قال خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بمناطق آثار جنوبسيناء بوزارة السياحة والآثار، إن العلاقات المصرية - اليونانية القديمة، بدأت منذ دخول الإسكندر الأكبر مصر بعد هزيمة الفرس عام 332 ق. م. وأن الإسكندر جاء عن طريق غزة وعبر مدينة بيلوزيوم "الفرما" بشمال سيناء، ثم تقدم لتحرير مصر من الفرس ولم يقاومه المصريون ولا الفرس، حتى عبر نهر النيل، ووصل إلى العاصمة منف، واستقبله أهلها كمحرر منتصر، حيث أقاموا مهرجانًا ثقافيًا على النمط الإغريقي. جاء ذلك تعليقًا على استقبال وزير السياحة والآثار، أمس الأحد بمقر الوزارة بالزمالك، لسفير دولة اليونان بالقاهرة نيكولاوس جاريلينس لبحث سبل تعزيز التعاون السياحي والأثري وتبادل الخبرات بين الجانبين، خاصة في ظل بدء دولة اليونان للفتح السياحي التدريجي بها وأشار ريحان إلى أن كلمات السر فى العلاقات المصرية اليونانية هو طريق الحج المسيحي بسيناء منذ القرن الرابع الميلادى وحتى الآن ودير سانت كاترين حين جاءت الإمبراطورة هيلانة أم الإمبراطور قسطنطين للحج إلى الجبل المقدس بسيناء فى القرن الرابع الميلادى، وصعدت إلى الجبل المقدس بالوادى المقدس طوى "منطقة سانت كاترين حاليًا"، والتقت بالرهبان المقيمين بالوادى، وأنشأت لهم برجًا وكنيسة فى حضن شجرة العليقة المقدسة كل من يدخلها منذ القرن الرابع الميلادى حتى الآن يخلع نعليه تبركًا بنبى الله موسى ومناجاته لربه فى هذا الموقع ثم جاء الإمبراطور جستنيان لينشئ أشهر أديرة العالم حاليًا، وهو دير طور سيناء، الذى تحول اسمه إلى دير سانت كاترين بعد العثور على رفات القديسة كاترين بأحد الجبال القريبة من الدير، والذى أطلق عليه جبل سانت كاترين ويرتفع 2642 م فوق مستوى سطح البحر. ونوه ريحان إلى أنه نظرًا لأهمية الدير قامت الحكومة المصرية بتسجيله كأثر من آثار مصر فى العصر البيزنطى الخاص بطائفة الروم الأرثوذكس عام 1993 والذى أدى بدوره لتسجيله ضمن قائمة التراث العالمى باليونسكو عام 2002، كما قامت بتسجيل أقدم كاتدرائية مسيحية فى مصر بوادى فيران خاصة بالروم الأرثوذكس قبل إنشاء دير سانت كاترين على بعد 60 كم شمال غرب دير سانت كاترين، والتى كشفت عنها بعثة آثار ألمانية، تحت إشراف منطقة آثار جنوبسيناء للآثار الإسلامية والقبطية. وأضاف أنه طبقا لتوجيه الرئيس السيسي بتطوير منطقة سانت كاترين كمشروع التجلى الأعظم زار الدير والمنطقة وفد يمثل ربع الحكومة برئاسة الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، فى يوليو الماضى ويجرى حاليًا إعداد أكبر مشروع لتطوير المنطقة، وجارى الآن ترميم الجزء الغربي من المكتبة وترميم بعض الكنائس ونظام إطفاء تلقائي وتحذير ضد الحريق وتطوير منطقة وادي الدير وقام الدكتور خالد العنانى بافتتاح المرحلة الأولى من هذا التطوير فى ديسمبر 2017 والتى ضمت ترميم وتطوير الجزء الشرقى من المكتبة وترميم فسيفساء التجلى بكنيسة التجلى الكنيسة الرئيسية بالدير والتى تعد أقدم وأجمل فسيفساء فى العالم من القرن السادس الميلادي.