مظاهرات واشتباكات تشهدها الولاياتالمتحدة منذ أن أعلنت القنوات الأمريكية فوز المرشح الديمقراطي، جو بايدن، وخسارة الرئيس الأمريكي المنتهي ولايته، دونالد ترامب، وسط تحذريات ومخاوف من الساسة والمسؤوليين بانتشار الفوضى بسبب رفض ترامب الاعتراف بهزيمته والإصرار على الفوز في انتخابات الرئاسة الأمريكية. ومنذ أيام، تشهد واشنطن يوميا مظاهرات مؤيدة لترامب يخرج بها مزيج من أنصاره، وشخصيات يمينية، وأعضاء جماعتي، "أوث كيبرز"، أي "المحافظون على العهد"، و"براود بويز"، أي"الأولاد الفخورون"، في تعبير شعبي عن دعم مسعاه للبقاء في السلطة. وأطلق المنظمون أسماء عدة على المسيرات، من بينها، مسيرة من أجل ترامب، وأوقفوا السرقة، ومسيرة المليون "ماغا"، وهي كلمة ترمز بالأحرف الأولى لشعار حملة ترامب الانتخابية، "مايك أمريكا جرايت أغجن"، أي "اجعلوا أمريكا عظيمة مرة أخرى". ورغم أن المظاهرات شهدت فوضي واشتباكات مع الشرطة والمؤيدين لبايدن، إلا أن ترامب عبرعن تأييده للمسيرات في "تويتر". وأكد أيضا جابريل صوما، عضو المجلس الاستشاري للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أن المظاهرات التي شهدتها العاصمة الأمريكيةواشنطن رد فعل طبيعي لما حدث في الانتخابات، مشيرا إلى اعتقاده بحدوث تزوير أدى لزيادة عدد الأصوات لجو بايدن، لافتا إلى أن تلك الجموع ترفض التزوير. ويرى المحللون السياسيون، وفقا لشبكة "سي إن إن" الأميكية، أن ما يحدث ضمن استراتيجية ترامب في محاولة لفرض نفسه على السلطة، رغم فوز بايدن، وتخطيه الأصوات المطلوبة للفوز. وحذر السياسيون الأمريكيون من محاولة جر أمريكا لحالة من الفوضى والتخريب، تزيد الوضع سوءا، خاصة مع رجوع الموجة الثانية من فيروس كورونا بالقوة، مشيرين إلى أن دعم ترامب وإدارته مثل تلك المظاهرات، يؤكد رغبتهم في البقاء من أجل مصالحهم الشخصية وليس بهدف جعل أمريكا عظيمة كما يزعمون. ونشرت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، حذرت فيه من حرب أهلية قد تشهدها الولاياتالأمريكية قريبا، قائلة إن أمريكا قد تصبح عراقا جديدة إذا لم يتم السيطرة على الفوضى. وأشارت إلى أن "هناك عدد كافٍ من الأمريكيين لا يشتركون في الشعور بالانتماء القومي لبلدهم، بحيث لم يزل بإمكاننا الإشارة إلى هوية وطنية مشتركة"، موضحة أنه على مدى السنوات الأربع الماضية كشف ترامب عن عمق الانفصال في المجتمع الأمريكي وزعزعة الهوية. ورغم أن ترامب وإدارته ترفض الإقرار بالهزيمة، إلا أن بعضا من مسئوليه بدأوا يقرون بالأمر. وقال روبرت أوبراين، مستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للأمن القومي، إنه سيضمن انتقال السلطة بطريقة احترافية إلى الفريق الذي يقوده السياسي جو بايدن، إذا تم اعتبار بايدن الفائز في الانتخابات الرئاسية، وإن كان من المرجح أن المرشح الديمقراطي قد فاز، على حد قوله. ويأتي ذلك في وقت، منيت فيه حملة الرئيس دونالد ترمب بنكسات قانونية في ثلاث ولايات متأرجحة رئيسية، ما أدى إلى وأد جزء مهم من جهوده لاستخدام المحاكم من أجل إرجاء فوز الرئيس المنتخب جو بايدن أو الحيلولة دون وصوله إلى البيت الأبيض.