في الوقت الذي تتحدث فيه نظريات التطور عن وجود نقاط تشابه بين القردة والبشر، كشفت دراسة ألمانية عن مجال اختلاف جديد يفرق بين الاثنين وهو العمل الجماعي. وذكر موقع لايف ساينس الأميركي أن الباحثين في معهد ماكس بلانك الألماني وجدوا أن الأطفال في سن الثالثة يفضلون القيام بمهماتهم بشكل جماعي، على عكس القردة الذين يفضلون القيام بها منفردين.
وأوضحت الباحثة المسؤولة عن الدراسة يفوني ريكرز أن نتائج الدارسة جاءت لتؤكد التوقعات، لافتة إلى أن الاختلاف بين البشر والقردة في مستوى التعاون الجماعي يمكن معاينته في الحياة اليومية، فالبشر يتعاونون في مجالات أكبر وبطرق أكثر تعقيداً.
وعن سبب هذا الاختلاف، ترجح ريكرز أن تكون القدرات الإدراكية أساس بعضه دون أن تستبعد تأثيرات الحافز.
وتتمثل تجربة الباحثين الألمان في اختبار مهمة يمكن للقردة والأطفال القيام بها بإرادتهم وهي شد حبل أو حبلين للحصول على غذاء لذيذ، وشد حبل واحد يتطلب جهداً فردياً في حين يتطلب شد حبلين جهداً جماعياً.
وتبيّن أن القردة فضلت شد الحبل الواحد للحصول على الطعام رغم أن شد الحبلين يجعلها تحصل على كميات أكبر وأسرع من الطعام، وعلى العكس فقد فضل الأطفال شد الحبلين بجهد جماعي رغم أن كمية الطعام لا تختلف في حال شد حبل واحد.