حالة من الشحن السياسي، وعدم الاضطراب في أمريكا لم تشهدها من قبل، فالكثير من الصحف والمراقبين حذروا من وقوع أعمال شغب عقب إعلان نتيجة الانتخابات الأمريكية، وذلك مع وجود توتر أمام البيت الأبيض، وحشود مؤيدة للرئيس الأمريكي المنتهي ولايته دونالد ترامب ومنافسه الديمقراطي جو بايدن، تهدد بصدامات واشتعال الوضع. وتدخلت الشرطة الأمريكية واطلقت غاز على متظاهرين اشتبكوا مع بعضهم البعض، أمام البين الابيض في محاولة لفض الاشتباكات بينهم، وذلك في وقت حذرت فيه تقارير استخباراتية وأمنية من فوضى ووجود أسلحة في الشوارع تهدد بصدامات وأعمال عنف، خاصة إذا لم يعترف المرشح المهزوم في التصويت بالنتيجة ويتمسك بفوزه. ونشر موقع "بيج ثينك دراسة أكدت أن الاضطراب السياسي بلغ مستوى في مقلق في أمريكا، موضحة أن هناك ثلاثة مكونات أساسية تسببت فيه وهي الاستقطاب السياسي الأمريكي وكره الديمقراطيون والجمهوريون لبعضهم أكثر من حبهم لحزبهم، وتفاقم الاستقطاب على الرغم من حقيقة أن الاختلافات بين الجانبين ليست مثيرة إلى هذا الحد. وأوضح الموقع أن الانتخابات الحالية عصيبة ومثيرة للانقسام، فقد بلغ التوتر في الولاياتالمتحدة مبلغه، وباتت مستعدة للانفجار بصرف النظر عمن سيفوز بالرئاسة. وأشار الموقع إلى دراسة جديدة تظهر مدى السوء الذي وصلت إليه الأوضاع، إذ يبلغ الحنق على الحزب المعارض الآن درجة تفوق الحب الذي قد يكنه مؤيد لحزبه الذي ينتمي إليه، أو بعبارة أخرى: أصبح الناس يكرهون الأشخاص على الجانب المعاكس من الطيف السياسي أكثر من اكتراثهم لحزبهم. ووصفت الدراسة المواقف السياسية الحالية في البلاد بأنها "طائفية سياسية"، وتربطها بالحماسة الدينية، حيث إن الهوية السياسية بالنسبة لكثيرين أصبحت هويتهم الأساسية. وتواجه الشرطة الفيدرالية الأمريكية"FBI" ضغوطا متزايدة وغير مسبوقة من أجل الحفاظ على الأمن العام وبعد الانتخابات المقرر، وسط توقعات باندلاع حرب أهلية، خاصة مع تصريح المرشح الديمقراطي جو بايدن، بأنه سيستخدم الجيش لانتزاع منافسه من البيت الأبيض وطرده في حالة إصراره عدم تسليم السلطة بشكل سلس، إذا ما كسب الانتخابات، فيما صدر المرشح الجمهوري دونالد ترامب لفكرة "إما أنا أو الفوضى"، وأنه لن يقبل انتقالا سلسا للسلطة إذا خسر في الانتخابات. وقال الكاتب والمحلل السياسي، الدكتور ماك شرقاوي، عضو الحزب الديمقراطي، إن هناك توقعات بحدوث فوضي، مشيرا إلى أن مكتب التحقيقات الفيدرالي استطاع بالفعل القبض على موظفين في هيئة البريد قاموا بإلقاء تسع بطاقات في القمامة كان منها سبعة لصالح ترامب. وأوضح أن أن تلك الحادثة من الممكن أن تؤدي إلى تساؤل مهم وهو هل يمكن أن يكون هناك تلاعب في الأصوات؟، خصوصًا مع لجوء شريحة كبيرة من الأمريكان تصل إلى 70 مليون نسمة للتصويت المبكر بالبريد، وبالتالي فإذا كانت الانتخابات ليست في صالح ترامب فسوف يلجأ للطعن عليها بالتزوير، وهو ما يؤخر إعلان النتيجة والدخول في صراع قانوني. واشار إلى أن استدعاء فكرة الحرب الأهلية في الوقت الحالي غير صحيحة، لأن آخر حرب أهلية وقعت في عهد أبراهام لينكولن ووقتها كان هناك صراع جوهري حول العبودية، وكان هذا سببا طافيًا للاقتتال بين ولايات الاتحاد الأمريكي، مستبعدا أن تصل احتجاجات مناصري ترامب لهذه الدرجة، لكن ممكن أن تكون احتجاجات عنيفة لأنهم وقتها سيرون أن بايدن سرق الانتخابات.