السبب في تردد إدارة اوباما في انتقاد الجيش المصري ومجلسه الأعلي في إدارته العنيفة لأخر التظاهرات الدميقراطية هو ان الجنرالات لا يزالون خدام واشنطن المفضلون بعد تنحي مبارك. وزارة الخارجية أخيرا أدانت استعمال" العنف المفرط " المستعمل لتفريق المتظاهرين لليوم الرابع والتي تستوجب أقصي درجات ضبط النفس من قبل السلطات. وجاء هذا الانسحاب بعد أيام من السخط من المتظاهرين التي نتجت عن قنابل الغاز المسيل للدموع الأمريكية الصنع التي تطلق عليهم والتعبير عن غضبها من دعوات وشانطن السابقة عن ضبط النفس . بدلا من تركهم يتخبطون في مواجهة التمرد الذي أجبر الرئيس مبارك عن التنحي والذي حكم لفترة طويلة أرجعت ادارة أوباما بنتائج التمرد. ونشكر السماء بعدم انتقال السلطة لاسمح الله إلي الإخوان المسلمين ولكن إلي "شلة مبارك" من الجنرالات الغارقين في علاقة الاجيال من حماية الأهداف الأمريكين لإسرائيل مقابل 3 مليار دولار سنويا .تباعا لذلك تعهد رجال ملابس الحكم الكاكي بممارسة ضغط القوات المسلحة والتعهد بالإشراف علي عملية التحول للحكومة المنتخبة والتي ستهدئ من قلق الشارع وتحمي وتعيد الإستقرار دون أي عواق وخيمة لمصالح الولاياتالمتحدة الإستراتيجية . في واقع الأمر التحول من نظام مبارك سار علي غرار ما تنادي به الإدارة الأمريكية في ذروة الأزمة كما بات واضحا بحلول أوائل شهر فبراير انها لن تنتهي ومبارك في منصبه ودعت واشنطن إلي " انتقال منظم " تحت إشراف الجنرال عمر سليمان مدير مخابرات حسني مبارك وبدء التنفيذية في أواخر ايام مبارك. بالتاكيد لم يستطع عمر سليمان لنفسه بالبقاء وكان من الغريب استبعادة عن أي دور بين الجماهير وبقائه إلي جانب رئيسة السابق بإستثناء ظهوره الأسبوع السابق محذرا جماعات المعارضة من تحدي الجيش خلال عملية التحول .ولكن من وجهة نظر الولاياتالمتحدة " انتقال منظم " برئاسة المشير سيكون أكثر وقعا لانه لم يعين من قبل مبارك مباشرة مما يثير حفيظة الثوار . حسنا علي الأقل أصبح من الواضح أن طنطاوي ومجلسه العسكري قرروا أن يبقوا الجيش خارج الرقابة او القيادة من أي حقوق مدنية مستقبلين منتخبةوالمطالبة بحق النقد في إتخاذ القرارت . هذه الإجراءات التي اشعلت الإحتجاجات التي بدأت الاسبوع الماضي ولقد تصاعدت وتيرة العنف من خلال رد فعل السلطات العنيف . أحداث الأسبوع الماضي حطمت نموذج " الانتقال المنظم " الذي اتخده الجيش كرمز للحفاظ علي سيطرتها الإستبدادية والعقيمة بمقاليد الأمور بمصر . وقد وصف العبض أن معضلة إدارة أوباما هي الأختيار بين الاستقرار في السلطة في شكل المجلس العسكري او عدم التيقن في صورة الديمقراطية. منذ أسبوعين فريق العمل كلا من الحزبين الجمهوري والديموقراطي حث المجلس العسكري علي التحول الديموقراطي الجيد وتكيف المساعدات الأمريكية العسكرية لمصر علي موافقة العسكرية المصرية الأنسحاب من الحياة السياسية والخضوع لحكومة مدنية منتخبة . في حين تجد الولاياتالمتحدة نفسها تفرك ايديها قلقا من مواجهة التغير السريع في مصر ، تتعلم الدرس أن الولاياتالمتحدة أصبح لها دور محدد في الشرق الأوسط مقترحات وتوسلات وتهديدات إدارة أوباما تم تجاهلها بشكل روتيني من قبل الصديق والعدو علي السواء المملكة العربية السعودية دبرت حملة قمع وحشية علي الحركة الدموقراطية في البحرين ، العراق قال شكرا ولا شكرا للولايات للقوات الأمريكية حيث بقائهم بعدد يسير ، أبقت إسرائيل خططها في بناء المستوطنات في حين تجاهل الفلسطينيون جهود اوباما المحمومة لمنعهم من أخذ قضيتهم إلي الاممالمتحدة تجاهلت إيران الحملة التي تقودها الولاياتالمتحدة في الضغط عليها تجاه برنامجها النووي ، الرئيس السوري تجاهل طلب واشنطن بالتنحي ، تركيا لم تتحرك تجاه جهود أوباما لإقناعها المصالحة مع إسرائيل وهلم جرا . واشنطن قد لاتحب أن يدير الجيش المرلحة الإنتقالية ولكنه قد لا يرون لها أن نتائج الإنتخابات الديموقراطية والتي من المرجح أن يخرج منها الإخوان أقوة قوي في الحكومة وفي الشارع علي السواء . وعلي الرغم من جهودها مع جماعات المعارضة . فإنه لا يزال ينظر إليها علي نطاق واسع من الريبة . فقد استمرت لعقود في دعم الحكام المستبدين في مصر مما ترك لها حماسا طفيفا في مختلف الفصائل السياسية وتورطها في تشكيل مستقبل البلاد . للأفضل أو للأسوأ سيذكر عام 2011 علي انه عام منطقة الشرق الأوسط والمنطقة أعلنت إستقلالها عن النفوذ الأمريكي .