أعلنت الهيئة الوطنية للانتخابات النتائج النهائية لانتخابات مجلس النواب بمحافظة بورسعيد، وذلك بعد الانتهاء من فحص كل محاضر فرز اللجان بالدائرتين الأولى والثانية. وشهدت العملية الانتخابية تقديم عدد من التظلمات، حيث تقدّم في الدائرة الأولى كل من المرشح إسلام تلافيه والمرشح أبو طالب بتظلمات رسمية، كما تقدّم في الدائرة الثانية المرشح والنائب السابق الحسيني أبو قمر بتظلم ضد نتيجة الحصر العددي. وانتهت الهيئة بمراجعة كافة المستندات إلى رفض جميع التظلمات واعتماد النتيجة النهائية دون تعديل، لتتضح الصورة الكاملة للمشهد الانتخابي داخل المحافظة. وفي الدائرة الأولى التي تضم أحياء بورفؤاد والعرب والشرق والضواحي، أظهرت نتائج الحصر العددي منافسة قوية بين المرشحين، حيث بلغ إجمالي عدد الناخبين المقيدين 271،084 ناخبًا، فيما أدلى بأصواتهم 31،156 ناخبًا، وبلغ عدد الأصوات الباطلة 6،797 بينما سجلت الأصوات الصحيحة 24،359 صوتًا. وعلى مستوى القوائم حصلت القائمة على 18،736 صوتًا مقابل 5،623 صوتًا رافضًا، بينما سجّل نظام الفردي 27،679 صوتًا صحيحًا و3،477 صوتًا باطلًا. وأسفرت النتيجة عن تصدر المرشح تامر الحمزاوي مرشّح حزب حماة الوطن بحصوله على 8،302 صوتًا ليخوض جولة الإعادة، يليه المرشح حسن طارق عمار الذي حصل على 6،190 صوتًا، ليكتمل المشهد بإعلان جولة إعادة رسمية بين المرشحين بعد رفض التظلمات المقدمة واعتماد النتيجة كما هي.
أما الدائرة الثانية التي تضم أحياء الزهور والمناخ والغرب والجنوب، فقد شهدت وضوحًا أكبر في اتجاهات التصويت، حيث أدلى 30،997 ناخبًا بأصواتهم، فيما بلغ عدد الأصوات الباطلة 2،455 صوتًا، وأسفرت النتيجة النهائية عن فوز المرشح أحمد فرغلي بالمقعد الفردي بعد حصوله على 16،423 صوتًا متقدمًا بفارق ملحوظ على منافسه النائب السابق الحسيني أبو قمر الذي حصل على 10،771 صوتًا. ورغم تقدّم أبو قمر بتظلم رسمي يطعن فيه على نتيجة الفرز، فإن الهيئة الوطنية للانتخابات انتهت إلى رفض التظلم واعتماد فوز أحمد فرغلي من الجولة الأولى.
وأكد المهندس جمال الباشا، رئيس حي سابق ببورسعيد، أن المحافظة لم تشهد انتخابات بهذا الحجم من الصراع والشائعات منذ سنوات، مشيرًا إلى أن بعض الدوائر أثيرت حولها شبهات لم تُثبت رسميًا، وهو ما جعله يتوقع مسبقًا رفض جميع الطعون. وجاء إعلان الهيئة الوطنية مطابقًا لتوقعاته بإعادة بين تامر الحمزاوي وحسن عمار في الدائرة الأولى، واعتماد فوز أحمد فرغلي في الثانية. وأضاف الباشا أن الانتخابات كشفت عن بروز وجوه شبابية جديدة مثل إسلام فليه وسامي عامر، معتبرًا أن لهم فرصة قوية في الدورة المقبلة.
وتكشف الأرقام النهائية للمحافظة أن نسبة المشاركة جاءت أقل من المتوقع مقارنة بعدد المقيدين، إلا أن حضور الناخبين داخل اللجان عكس أهمية المنافسة، وخاصة في الدائرة الأولى التي شهدت صراعًا متقاربًا بين المتنافسين. كما ظهر في فرز الأصوات ارتفاع نسبي في عدد الباطل، الأمر الذي يشير إلى الحاجة لزيادة التوعية بالتصويت السليم. ومع اعتماد النتائج النهائية ورفض جميع التظلمات، تستعد بورسعيد الآن لجولة الإعادة في الدائرة الأولى، فيما حُسم المقعد في الدائرة الثانية بشكل نهائي.