على رغم هبوط الليل والبرد، بذل عمال الانقاذ قصارى جهدهم الاثنين بحثا عن احياء بين منكوبي الزلزال العنيف الذي ضرب محافظة فان شرق البلاد الاحد واوقع 279 قتيلا بحسب اخر حصيلة موقتة. واوضح نائب رئيس الوزراء التركي بولاند ارينج لدى خروجه من اجتماع لمجلس الوزراء في انقرة ان الكارثة ادت ايضا الى سقوط 1300 جريح.
وكانت الحصيلة الرسمية السابقة من المنطقة المنكوبة التي تقطنها غالبية من الاكراد والقريبة من ايران تفيد بسقوط 272 قتيلا.
وقام عمال الانقاذ باشعال مصابيحهم ومولداتهم مع غروب الشمس بسبب الاعطال التي لحقت بالتيار الكهربائي وتمكنوا من سحب الفتاة هلال البالغة من العمر 16 عاما من بين انقاض منزلها في ارجيس، المدينة التي تعرضت لاكبر قدر من الاضرار والتي تعد 75 الف نسمة.
وشهدت ارجيس والى جنوبها مدينة فان التي تعد 380 الف نسمة وهي عاصمة المحافظة التي تحمل الاسم نفسه وتمتد على ضفاف بحيرة تحيط بها الجبال المكللة بالثلوج، سقوط الغالبية الساحقة من الضحايا بحسب السلطات.
وتوقع مركز الزلازل في اسطنبول الاحد سقوط ما بين 500 والف قتيل الا ان المنقذين على الارض يشيرون الى امكان عدم بلوغ هذه الحصيلة.
واثناء كلام الطبيب في المستشفى الميداني وصل موضوعا على حمالة مصاب جديد هو رجل مسن تم اخراجه من بين انقاض مبنى منهار ومصاب بوهن شديد.
وبسرعة، قام الفريق الطبي بتمزيق ملابسه ومده بالمصل والاكسجين قبل البدء بفحص جسده ببطء لرصد رضوض محتملة.
وقال نور الدين يلمظ العضو في فريق للمسعفين والذي وصل من بولو (غرب) "من المفترض ان ينجو، لكن حسنا، لا احد يدري: لقد امضى 24 ساعة تحت الانقاض من دون ماكل او مشرب، وقد يتوقف عمل احد الاعضاء".
واستعد الناجون من الزلزال لتمضية ليلة ثانية مع قلق من احتمال حصول هزات ارتدادية، لكن هذه المرة بالنسبة للكثير منهم داخل خيم قدمها الهلال الاحمر على رغم درجات الحرارة التي من المتوقع الا تتجاوز درجتين ليل الاثنين الثلاثاء، فيما يتوقع تساقط الثلوج الاربعاء.
وهذا الزلزال البالغة قوته 7,2 درجات هو الاعنف الذي تشهده تركيا منذ العام 1999 عندما ادى زلزالان قويان الى سقوط نحو 20 الف قتيل في شمال غرب تركيا وهي منطقة فيها كثافة سكانية مرتفعة في هذا البلد الذي تضربه غالبا الزلازل.
وتوسلت الدولة التركية امكانات هائلة وارسلت بشكل عاجل مئات المسعفين و145 سيارة اسعاف وستة الوية من الجيش ومروحيات-اسعاف الى المنطقة المنكوبة.
وبدا ان تنظيم عمليات الاغاثة اكثر فاعلية مما كان عليه ابان زلازل سابقة.
وفي لفتة تضامنية، ارسل اتراك كثر مساعدات (اغطية، مواد غذائية، ادوية) من كبرى مدن الغرب الى فان، بحسب وسائل الاعلام.
وعموما انهارت المباني المؤلفة من طبقات عدة في حين صمدت المساكن المؤلفة من طبقة واحدة.
وعزا احمد ياقوت من جامعة الشرق الاوسط في انقرة هذه الظاهرة الى عدم احترام قواعد الوقاية من الزلازل. وقال لقناة ان تي في التركية "كل طابق يقلص قدرة المبنى على المقاومة عندما يكون هذا المبنى غير مقاوم للزلازل".
واضاف ياقوت ان 9% فقط من المباني في هذه المنطقة مبنية في شكل يقاوم الزلازل.
وعرضت دول عدة من بينها اسرائيل وارمينيا اللتان تربطهما علاقات متوترة بانقرة، مساعدتها وابدت تعاطفها مع تركيا.