أعلن الدكتور محمد سليم العوا من خلال لقاؤه مع الإعلامى يسرى فودة فى برنامج «آخر كلام» مساء أمس الثلاثاء عن ملامح الجدول الزمنى الذى اقترحه في اجتماع مرشحى الرئاسة لسرعة نقل السلطة إلى المدنيين وتجاوز المرحلة الانتقالية الطويلة التى تمر بها البلاد والتى تؤثر سلبا على جميع مناحى الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية، وأشار إلي أنه يمكن فتح باب الترشح لانتخابات رئاسة الجمهورية بعد أسبوع أو أسبوعين من انتخابات مجلس الشورى التى ستنتهى فى 31 يناير القادم، وفقا للإقتراح المقدم منه، ليبدأ الترشح لإنتخابات الرئاسة فى 15 فبراير، بحيث تُترك الفترة من منتصف فبراير وحتى نهاية مارس كفترة دعاية للمرشحين يعرضوا فيها برامجهم، ثم تبدأ بعدها الانتخابات فى 1 أبريل، تتبعها انتخابات الإعادة إن وجدت فى 10 أبريل، ليتم بعدها تسليم السلطة إلى الرئيس المنتخب فى 15 أبريل لتسير الحياة فى مصر بشكل طبيعى، لأن الأحوال لن تستقر في مصر إلا اذا تمت الانتخابات البرلمانية والرئاسية فى أسرع وقت. وعن قانون الغدر قال العوا أن ملامح هذا القانون تفيد بأنه سيطبق على من يثبت عليه إفساد الحياة السياسية فى مصر وسيتم منعه من الترشح، وهو ما يعد إفراغا للقانون عن محتواه والهدف منه حيث أن اثبات حالة الإفساد تتطلب حكم محكمة نهائى أو حكم بات صادر عن محكمة النقض، وهذا قد يستغرق عدة سنوات يستطيع خلالها المفسد خوض الحياة السياسية مرة أخرى أو مرات عديدة، هذا بالإضافة إلى أن كلمة فساد كلمة واسعة تحمل فى طياتها الكثير من المعانى، لذا ينبغى إعداد وتعريف واضح لمعنى الإفساد. وانتقد التدخل الأمريكى السافر فى شئون مصر الداخلية من خلال تصريحات وزير الدفاع الأمريكى الذى يزور مصر حاليا والتى صرح فيها بالتدخل غير المباشر من قبل بلاده للإفراج عن الجاسوسى الإسرائيلى والأمريكى الجنسية، رافضا أى تدخل فى شئون مصر الداخلية سواء من قبل أمريكا أو أى دولة اخرى، مضيفا بأن هذا الجاسوس الآن رهن تحقيقات النيابة وأى تدخل فى هذا الوقت من شأنه المس بإستقلال القضاء المصرى. وأبدى العوا موافقته على استبدال هذا الجاسوس بجميع الأسرى المصريين فى إسرائيل وأيضا بالشيخ عمر عبدالرجمن المعتقل فى أمريكا، معربا عن أسفه للحالة الصحية المتدهورة التى وصل إليها الشيخ عمر. وحذر ممن يسعون إلى ذوبان الثورة وإشعار الشعب المصرى بأن ثورتهم العظيمة كانت وبالا عليهم واصفا ذلك بقوله «نحن فى صراع هائل بين الإرادة الثورية وإرادة أطراف أخرى تسعى إلى أفساد الثورة وزوالها». وأضاف العوا بأن مصلحة الوطن في التعجيل بالانتخابات وتسليم السلطة للمدنيين، وهناك إعلان دستوري ينص على سلطات رئيس الجمهورية ويمكن العمل بموجبه حتى وضع الدستور، وقال العوا إنه ضد أي إضرابات فئوية لا تستطيع الدولة تلبية مطالبها الآن، مضيفا أنها ضارة بالاقتصاد وبالسلم الاجتماعي. ووصف الإتفاق الذى وقع عليه عدد كبير من الأحزاب السياسية بأنه ليس له قيمة وفى غير محله، منتقدا البنود التى ينص عليها هذا الإتفاق وأيضا خلوه من توقيع الفريق سامى عنان وكأن هذا الاتفاق ملزما للأحزاب وليس ملزما للمجلس العسكرى، وهذا خطأ فى حد ذاته ما كان ينبغى أن تقع فيه الأحزاب الموقعه . وفى رد الدكتور العوا عندما سأل عن حالة الإرتباك السياسى الذى تعانى منه جماعة الاخوان المسلمين قال «بأن هذا الارتباك واضح وله ما يبرره حيث أن الجماعة تعمل فى الخفاء – أو تحت الأرض– طيلة 57 عاما أما الآن فتعمل فى الضوء اللامع، كما أن التشكيل الإخوانى فى الماضى كان يتحكم فيه مكتب الإرشاد فقط أما الان أصبح لهم حزب كبير لديه عدد من الرؤى السياسية التى قد تتفق أو تختلف مع مكتب الإرشاد»، وأضاف بأن الإخوان سيستمرون فى هذه الحاله من الإرتباك حتى تحدث الانتخابات البرلمانية والرئاسية، وهذا ما سيجعلهم يخوضون معترك الحياة السياسية. وفى نهاية حديثه دعا الدول العربية إلى السعى نحو إمتلاك التكنولوجيا النووية، والعمل على إخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل بمن فيهم إسرائيل والتخلص من كل أسلحتها النووية، مع التأكيد إذا رفضت إسرائيل التخلص من أسلحتها علي حق الدول العربية أن تمتلك تلك الأسلحة التى تسطيع أن تدافع بها عن نفسها وتحقق التوازن تجاة الكيان الصهيونى