شيماء جلال - مصطفى يسرى محافظ القاهرة مستاء من مخالفات الدعاية الانتخابية بشوارع القاهرة.. ورؤساء الأحياء يتجاهلون قراراته
انتشرت لافتات من قرروا ترشيح أنفسهم في انتخابات مجلس الشعب القادمة، غطت يافطاتهم جدران المباني وأسوار المدارس وساحات الميادين في كل مكان، وقبل بدء فتح باب الترشح بأكثر من شهرين قام العديد منهم بانتهاز فرصة التهنئة بعيد الفطر، وطرحوا أنفسهم علي الناخبين من خلال دعاية ضخمة داخل وخارج محيط الدوائر التي ينوون الترشح فيها، خارقين بذلك كل القوانين والقواعد المنظمة للدعاية الانتخابية، وهو ما دفع د. عبد القوي خليفة محافظ القاهرة إلي إصدار تعليماته لرؤساء الأحياء، بإزالة الدعاية الانتخابية وتهاني العيد التي قام المرشحون لمجلس الشعب بتعليقها قبل بدء الفترة الرسمية للدعاية، ورغم أن القانون ينص علي "بدء الدعاية قبل الانتخابات بأربعة أيام، ونهايتها قبل اليوم الانتخابي بأربع وعشرين ساعة" إلا أن حالة من التجاهل أصابت رؤساء الأحياء تجاه ذلك القرار، وهو ما دفع خليفة لإبداء استيائه من ذلك في اجتماع نواب المحافظين يوم الاثنين الماضي والتشديد علي تنفيذ قرار الإزالة!! «الفجر» رصدت فوضي الدعاية وخرق قواعد تنظيمها في عدة أماكن، ففي منطقة دار السلام وحدائق المعادي قام محمد محمود علي فراج المحامي في النقض والمعتمد بالتحكيم، المرشح في الدائرة علي مقعد الفئات، بتعليق المئات من اللافتات بشكل ملحوظ في الشوارع ومواقف السيارات، مما أثار دهشة الأهالي، خاصة أن اللافتات المعلقة مكتوب عليها أن أهالي المنطقة يؤيدون المرشح، كما قام بلصق مئات البوسترات لصورته الشخصية علي جدران المباني، وتضمنت اللافتات أن المرشح سوف يقوم بالعمل علي تحقيق مبادئ الثورة!! وفي منطقة فيصل قام أحمد شاكر ناصر وشهرته "مدحت نصر" بعمل بعض الدعاية الانتخابية له، معلنا أنه مرشح حزب الوفد بالدائرة، حيث علق العديد من اللافتات في الشوارع الجانبية بمنطقة العشرين والطالبية بفيصل، مطالبا الأهالي بتأييده. ورغم أن القوانين تحظر استخدام دور العبادة والمدارس والجامعات وغيرها من مؤسسات التعليم في الدعاية الانتخابية، فضلا عن حظر استخدام الشعارات الدينية، إلا أن مرشحي الجماعات الإسلامية خرقوا ذلك في كثير من الدوائر، وهو ما دفع مجموعة من الشباب لتأسيس حملة شعبية ضد استخدام الشعارات الدينية في الدعاية الانتخابية، وأكد خالد عليو منسق الحملة أن الحملة اصبح لها أعضاء في جميع المحافظات، وأنها حررت نموذجا لبلاغ يقدمه المنسق إلي مركز الشرطة التابع لها الدائرة التي يستخدم فيها المرشحون شعارات دينية. وأضاف عليو أنه تم ضبط عدد من الحالات من بينها بعض المنتجات التي قام مرشحو الاخوان المسلمون بتوزيعها في دائرة حدائق القبة كدعاية لهم، وتحمل شعار "الإسلام هو الحل"، نفس الأمر بالنسبة لمرشحي حزب النور الذين اختاروا لدعايتهم الانتخابية شعار " معا إلي الجنة "، كما تم رصد دعاية للمرشح محمود عبدالله عبدالرحمن بدائرة القوصية بأسيوط حيث تشمل دعاياه صورا يرفع فيها مصحفا. ويذكر عليو أن الشعارات الدينية لا تقف عند مرشحي البرلمان فحسب، إنما امتدت إلي عدد من مرشحي الرئاسة، حيث احتوت دعاية حازم صلاح أبو إسماعيل المرشح المحتمل للرئاسة علي عبارة "نعم للإسلام.. نعم للقرآن.. نعم للشريعة الإسلامية". ومن جانبه أكد إسلام العناني المستشار القانوني لمحافظة القاهرة، أن قوانين الانتخابات تحظر استخدام المباني والمنشآت، ووسائل النقل والانتقال، والشركات المملوكة للدولة أو التي تساهم الدولة في رأسمالها في الدعاية الانتخابية، كما تحظر إنفاق الأموال العامة في أغراض الدعاية الانتخابية، وأن هناك قواعد خاصة بالوسائل والأساليب المنظمة للدعاية الانتخابية يعاقب كل من يخالفها بالحبس مدة لا تقل عن ثلاثة أشهر، وبغرامة تصل إلي خمسة آلاف جنيه. وعن تأمين إزالة الدعاية الانتخابية قال العناني إن المحافظة تحصل من كل مرشح علي مبلغ ألف جنيه مقابل ازالة الدعاية، بعد انتهاء فترة الانتخابات، وهو المبلغ الذي تم الاتفاق عليه الدورة الماضية