بسبب طالبان.. هل ينضم شباب أفغانستان لتنظيم داعش الإرهابي؟

بعد العديد من الضغوط العسكرية الدموية التى مارستها طالبان لخروج الجنود الأميركيين من افغانستان، تمكنت من السيطرة على كابول والاستيلاء على السلطة، وعلى الرغم من سياسة طالبان الإرهابية الا إنه ا منفصلة بشكل تام عن إرهاب داعش حيث يحاول الثاني إحراج الحركة دوليًا ومحليًا، وكشف ضعفها وعجزها وقد ظهر تنظيم داعش كمنافس رئيسي لطالبان وعمل على تقويض شريعة الحركة بين الأفغان، ومن خلال السطور التالية ستكشف "الفجر" حقيقة انضمام الجنود الأفغان لإرهاب داعش خراسان.

علاقة حركة طالبان بإرهاب داعش خراسان
تصاعدت الهجمات الانتحارية التي يشنها تنظيم داعش لمنافسة طالبان على الحكم، بعد أكثر من شهرين على سيطرتها على أفغانستان، وطرد الحكومة المدعومة من واشنطن، فقد قامت جماعات داعش الارهابية بتنفيذ اكثر من 120 عملية مسلحة داخل النطاق الأفغاني منذ مطلع 2021، ووجهت 80% منها لطالبان، حيث تعتبرها حركة مرتدة عنها بالإضافة لوجود علاقة عدائية بين التنظيمين داعش وحركة طالبان وتنظيم القاعدة، فالثلاثة يتنافسون للسيطرة على زعامة الحالة الجهادية حول العالم، وكلا منهم يسعى لفرض افكاره ومذهبه التكفيري على من يعاديه، فضلًا عن ذلك المغالبة في الهمينة المطلقة على الساحة الجغرافية والانتصار لمنهجيتها الدامية، وكل هذا يعتبر انطلاقه حتمية لفتح باب للمعارك الدامية التى ستواجهها افغانستان.

وما زاد العداء من حركة طالبان أنها مخترقة من قبل تنظيم داعش، إذ أن مشكلة طالبان الكبرى والتى تخوفها من داعش خراسان، أنه قام على أكتاف الكثير من قياداتها السابقين الذين انفصلوا عن صفوفها، وأعلنوا انضمامهم لداعش، فهم يتمتعون بخبرة عسكرية طويلة، وقدرة على قراءة طوبوغرافية الحركة وكياناتها.

حقيقة مبايعة الشباب الأفغاني لولاية خراسان
نشرت صحيفة وول ستريت جورنال تقرير بتاريخ 1 نوفمبر، يفيد أن عددًا من الجنود الأفغان وعدد كبير من جهاز المخابرات الأفغانية السابقة بأفغانستان، تم تدريبهم على أيدي القوات الأمريكية وتمهيدًا لانضمامهم لتنظيم داعش الإرهابي، منذ أن تخلت عنهم الولايات المتحدة عقب خروجها وطاردتهم حركة طالبان.

ظهرت مخاوف طالبان الكبرى من استفادة تنظيم داعش من خبرات الجنود العسكرية المرتدة عن الحركة، لتنفيذ عمليات إرهابية خاصة أنه من بين المنضمين الجدد قادة سابقين في الجيش الأفغاني، وأعضاء في المخابرات.

لتخرج طالبان وتنفي هذا التقرير على لسان المتحدث الرسمي بإسم الحكومة ذبيح الله، قائلًا: إن التقارير التي ادعت انضمام أعضاء جنود الإدارة السابقة إلى صفوف عصابة داعش كاذبة، وأنها ليست سوى شائعات فيسبوكية غير موثوقة.

تعزيز قدرة داعش
وقال الدكتور حسام الحداد خبير الجماعات الإسلامية، إن انضمام بعض الأعضاء السابقين في جهاز المخابرات الأفغاني الذي دربته الولايات المتحدة ووحدات النخبة العسكرية، إلى القوة التي تتحدى حاليًا حكام البلاد الجدد، مؤكدًا أن عدد المنشقين الذين ينضمون إلى المجموعة الإرهابية صغير نسبيًا، لكنه في تزايد، وفقًا لقادة طالبان ومسؤولي الأمن السابقين في الجمهورية الأفغانية والأشخاص الذين يعرفون المنشقين.

وأضاف "الحداد" في تصريحات خاصة ل "الفجر" الأهم من ذلك، أن هؤلاء المجندين الجدد يقدمون لداعش الخبرة الحاسمة في جمع المعلومات الاستخباراتية وتقنيات الحرب، مما قد يعزز قدرة التنظيم على منافسة تفوق طالبان.

كما وأردف الحداد: ولا بد أن نعترف بأن تنظيم داعش في بعض المناطق، أصبح أكثر جاذبية للأعضاء السابقين في قوات الأمن والدفاع الأفغانية، ولو كانت هناك مقاومة أفغانية حقيقية لطالبان، لكانوا قد انضموا إليها لكن في الوقت الحالي، داعش هي الجماعة المسلحة الوحيدة التي تقاوم طالبان، ورغم أن كل من طالبان وداعش تقولان إنهما تريدان فرض نظام إسلامي صارم في أفغانستان، إلا أن الجماعتين لديهما اختلافات دينية وأيديولوجية وسياسية عميقة.

وأكمل الحداد أن طالبان يتبع في الغالب المذهب الحنفي للإسلام السني، ويؤمنون بالدولة القومية الأفغانية ويقولون إنهم يسعون إلى علاقات جيدة مع جميع البلدان، بما في ذلك الولايات المتحدة، كما إنهم ينظرون إلى أقلية الهزارة الشيعية في البلاد على أنهم إخوانهم المسلمين، بينما يتبع تنظيم داعش التقليد السلفي الأكثر صرامة، ويعتبر الشيعة مرتدين يجب إبادتهم جسديًا، ويسعى إلى إقامة خلافة إسلامية عالمية من خلال الغزو العسكري.

وشدد على أن سيطرة الجماعة على عدة مناطق في شرق أفغانستان إلى أن أدى هجوم طالبان في عام 2015 إلى إضعافها بشكل كبير. ومع ذلك، انتعشت ولاية خراسان هذا العام، مستفيدة من انهيار الجمهورية الأفغانية وانسحاب الوجود الأمريكي لمكافحة الإرهاب.

وتابع: لا شك أنه في ظل ارتفاع حدة الصراع بين التنظيمين الارهابيين على الأراضي الأفغانية، وفي ظل حالة الصمت الدولي ومقدمات الاعتراف بطالبان فان الأراضي الأفغانية سوف تشهد معارك دموية من قبل التنظيمين نتيجتها الوحيدة ظالمة بكل المقاييس للشعب الأفغاني فهو الخاسر الوحيد من هذا الصراع، وربما يمتد الصراع إلى دول مجاورة، ولا شك أن الحالة الأفريقية سوف تتأثر بهذا الصراع خصوصا إذا حققت داعش "ولاية خرسان" تقدما على طالبان ولو بشكل نسبي.