تمكنت مجموعة من الشباب السوريين في لندن من اعتلاء شرفة السفارة السورية ورفعوا علم ما قبل الوحدة مع مصر والعلم الكردي، إلى جانب العلم الرسمي. وذلك بعد ساعات من اقتحام مجموعة أخرى السفارة السورية في العاصمة النمساوية فيينا. وقد اعتقلت الشرطة البريطانية والنمساوية عددا من الأشخاص المشاركين في الاقتحام، في حين استدعت الخارجية السورية القائم بالأعمال النمساوي في دمشق للاحتجاج على الحادث. وقد أعلنت السفارة السورية في لندن أن متظاهرين سوريين قاموا اليوم بتشويه مدخلها بالقاذورات والدهان، وحاولوا تحطيم بابها الرئيسي وأنزلوا العلم السوري ورفعوا بدلا منه علم سوريا القديم والعلم الكردي.
ونقلت وكالة يونايتد برس إنترناشونال عن المكتب الإعلامي في السفارة أن الحادث وقع بعدما تجمعت مظاهرة مؤلفة من نحو 50 شخصا، حيث قام أربعة منهم فجأة –وفق المصدر- بتشويه مدخل السفارة بالقاذورات والدهان وحاولوا تحطيم الباب الرئيسي.
وأضاف أن الأشخاص الأربعة أسقطوا بعد ذلك العلم، ثم تعلقوا بحبال وصعدوا إلى شرفة الطابق الأول من مبنى السفارة وبدؤوا بتحطيم الأبواب، بينما كان الدبلوماسيون السوريون موجودين في الداخل لمنعهم من اقتحام السفارة، مشيرا إلى أن الشرطة البريطانية أتت، وإن كانت متأخرة قليلا، ثم دخلت إلى المبنى لإخراج المهاجمين.
وقد أبلغ إبراهيم مصطفى المشارك في التظاهرة، يونايتد برس إنترناشونال أن نحو 200 سوري تظاهروا أمام سفارة بلادهم في لندن للتضامن مع الثوار داخل سوريا وإدانة اغتيال الناشط السوري الكردي البارز مشعل تمو أمس الجمعة.
وأشار إلى أن عددا من المتظاهرين رشقوا مدخل السفارة بالدهان، وقامت الشرطة البريطانية باعتقال عدد منهم، فيما حلقت مروحية تابعة لها في المكان.
وقد اعتقلت الشرطة البريطانية بالفعل نحو عشرة ممن حاولوا اقتحام السفارة، وفرضت طوقا أمنيا حول المبنى. في حين اعتصم عشرات المتظاهرين أمام السفارة يهتفون بسقوط نظام بشار الأسد.
وجاء اقتحام السفارة السورية في لندن بعد ساعات من حادث مماثل في العاصمة النمساوية، حيث ذكرت الشرطة أن مجموعة أشخاص اقتحموا مبنى السفارة السورية في العاصمة النمساوية فيينا في الساعات الأولى من الصباح، مشيرة إلى أنها ألقت القبض على 11 شخصا، بعد مشاركة نحو 20 شخصا في مظاهرة مناهضة للنظام السوري.
وأشارت متحدثة باسم الشرطة النمساوية إلى أن الواقعة ربما مرتبطة بحركة الاحتجاجات المناوئة للنظام السوري "غير أنه لم يتم معرفة الدافع وراء هذه الحادثة على وجه التحديد.. ولا مطالب هذه المجموعة".
وتجري الشرطة حاليا التحقيق مع المجموعة التي ألقي القبض عليها، وتضم رجالا ونساء يحملون الجنسية السورية. كما لم تقيم الأضرار المادية التي نجمت عن الحادث على نحو دقيق بعد.
وإثر هذا الحادث استدعى معاون وزير الخارجية والمغتربين السوري أحمد عرنوس القائم بالأعمال النمساوي في دمشق وأبلغه احتجاج سوريا "الشديد" لتعرض سفارتها في فيينا للاقتحام.
وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن عرنوس أبلغ القائم بالأعمال أن سوريا تدين "هذا العمل الإجرامي وتحمل السلطات النمساوية المسؤولية الكاملة عن أي خلل بالحماية اللازمة عملا بأحكام اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية".