لندن (رويترز) - عبر زعماء العالم يوم الثلاثاء عن أملهم أن تساعد مبادلة الاسرى بين اسرائيل والفلسطينيين على احياء مساعي السلام المجمدة منذ أكثر من عام. وقال محللون انه مع أن مبادلة الجندي الاسرائيلي المخطوف جلعاد شاليط مقابل 477 سجينا فلسطينيا احتفل بها الجانبان فانها لم تعالج أي نزاع من النزاعات الرئيسية التي تعوق محادثات السلام منذ 20 عاما.
ولم تبدر أي علامة من اسرائيل أو حركة المقاومة الاسلامية او السلطة الفلسطينية للرئيس محمود عباس على ان الصفقة التي توسطت فيها مصر قد تكون منطلقا للحوار.
غير ان زعماء العالم رأوا مع ذلك مجالا للامل بأن تحسن المناخ الاقليمي سيرسي الاساس لاحياء محادثات السلام التي انهارت العام الماضي بسبب استمرار اسرائيل في توسعها الاستيطاني في الضفة الغربيةالمحتلة.
وقال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي "أود الاعتقاد بان هذا سيسمح باستئناف المحادثات مرة اخرى. حينما يتحدث الجميع بعضهم الى بعض فان ذلك يساعد على تسهيل الامور."
وقال ساركوزي الذي كان يتحدث في جنوبفرنسا "انه لفرنسا مبعث ارتياح كبير وفرحة غامرة ودليل على أنه حتى في أحلك اللحظات يمكن أن ينبعث الامل." ويحمل شاليط الجنسية المزدوجة الفرنسية والاسرائيلية وكانت باريس تتابع عن كثب محنته.
وحث وزير الخارجية البريطاني وليام هيج على البناء على قوة الدفع التي ولدها الافراج عن شاليط لحث خطى محادثات السلام مع الفلسطينيين.
وقال هيج لرويترز خلال جولة في شمال افريقيا "التمكن من اجراء مفاوضات ناجحة بشأن هذا الموضوع الصعب يبعث بصيص امل في مشهد يتسم بالقتامة في كثير من الاحيان.
"اعرف انه من المهم للاسرائيليين والفلسطينيين العودة للتفاوض بشأن عملية السلام في الشرق الاوسط وتناولها بالطريقة نفسها."
واضاف "نحن نعتقد على وجه الخصوص انه ينبغي لاسرائيل ان تكون مستعدة لتقديم عرض اكثر حسما مما قدمه الزعماء الاسرائيليون في السنوات الاخيرة بشأن عملية السلام لمنح المحادثات فرصة للنجاح."
وقال هيج إن القيود المشددة في المعابر الحدودية لقطاع غزة الذي تسيطر عليه حماس اتت بنتائج عكسية. واضاف "امل أيضا ان يشجع ذلك اسرائيل على تخفيف القيود على نقاط العبور الى غزة. اسهم تشديد القيود بشكل عام في تقوية حماس لا اضعافها."
ورأى مبعوث رباعي وسطاء السلام في الشرق الاوسط توني بلير فرصة لاستئناف عملية السلام. وقال لهيئة الاذاعة البريطانية (بي.بي.سي) "امل ان تتيح (مبادلة الاسرى) لنا فرصة ليس فحسب فيما يتعلق بغزة حيث تتولى حماس المسؤولية حاليا لكن ايضا من اجل... احياء مصداقية عملية السلام التي ينبغي لنا حقا أن نمنحها الاولوية."
وأضاف قوله "ان ما حدث يتيح فرصة لتغيير الجو السائد وتغيير السياق ولكن يجب أن نستغل ذلك للمضي قدما ومحاولة احياء مفاوضات تتمتع بمصداقية من أجل حل الدولتين."
وقال متحدث باسم المستشارة الالمانية انجيلا ميركل انها تعول على التعاون الناجح بين اسرائيل ومصر الذي ادى الى مبادلة الاسرى في نزع فتيل التوترات التي ثارت في الاونة الاخيرة بين الجانبين.
وقال المتحدث باسم ميركل في اشارة الى دور القاهرة كوسيط في النزاعات الفلسطينية الاسرائيلية ولاسيما فيما يتعلق بالقضايا الامنية حول غزة " ستكون هذه مساهمة مهمة لعملية السلام في الشرق الاوسط."
وقال الرئيس الالماني كريستيان وولف في رسالة الى نظيره الاسرائيلي شمعون بيريس ووالدي شاليط ان المبادلة "علامة على مستقبل يسوده السلام لاسرائيل والمنطقة."
وقال الامين العام للامم المتحدة بان جي مون أنه يتوقع ان تعزز صفقة مبادلة الاسرى بين اسرائيل والفلسطينيين فرص عملية السلام الاوسع نطاقا.
وقال بان لرويترز "امل مخلصا مع هذا الافراج أن يكون الاثر ايجابيا وواسع النطاق على عملية السلام المتعثرة في الشرق الاوسط."
غير ان معظم المحللين كانوا متشككين اذ يرون أن مبادلة الاسرى حدث استثنائي لم يفعل شيئا لمعالجة الخلافات السياسية والعقائدية والدينية العميقة بين اسرائيل والفلسطينيين وحتى داخل كل من المعسكرين.
وقال انطوني اسكينر مدير الشرق الاوسط في معهد مابلكروفت للبحوث "أميل الى أن اكون متشككا بعض الشيء في ان يكون هذا الامر ايذانا باي تحول حقيقي في المفاوضات بالنظر الى تعدد العقبات التي تحول دون التوصل لتسوية سلمية."
وأضاف قوله "ليس أقلها وضع القدس ومبادلات الاراضي في سياق اتفاق لحدود ما قبل عام 1967 واستمرار توسيع المستوطنات الاسرائيلية وتأييد الحق في العودة للفلسطينيين في المنطقة وخطر استمرار الهجمات من جانب المتشددين وارادة السلطة الفلسطينية في نيل اعتراف دولي."