علّق وزير خارجية تشاد، عبد الله صابر فضل، على التحديات الأمنية المشتركة التي تواجه القارة الأفريقية، وعلى رأسها الجريمة المنظمة العابرة للحدود وتمويلها من جهات أجنبية، مؤكّدًا أن هذه التهديدات "حقيقية ولا تعرف الحدود"، ويمكن أن تضرب في أي مكان داخل إفريقيا، بل وحتى خارجها. محاولات إرهابية عنيفة وقال الوزير خلال لقاء خاص مع الإعلامي حساني بشير، على قناة "القاهرة الإخبارية"، مساء الثلاثاء، إن التعاون الدولي لمواجهة هذه الأخطار يُعد أمرًا حاسمًا، سواء بالنسبة لتشاد أو لمصر أو لدول الساحل مجتمعة، مضيفا أن هناك إطار تعاون قائم بين مصر وتشاد في المجالين الأمني والعسكري، يشمل تبادل المعلومات على أرض الواقع، وتدريب عناصر عسكرية وشرطية تشادية في المعاهد المصرية المتخصصة، ولا سيما مراكز حروب منع النزاعات، مؤكّدًا أن هذا التعاون ليس جديدًا بل ممتد منذ سنوات. وأشار وزير الخارجية التشادي إلى أن بلاده شهدت، مثل مصر، محاولات إرهابية عنيفة، إلا أن الأوضاع في تشاد "تحت السيطرة"، مضيفا أن بلاده تتابع باهتمام ما يحدث في الدول الأفريقية الأخرى، وتقف متضامنة معها في مواجهة هذه الظواهر الإرهابية التي طالت العديد من الأسر والعائلات في المنطقة. مواقع مصر وتشاد الجيوستراتيجية ومن ناحية أخرى قال وزير خارجية تشاد، إن الركيزة الأساسية لتطوير التعاون بين مصر وتشاد تتمثل في وجود إرادة سياسية قوية لدى قيادتي البلدين، مؤكدًا أن هذه الإرادة متوافرة اليوم لدى الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس التشادي المشير محمد إدريس، وهو ما يمنح دفعة حقيقية لمسار التعاون الثنائي. وأوضح الوزير خلال لقاء خاص مع الإعلامي حساني بشير، على قناة "القاهرة الإخبارية"، أن الموقع الجيوستراتيجي لكل من مصر وتشاد يعزز فرص التكامل بينهما، فمصر وليبيا تطلان على البحرين المتوسط والأحمر، فيما تقع تشاد في قلب إفريقيا كحلقة وصل بين شمال القارة وجنوب الصحراء، ما يجعل هذه الميزات الجغرافية مكملة لبعضها البعض. تنفيذ مشروعات الممرات البرية وأشار إلى أن تنفيذ مشروعات الممرات البرية الممتدة من القاهرة حتى نيامي مرورًا بليبيا، إلى جانب استكمال مشروعات الألياف الضوئية بين تشادوالقاهرة، سيسهم في تجسيد الطموحات المتعلقة بالاندماج الأفريقي، وهي الرؤية التي تدعمها منطقة التجارة الحرة القارية. وأكد أن بلاده تعمل وفق التوجيهات السياسية الرامية إلى تعزيز التجارة داخل إفريقيا ودعم التضامن بين شعوبها، مشيرًا إلى أن التقارب بين الشعبين المصري والتشادي يمثل خطوة مهمة نحو اندماج أعمق، قائلًا: "نحن نعمل في هذا الاتجاه".