تحتفل الكنيسة القبطية الارثوذكسية، اليوم، باليوبيل الماسي لتدشين كنيسة السيدة العذراء بالزيتون، في مناسبة تحمل عبق التاريخ وروح الايمان، إذ ارتبط اسم الكنيسة بحدٍث استثنائي شهده العالم عام 1968،حين تجّلت السيدة العذراء فوق قبابها في مشهد مهيب. ونشرت الصفحة الرسمية للكنيسة القبطية األرثوذكسية أبرز المحطات التاريخية في مسيرة الكنيسة، التي ُتعد واحدة من أبرز المعالم الروحية في القاهرة، وتعود قصة الكنيسة إلى عام 1924،حين تقّدم توفيق بك خليل إبراهيم إلى البابا كيرلس الخامس بطلٍب لبناء كنيسة في ضاحية الزيتون، بعد ملاحظته عدم وجود كنيسة تخدم أبناء الطائفة هناك، وفي العام التالي، صدر المرسوم الملكي رقم 60 لسنة 1925 في عهد الملك فؤاد الأول، بالترخيص ببناء الكنيسة للطائفة القبطية األرثوذكسية بعزبة الزيتون، وُنشر القرار في الجريدة الرسمية بتاريخ 21 مايو، ثم في جريدة األهرام في اليوم التالي، حيث أشير إلى أن أعمال البناء كانت قد أوشكت على الانتهاء. كّلف توفيق بك خليل المهندس المعماري الايطالي ليمون جيليلي بتصميم الكنيسة على طراز كنيسة آيا صوفيا الشهيرة في تركيا، ما منحها طابًعا معمارًيا فريًدا جمع بين العراقة والفخامة. وفي العام نفسه، تم تدشين الكنيسة على يد الانبا إسحق أسقف الفيوم، لتبدأ مسيرتها كأحد أبرز المعالم الكنسية في العاصمة المصرية، وشهدت الكنيسة في أبريل عام 1968 حدًثا فريًدا من نوعه، تمثل في ظهور السيدة العذراء مريم فوق قبابها لعدة لياٍل متتالية، واستمر الظهور قرابة ثالث سنوات. وأصدر البابا كيرلس السادس حينها بيًانا رسمًيا أكد فيه صحة الظهور، بنًاء على تقرير اللجنة الكنسية التي شاهدت التجلي بعينها، فيما تصّدر الخبر الصحف المصرية بعنوان: »البابا كيرلس السادس يعلن رسمًيا ظهور العذراء في كنيسة الزيتون«. وفي عام 2008،احتفلت الكنيسة بالذكرى الاربعين للظهور في عهد البابا الراحل شنودة الثالث، وسط حضور شعبي وكنسي واسع. كما ن ّظمت عام 2018 احتفال اليوبيل الذهبي للظهور في عهد البابا تواضروس الثاني، وشهدت المناسبة فعاليات روحية وفنية وتاريخية تخليًدا لمرور خمسين عًاما على هذا الحدث المعجزي. واليوم، ومع مرور مئة عام على تدشين الكنيسة، يتجّدد الاحتفاء بالمكان الذي صار رمًزا لإليمان ووحدة القلوب، ووجهًة يقصدها المؤمنون من مختلف أنحاء العالم للصالة والتبرك ب "كنيسة الظهور".