نعى الدكتور محمد سامي عبدالصادق، رئيس جامعة القاهرة، ببالغ الحزن والأسى، وفاة العالم الجليل الأستاذ الدكتور أحمد عمر هاشم، رئيس جامعة الأزهر الأسبق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، وعضو مجلس أمناء جامعة بنها الأهلية، والذي وافته المنية اليوم، سائلًا المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته، ويسكنه فسيح جناته، وأن يلهم أسرته وتلاميذه ومحبيه الصبر والسلوان. وأكد الدكتور عبدالصادق أن الفقيد الراحل كان قامة علمية وأخلاقية رفيعة، ورمزًا من رموز الوسطية والاعتدال، حيث كرّس حياته في خدمة الدين والعلم والوطن، وساهم في ترسيخ رسالة الأزهر الشريف كمنارة للعلم والإيمان والوسطية في العالم الإسلامي. وأضاف أن الأمة فقدت اليوم أحد كبار علمائها الذين جمعوا بين العلم الغزير والخُلق الرفيع، فكان نموذجًا يُحتذى به في الإخلاص والعطاء والتواضع، وعُرف بدفاعه المستميت عن القيم الدينية والوطنية في المحافل كافة. وفي ذات السياق، أشار رئيس جامعة القاهرة إلى أن الدكتور أحمد عمر هاشم مثّل جسرًا متينًا يربط بين الفكر الأزهري المستنير والعلم الأكاديمي الحديث، حيث قدّم عبر مسيرته الحافلة نموذج العالم الموسوعي الذي جمع بين الدراسة المتعمقة في علوم الحديث والسُّنة النبوية، والانفتاح على القضايا الفكرية المعاصرة بروح علمية راقية، مؤكدًا أن بصماته ستظل باقية في ذاكرة الأزهر والجامعات المصرية والعربية. كما شدد الدكتور عبدالصادق على أن فقدان مثل هذه القامات العلمية يُعد خسارة فادحة للعلم والدعوة والفكر الوسطي، مشيرًا إلى أن مسيرة الفقيد كانت حافلة بالعطاء العلمي والإنساني، وأنه لم يدّخر جهدًا في الدفاع عن هوية الأمة ونشر صحيح الدين في مواجهة التطرف والجمود. الجدير بالذكر أن الدكتور أحمد عمر هاشم تدرج في المناصب الأكاديمية بجامعة الأزهر حتى تولى رئاستها عام 1995م، وشارك في عضوية العديد من الهيئات والمجالس العلمية والدعوية داخل مصر وخارجها، كما ألّف عشرات الكتب والدراسات التي تناولت علوم الحديث والسنة النبوية، وأسهم في إعداد أجيال من العلماء والدعاة الذين واصلوا رسالته في نشر العلم وخدمة الإسلام الوسطي. واختتم رئيس جامعة القاهرة كلمته مؤكدًا أن سيرة الدكتور أحمد عمر هاشم ستظل مصدر إلهام للأجيال القادمة من العلماء والباحثين، داعيًا الله أن يجعل علمه وعطاءه في ميزان حسناته، وأن يتغمده بواسع رحمته ومغفرته.