قالت الكاتبة الإماراتية أمل عبدالله الهدابي، إن "حكومات دول العالم أجمع تسخر جميع جهودها وإمكانياتها لوقف الانتشار المدمر لفيروس كورونا المستجد المسبب لمرض "كوفيد - 19"، وتتركز الأنظار وتنعقد المراهنات بالأساس حول وعي المجتمعات والشعوب بخطورة هذا الفيروس والمشاركة الفعالة في جهود مكافحنه بوصفه العامل الحاسم والأكثر تأثيراً في محاربة هذا الوباء والانتصار عليه". وأضافت الهدابي: أن "هذا يتم من خلال التزام الشعوب والفئات المجتمعية الصارم بالإجراءات الوقائية الصادرة عن الحكومات، لا سيما ما يتعلق منها بتقييد الحركة والعزل الصحي والبقاء في المنازل ومنع التجمعات والاختلاط بين البشر، باعتباره الإجراء الدفاعي الأهم حتى الآن لمنع انتشار الوباء إلى حين تطوير العلاجات اللازمة للقضاء عليه". وتابعت: أن "الوعي المجتمعي لا يقتصر فقط على إدراك أفراد المجتمع بخطورة هذا الوباء والتزامهم الطوعي بالإجراءات الوقائية والصحية الصادرة عن السلطات الرسمية لمنع انتشاره وتفشيه، بما في ذلك الالتزام بالعزل المنزلي والحجر الصحي والبقاء بالمنازل وعدم الخروج إلا للضرورة القصوى كشراء المواد الغذائية والأدوية ولمدة قصيرة لا تتجاوز الأسابيع القليلة، وهي إجراءات حيوية لا خلاف عليها في العالم كله". ومضت: "ولكن يشمل أيضاً قيام مؤسسات المجتمع كافة؛ بما في ذلك مؤسسات القطاع الأهلي والقطاع الخاص والفئات المجتمعية المختلفة بأدوار داعمة ومساندة للحكومات في جهودها لمنع انتشار الفيروس والقضاء عليه؛ سواء عبر مبادرات توعوية لأفراد المجتمع أو من خلال توفير الإمكانيات المادية ووضعها تحت تصرف الحكومات لتعزيز قدرتها على توفير الرعاية الصحية اللازمة للأشخاص المتضررين من الوباء". وبحسب الكاتبة "تعتبر دولة الإمارات من ضمن الدول التي تحظى بارتفاع مستوى الوعي المجتمعي بها، وهو الأمر الذي بدا واضحاً في التعامل الشعبي الناضج مع أزمة وباء كورونا رغم أنها من أقل دول العالم تأثراً بهذا الوباء، فمستوى الالتزام الشعبي بالإجراءات الوقائية التي أقرتها الحكومة بشكل تدريجي يعتبر الأعلى عالمياً، فيما تعددت المبادرات التي أطلقتها فئات المجتمع ومؤسساته المختلفة لدعم الجهود الحكومية الرامية إلى منع انتشار هذا الوباء داخل الإمارات والحفاظ عليها كبيئة آمنة وصحية". ولفتت إلى من يتابع وسائل التواصل الاجتماعي يلاحظ بوضوح كيف يشارك معظم أفراد المجتمع في التوعية بأهمية الالتزام بالإجراءات الوقائية التي تقرها الحكومة، وكيف يحفز بعضهم بعضاً على ذلك، بعيداً عن الممارسات السلبية المنتشرة في العالم كله، التي تشمل نشر الشائعات والأخبار الكاذبة والمعلومات غير الدقيقة التي زادت من خطورة الأزمة في بعض المجتمعات الأخرى. وعلى المستوى المؤسسي، أظهرت مؤسسات المجتمع الإماراتي إمكانيات عالية على مواصلة أعمالها مع الالتزام بالتعليمات الوقائية من خلال مبادرات العمل عن بُعد ومبادرة التعليم عن بُعد وغير ذلك من مبادرات نوعية. وقالت "ولدينا في الإمارات، ولله الحمد، ميزة كبرى تتمثل في وجود درجة عالية من الترابط الوثيق بين القيادة والشعب، التي تجعل المجتمع الإماراتي بفئاته المختلفة ملتفاً حول قيادته، واثقاً بأداء حكومته وملتزماً من ثم بكل تعليماتها وسياساتها، وهذا يجعل درجة الالتزام المجتمعي بالإجراءات التي تقرها الدولة في أعلى مستوياتها، وهو التزام طوعي بكل المقاييس، ناجم عن ولاء تام ومطلق من قبل الشعب للقيادة وحرص من القيادة الرشيدة على تحقيق سعادة هذا الشعب ورفاهيته والحفاظ على أمنه واستقراره وصحته العامة، واعتبار ذلك أولويتها الأولى. واختتمت: إن "الوعي المجتمعي هو خط الحماية الأول والرئيسي للإمارات وشعبها في مواجهة مخاطر فيروس كورونا، وتجاوز هذه الفترة العصيبة التي يمر بها العالم اليوم، وقد أثبت الشعب الإماراتي على الدوام أنه شعب واعٍ ومدرك لكل ما تواجه بلاده من تحديات وصعوبات وكيفية التغلب عليها".