قرابة عام كان صاحب عقار الوراق المنهار، في انتظار صدور قرار ترخيص من مسؤولي حي الوراق للبدء في أعمال "تنكيس" العقار سكنه بشارع أبو النصر، بكفر السلمانية نظرا لحدوث تصدعات بالجدران، لكن انتظاره انتهى بكارثة محققة صباح اليوم الثلاثاء. منذ عام، رفض قاطنو العقار، إضافة طابقين على المنزل سكنهم المكون من 3 طوابق، لكون العقار قديم لا تتحمل قواعده هذا الارتفاع مطالبين صاحبه بسرعة ترميم المنزل الآيل للسقوط". توجه " روماني موسى" مالك المنزل، إلى الحي مجددا في محاولة منه لاستصدار ترخيص يُمكنه من البدء في عملية "التنكيس"، لكن الحظ لم يحالفه. مساء أمس شعر سكان العقار باهتزاز الأساسات ما دفعهم إلى المغادرة باستثناء مالك المنزل "روماني" الشهير ب" رامي موسى" الذي مكث مع أسرته. في الصباح ومع شعوره بانهيار المنزل، أسرع "رامي" لإنقاذ أطفاله بإخراجهما من العقار ثم صعد لإحضار زوجته لكن الحظ لم يحالفه وانهار عليهما المنزل. في تمام الساعة السابعة إلا ربع صباح اليوم الثلاثاء، ورد إشارة لمسؤول غرفة العمليات بالإدارة العامة للحماية المدنية بالجيزة، من إدارة شرطة النجدة، بانهيار عقار بمنطقة كفر السليمانية بحي الوراق شمال المحافظة. سرعان ما انتقل اللواء هشام صادق مدير الإدارة العامة للحماية المدنية بالجيزة، واللواء علاء السعيد واللواء هاني محمد على رأس قوة من الإنقاذ البري مدعومين بمعدات الإنقاذ تنسيقا مع حي الوراق لرفع الأنقاض والبحث عن الزوجين. صعوبات وتحديات واجهها قوات الإنقاذ البري، فور وصولهم منها ضيق الشارع الذي لا يتجاوز عرضه ثلاثة أمتار، والمنازل الملاصقة ببعضها، ويتوسط الشارع الضيق ركام العقار المنهار، وسط تجمع قاطني المنطقة. دقائق معدودة وفرضت القوات بإشراف اللواء أيمن الجيار مدير قطاع الشمال، كردونا أمنيا بمحيط العقار المنهار، لتبدأ عملية البحث عن الزوجين، تحت الأنقاض، بعد الاستعانة ب'ونش' من الحي لضيق الشارع. فصلت أجهزة الأمن تنسيقا مع مسؤولي الحي كافة المرافق، للبدء في عمليات البحث ورفع الركام، وأثناء ذلك تلاحظ للقوات حدوث انهيار جزئي بعقار كائن خلف عقار الوراق المنهار، ما دفع أجهزة الأمن إلى إخلاء العقارات المجاورة، حفاظًا على أرواح قاطنيها. جهود فرق الإنقاذ البري، أسفرت عن انتشال جثة مالك العقار "روماني موسى فوزي"، 32 سنة، من تحت الركام أسفل مدخل العقار، بعد وفاته إثر سقوط الطوب والحجارة على رأسه حال محاولته الخروج من المنزل. أصوات استغاثات لزوجة مالك العقار تحت الركام، لكن لم يتمكن القوات من تحديد مكانها في بادئ الأمر، ما دفعهم إلى الاستعانة بكلب بوليسي مدرب، لتحديد مكان السيدة لإنقاذها. بعد قرابة 6 ساعات نجح قوات الإنقاذ البري برئاسة المقدم عطية نصر والمقدم محمود حسن والمقدم أحمد سمير في رفع الركام باحترافية وإنقاذ ريهام إدوارد، زوجة مالك العقار المنهار، وجرى نقلها إلى المستشفى لتلقي العلاج اللازم. سرعان ما تبدلت الأجواء، وعمت الفرحة بالمكان، لإنقاذ القوات زوجة مالك العقار، ليوجه سكان الحي الشعبي الشكر لرجال الشرطة وخاصة قوات الدفاع المدني برئاسة اللواء هشام صادق مدير الإدارة العامة للحماية المدنية بالجيزة.