصويتية أخرى.
وقد ظهرت سخونة المنافسة جليا في جولة الإعادة، خاصة في محافظة الاسكندرية التي تعتبر معقلا لكل من الاخوان والسلفيين لاسيما و أن العلاقة بين التيارين الاسلاميين ليست بالقتامة التي قد توحي بها السطور السابقة، فهناك عدة مؤشرات تصب في الاتجاه المعاكس، من بينها نجاحهم في الفترة السابقة في التنسيق فيما بينهم أكثر من مرة سواء على مستوى المواقف السياسية أو التحركات الشعبية.
وأبرز الأمثلة على ذلك التظاهرتان الحاشدتان في ميدان التحرير في 29 يوليو/ تموز للاحتجاج على دعوات "الدستور أولا" ثم في 18 نوفمبر/ تشرين الثاني ضد "وثيقة علي السلمي".
وبين التظاهرتين شارك الاخوان والسلفيون في تنظيم عدد من المؤتمرات الجماهيرية سويا، كما تكررت قبيل الانتخابات وأثنائها دعوات القادة في كل من الحركتين لأنصارهم بالتزام آداب الاسلام في التنافس الشريف.
وأثناء جولتنا على المراكز الانتخابية التي يتنافس فيها الإخواني خالد محمد والسلفي محمد أبو جبل، رأينا عدة نماذج لأنصار المرشحين وهم يعملون جنبا إلي جنب في هدوء ومودة.
وأكد بعضهم أكثر من مرة –خصوصا من أنصار حزب النور– أنهم يكنون الكثير من الاحترام لخصمهم وسيسعدون بالنتيجة أيا كانت لأن الفائز سيكون نائبا اسلاميا.
ويبدو أن الأمر لم يكن مجرد كلمات يرددها البعض دون أن يعنيها حقا، فقد نقلت تقارير إعلامية من محافظة الفيوم التي فاز فيها الاخوان على مرشحي حزب النور في جميع المقاعد الفردية، أن السلفيين خرجوا للاحتفال مع أنصار الحرية والعدالة بعد إعلان النتيجة مرددين "سلفي إخواني يد واحدة".