على صفحات الفاينانشيال تايمز يقول الكاتب ديفيد غاردنر إن "ما بدا ثورة مدنية واعدة في مصر حيث استنفر الشباب المسلمون والمسيحيون معا للإطاحة بالاوتوقراطية، يواجه الآن خطر الانزلاق إلى صراع طائفي". ويرى الكاتب أن "هجمات الأحد على متظاهرين أقباط في القاهرة ليس مجرد مواجهة طائفية معتادة".
ويرى الكاتب أن أحداث يوم الأحد "توجه خنجرا إلى قلب الثورة السياسية في مصر".
ويضيف غاردنر "إضافة إلى ذلك فإن النجاح النهائي للانتفاضة العربية سيعتمد، في جزء كبير منه، على الكيفية التي سيدار بها التوتر الديني والعرقي".
ويرى الكاتب أن "لدى الاقباط، الذين يشكلون حوالي 10 في المئة من سكان مصر البالغ عددهم 85 مليون، تظلمات مبررة".
ويضيف أن الاقباط ظلوا يتعرضون إلى التمييز من حيث الانفاق العام والحصول على الوظائف العامة.
ويقول إن الحصول على تصريح لبناء كنيسة جديدة "يمكن أن يكون، حرفيا، عمل تقوم به أجيال متعاقبة" في إشارة إلى صعوبة الحصول على هذا الاذن.
ويرى غاردنر أن "دكتاتورية حسني مبارك بررت احتكارها للسلطة، جزئيا، بأنه درع للمسيحيين أمام الغالبية المسلمة".
ويضيف الكاتب أنه على الرغم من ذلك فإن النظام المصري السابق "لم توفر للاقباط حماية القانون، مفضلا حل النزاعات عبر كبار السن في المجتمعات المحلية".
ويقول غاردنر إن الحكومة العسكرية الانتقالية استخدمت نفس الاسلوب بعد إحراق كنيسة قبطية الاسبوع الماضي.
مصر وأمريكا والثورة قال عاطف الغمري بعنوان مصر وأمريكا والثورة :ستظل العلاقة بين مصر والولايات المتحدة، محل جدل، حتى تستقر الأمور على وضع قواعد جديدة تدار بها السياسة الخارجية على الجانبين .
ويضيف قائلا : لعل الوصف الذي سبق أن استخدمته وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون في وصف هذه الحالة يعد مؤشراً له مغزاه، فهي قالت: “إننا نواجه صحوة عربية لم يكن في الإمكان التنبؤ بها قبل سنوات قليلة، وهي صحوة تزيح جانباً كثيراً من المسلمات القديمة” .
وأشار إلى أن الظاهر أن أمريكا تواجه مأزقاً قد يتشابه في بعض جوانبه مع حالة سياستها الخارجية بعد تفكك الاتحاد السوفييتي، وانتهاء الحرب الباردة عام 1991 .
ويلفت إلى ان مراكز دراسات سياسية واستراتيجية تناقش وتتابع تطورات الثورة عندنا يوما بيوم، وتتفق على أن ما يجري أوجد لدى ادارة أوباما إحساساً بأن الحاجة ملحة لإعادة النظر في عدد من المسلمات السياسية التي تدار على أساسها السياسة الخارجية . وإنها وإن كانت مقتنعة بأن أمريكا لاتزال لديها قدرة على التدخل في توجيه الأحداث، إلا أنها تدرك في الوقت نفسه أن العالم تغير، وأن التغيير الذي كان العالم العربي حالة مستثناة منه، وهو يجتاح قارات العالم في آسيا، وأمريكا اللاتينية وإفريقيا، هذا التغيير قد هبت رياحه العاتية على العالم العربي ولا يمكن لأحد إيقافها، وأن موجات الربيع العربية تتلامس من بلد إلى آخر، لتشكل في النهاية خريطة عمل متصلة ببعضها، وتستوعب الأماني التي رفعت كشعار للثورات، وهي الحرية والعدالة والكرامة، وتملأ الفراغ الاستراتيجي العربي الذي كان ملعباً لآخرين، وأن ذلك كله يعني تقليص قدرة السياسة الأمريكية، على تشكيل الشرق الأوسط، بمواصفاتهم، وبناء على المسلمات القديمة.
على الجيش المصري احترام وعوده صحيفة الاندبندنت أفردت افتتاحيتها للشأن المصري وجاءت بعنوان "على الجيش المصري احترام وعوده".
تقول الصحيفة إن استقالة وزير المالية المصري يوم أمس احتجاجا على مقتل 25 شخصا على يد الجيش "قد زادت درجة الحرارة في وضع محموم بالأساس".
وترى الاندبندنت أن "الثورة المصرية التي كانت سلمية إلى حد كبير واطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك، تتعرض الآن إلى خطر الانزلاق إلى الفوضى والعنف".
وتضيف الصحيفة أن هذا الأمر يبعث على "قلق كبير".
وتقول الصحيفة إن "الجيش المصري، الذي تدخل ليتولى المسؤولية بدعم شعبي، يقبع الآن في قلب الأزمة المتفاقمة".
وتفصل الصحيفة ملامح هذه الأزمة بالقول إن "التوتر الطائفي يتزايد، والاضرابات من أجل زيادة الأجور صارت أمرا شائعا وسط العاملين في القطاع العام، إضافة إلى العطالة، الفقر، تزايد معدلات التضخم وتباطؤ النمو الاقتصادي".
وترى الاندبندنت أنه "في بلد يعيش أكثر من 20 في المئة من سكانه تحت خط الفقر وحيث يعتمد السكان الأكثر فقرا على جماعات مثل الاخوان المسلمين لتلبية احتياجاتهم الأساسية، فإن احتمال تزايد المشكلات أكثر من تراجعها".
وتضيف الصحيفة أن "العنف ضد الأقلية المسيحية القبطية في مصر هو، في جزء منه، أحد أعراض عدم الاستقرار الأكثر اتساعا".
وتقول الاندبندنت إن الاقباط هم الأكثر عرضة للخسارة من غيرهم "في بلد يمكن أن يكون مستقبله أي شىء بدءا من ديمقراطية ليبرالية إلى جمهورية إسلامية".
وتذكر الصحيفة بأن من قتلوا هذا الأسبوع "كانوا متظاهرين مسيحيين يحتجون على إحراق كنيسة في جنوب مصر".
وتضيف "إن التمييز ضد الاقباط ظل أمرا شائعا لعقود، لكن الصحوة الإسلامية خلال الفترة الحالية قد فاقمت من التوتر.