أشارت صحيفة لو فيجارو الفرنسية فى عددها الصادر أمس إلى أن الثورة المصرية مستمرة. وقد أسفرت أعمال العنف الأخيرة عن مقتل أكثر من ثلاثين شخصا. فمنذ رحيل الرئيس السابق حسنى مبارك فى الحادى عشر من فبراير، كتب على هذا العملاق العربى ألا يستعيد توازنه بين ليلة وضحاها. ومن بين قوى سياسية عديدة، توجد ثلاثة أحزاب يصعب التوفيق بين طموحاتها. يأتى العلمانيون فى البداية وهم مجموعة غير متناجسة من رواد النضال فى ميدان التحرير الذين يتطلعون إلى ديمقراطية لا تمسحرية التعبير والتعلم والمعرفة. ثم يأتى أنصار جماعة الأخوان المسلمين -وهى جماعة منظمة جيدا وشعبية- الذين يدافعون عن قيم محافظة ومخلصين للإسلام. وفى النهاية، يأتى الجيش الذى يمتلك السلطة حاليا ويرغب فى الحفاظ على مصالحه الاقتصادية والامتيازات القانونية الموروثة من النظام السابق. وقد اندلع الغضب هذه الأيام ضد الجيش. وفى حين أن أول انتخابات تشريعية للعملية الديمقراطية ستبدأ يوم السبت - لتنتهى فى شهر مارس!- ، تتزايد المخاوف من رؤية المجلس العسكرى يسيطر على مقاليد الحكم فى البلاد. وبعد أن وعد المجلس العسكرى بحماية الثورة أصبح عدوها. ولم يتمكن المشير حسين طنطاوى رئيس المجلس العسكرى من طمأنة الشعب وقيادة المرحلة الانتقالية. ونحب أن نقول أن الانتفاضات العربية -فى مصر وتونس مرورا بليبيا- هى نتيجة أيادى خفية. ولكن فى مصر أكثر من أى مكان آخر، لايزال الوجه القادر على فتح آفاق مستقبل هادئ مفقودا. وكان الفرعون فى الماضى هو جمال عبد الناصر وكان زعيما مبجلا. ومما لاشك فيه أن مصر فى حاجة الآن إلى وجه آخر ولكن يجن أن يكون مدنيا هذه المرة. ويأمل محمد البرادعى المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية أن يقوم بهذا الدور. كما أن عمرو موسى الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية يمتلك بصورة أكبر الوسائل التى تسمح له أن يلعب هذا الدور. ولكن لم يتمكن الاثنان من فرض أنفسهم حتى الآن. ويتمنى المصريون أن يظلوا أسياد قرارهم.