قال الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف ورئيس مجلس الحكماء المسلمين، إن من يتخذوا التشديد على الناس وترويعهم منهج ثابت في خطبهم وفتاواهم ويظنوا أنهم يقربوا الناس إلى الله سبحانه وتعالى متغافلين أن هذا المنهج في الدعوة إلى الله يعرج على ساق واحدة وهي الترهيب دون أن يعرج على الساق الأخرى وهي الترغيب فيما عند الله من حسن الثواب والنعيم المقيم، وصفه النبي –صلى الله عليه وسلم- بأنه منهج فتنة، ووصف دعاته بأنهم فتانون. وأضاف "الطيب"، خلال تقديمه برنامج "الإمام الطيب" المذاع عبر فضائية "dmc"، اليوم الأحد، أن الإمام البخاري روى في صحيحه أن معاذ بن جبل، كان يصلى مع النبي –صلى الله عليه وسلم- ثم يرجع ويصلي بقومه إمامًا، فصلى بهم العشاء اليوم وقرأ سورة البقرة، -وهي تستغرق أكثر من ساعة بحساب اليوم- فقام رجل وانصرف من الصلاة وكأن معاذًا –رضى الله عنه- عاتب هذا الرجل وأنبه فبلغ ذلك النبي- صلى الله عليه وسلم- فقال لمعاذ:"فتان.. فتان.. فتان"، ثم أمره بأن يقرأ بسورتين من أواسط المفصل وفي بعض الروايات قال له أقرأ بالشمس والأعلى. وتابع شيخ الأزهر الشريف ورئيس مجلس الحكماء المسلمين، أن التخفيف في الصلاة حكم شرعي أمر به النبي –صلى الله عليه وسلم-، ومخالفته بالتطويل معصية، ومخالفة العاصي جائزة، فلا طاعة لإمام يُطيل في صلاته؛ لأن فعل هذا الإمام معصية، ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.