قال الدكتور أسامة فخري الجندي مدير المساجد الحكومية بالأوقاف، إن شهر رمضان هو شهر بداية النور وانفتاحه، هو شهر بداية حصول التجلي؛ إذ نزل القرآن الكريم فيه على قلب سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في ليلة عظيمة مباركة هي ليلة القدر، قال تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ}()، وقال تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ}()، وفي ليلة القدر تحديدًا قال تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ}()، والقرآن الكريم هو نور نزل من النور على النور بواسطة النور إلى النور. وأضاف الجندي ل الفجر: أن القرآن الكريم نور {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا}()، نزل من النور وهو الله {اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}، على النور وهو سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) {قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ }()، بواسطة النور، وهو سيدنا جبريل، وجبريل من الملائكة، والملائكة قال في حقها سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أنها خُلِقت من النور()، إلى النور، أي: إلى أمة النبي (صلى الله عليه وسلم) {نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا } (). وتابع: الأصل في القرآن الكريم هو التأمل والتدبر؛ لأنه اشتمل على الأوامر والنواهي التي تضبط حركة الإنسان الحياتية مع نفسه ومع بني جنسه ومع سائر أجناس الكون، وقراءتك للقرآن الكريم عبادة ولك أجر، وأن تعطي كل حرف مخرجه الصحيح عبادة ولك أجر، وأن تُحَكّمَ قواعدَ التجويد عبادة ولك أجر، ولكن لا بد مع ذلك كله أن تنفَعِلَ أنت لآيات القرآن الكريم، ومن هنا نفهم وصف السيدة عائشة (رضي الله عنها) لسيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حين قالت: (كَانَ خُلُقُهُ الْقُرْآنَ) () أي: كان (صلى الله عليه وسلم) خيرَ مطبق لآيات القرآن الكريم.