ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الامريكية فى تقرير لها اليوم السبت أن الجيش الامريكى لم يغادر بعد قاعدة جوية فى منطقة الحدود الداخلية المتنازع عليها بين إقليم كردستان المتمتع بشبه حكم ذاتى وباقى العراق لكن نزاعا نشب بالفعل بشأن أى جانب سيخضع هذه المنطقة الاستراتيجية لسيطرته مع مغادرة الامريكيين. وقالت الصحيفة- فى التقرير الذى نشرته على نسختها الالكترونية- إن جنود الجيش الامريكى حافظوا على السلام على طول العشرات من الاجزاء المتنازع عليها على الحدود وذلك عن طريق دوريات مشتركة مع وحدات من الجيش العراقى والقوات الكردية الاقليمية غير ان هذا الامر يقترب من النهاية الان فى منطقة يجرى النظر إليها على اعتبارها من اكثر المناطق المرجح ان تشهد هجمات بعد انسحاب القوات الامريكية التام موضحة انه مع إخلاء الجيش الامريكى للقاعدة فهو يترك ما وصفته ب " سهم قيم " اخر مصدرا للنزاع بين الجانبين. وأضافت الصحيفة إن الشرطة المحلية التى يسيطر عليها الاكراد فى كركوك التى تقع فيها القاعدة الجوية وهى نقطة نزاع بين الاكراد والعرب قد منعت مسئولين بارزين فى الجيش العراقى لبعض الوقت أمس الاول الخميس من دخول القاعدة. وقالت السلطات الكردية المحلية أنهم يريدون أن يصبح الحقل الجوى مطارا مدنيا لا قاعدة جوية عسكرية عراقية بعد انسحاب الامريكيين غير أن الولاياتالمتحدة فى نهاية المطاف ستسلم جميع القواعد إلى مكتب تابع للحكومة المركزية. وقالت حيفة نيويورك تايمز إنه سمح للجيش العراقى فى النهاية بدخول القاعدة ، مع تفهم أبداه المسؤولون الاكراد، بانه سيحمى الموقع حتى يتم تحويله إلى مطار مدنى. وأوضحت الصحيفة الامريكية أن قوات الامن الكردية اعترضت على دخول الجيش العراقى حدود مدينة كركوك ، فى خطوة قد تشعل لهيب العنف فى منطقة تموج بالاضطراب. وقال ربو الطالبانى نائب مدير المجلس الاقليمى فى كردستان " كركوك شهدت توترا بين الشرطة والجيش العراقى بسبب انعدام الثقة بين الحكومتين المركزية والمحلية .. وسوف ننتظر لبعض الوقت لنرى إذا ما كانوا سيحولونه إلى مطار مدنى ". وقال جبار الياور المتحدث باسم قوات البشمركة ، قوات الامن الكردية ، أن الخلاف هو مجرد سوء تفاهم وأن رئيس الوزراء العراقى نورى المالكى وافق على انشاء مطار مدنى فى القاعدة السابقة. والقاعدة الجوية الامريكية هى واحدة من تسع قواعد أخرى مازال يحتلها الجيش الامريكى فى العراق انخفاضا من 505 قواعد وسوف يتم اخلاء القواعد المتبقية كلها قبل نهاية العام الجارى. ومع انسحاب القوات الامريكية ، تتزايد المخاوف من تجدد الخلافات التى ظلت مكتومة فى ظل التواجد الامريكى مرة اخرى، وهى خلافات معظمها على النفط.