لقبه أبناء مهنته ب"حكيم الإدارة"، لسعيه الدائم لتخطي العقبات التى تواجه الكوادر الطبية، كما يجعل منظومة هيئة المستشفيات والمعاهد التعليمية تعمل بكل طاقة وجهد. سنة وأربعة أشهر حتى الأن، ترأس خلالهم الدكتور محمد صلاح الدين زعتر، هيئة المستشفيات والمعاهد التعليمية، حين أصدرت الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان، القرار 551 لسنة 2018، بتعيين الدكتور محمد صلاح الدين عبدالحميد زعتر، مدير معهد الرمد التذكاري، للقيام بأعمال رئيس هيئة المعاهد والمستشفيات التعليمية بوزارة الصحة. أجرت "الفجر"، حوارا صحفيا مع "زعتر"، كشف خلاله عن خطة تطوير مستشفيات الهيئة، وتكلفة التطوير، ودور الهيئة في المبادرات الرئاسية الصحية، وعدد الكوادر الطبية بالمستشفى، كما تطرق الحديث عن ميزانية الهيئة، وفيروس كورونا وإجراءات مكافحة العدوى التي تتخذها المستشفيات وإليكم نص الحوار: بداية.. كم مستشفى تشملهم الهيئة على مستوى الجمهورية؟ وكم معهد؟ تشمل الهيئة 24 وحدة مقسمة إلى 15 مستشفى، و9 معاهد، على مستوى الجمهورية من محافظة اسكندرية إلى قنا. ما دور الهيئة في المبادرات الرئاسية الصحية العديدة؟ شاركت الهيئة في جميع المبادرات الرئاسية مشاركة فعالة بداية من مبادرة القضاء على قوائم الأنتظار والتى شاركت فيها الهيئة مشاركة فعالة خاصة انها شاركت بأعداد تعتبر الأقل على مستوى جميع الوحدات ولكن الأكثر مشاركة بعدد العمليات حيث تمثلت نسبة مشاركة الهيئة في عمليات القضاء على قوائم الأنتظار بحوالي 22% مقارنة بأعداد المستشفيات المشاركة مما تعتبر هي النسبة الأعلى خاصة لأن هيئة المستشفيات هي الأولى في عمليات القلب المفتوح والقساطر القلبية وزرع القرنية عن طريق معهد القلب ومعهد الرمد التابعين ايضًا للهيئة. كما شاركت الهيئة في مبادرة 100 مليون صحة ومبادرة فيروس سي، والتى كانت قائمة على معهد الكبد القومي التابع لهيئة المستشفيات والمعاهد التعليمية وهو الذي كان يقود الحملة. هيئة المستشفيات والمعاهد التعليمية هي "الذراع التعليمية" لوزارة الصحة.. كيف تعمل الهيئة على تحقيق هذه المقولة؟ تتبع هيئة المشتشفيات التعليمية لائحة القانون 49 للجامعات، وبالتالي تقوم الهيئة بدورين دور تطبيقي لتقديم خدمة الرعاية الصحية مباشرة، ودور بحثي واخر علمي لذا تهتم الهيئة بشكل كبير بجهود التدريب والبحث العلمى لكل أعضاء الهيئة، و90% من حملة الدكتوراه فى وزارة الصحة موجودون داخل الهيئة، فالهيئة تمثل الجانب العلمى للوزارة بمعنى الكلمة. كما نسعى دائمًا لإنشاء المعاهد المتخصصة، كمعهد الرمد والقلب وشلل الأطفال والتغذية والكبد والسكر، وكل التخصصات الأخرى، لتقديم الخدمة الطبية اللائقة، بالإضافة إلى الدور العلمى والبحثى للهيئة، فضلًا عن التوسع فى إقامة البرامج التدريبية التخصصية والدبلومات المهنية فهي دبلومة رسمية معتمدة من نقابة الأطباء، ودبلومات الصيدلة الأكلينيكية على مستوى الجمهورية للمساهمة بها في تدريب الأطباء، بالإضافة لعمل مؤتمرات دورية مستمرة في كل الوحدات. كما تم اعتماد مركزى أبحاث معهد الكبد القومى بالتعاون مع "معهد باستير" الفرنسى، بالإضافة إلى مركز أبحاث معهد الرمد، وهى الآن مراكز بحثية عالمية، وايضا قامت الهيئة بتوقيع مجموعة بروتوكولات تعاون مع الجامعات المصرية والأجنبية، وأوفدت بعض الخبراء للتدريب فى مجال التخصصات الدقيقة وفقًا لاتفاقات التعاون المشترك. هل هناك خطة لتطوير مستشفيات الهيئة تباعًا؟ تم الانتهاء من تطوير المرحلة الأولى والتى يتم خلالها افتتاح معهد السمع والكلام بإمبابة بعد تطويره، وافتتاح مركز تدريب وأبحاث على أعلى مستوى بمستشفى المطرية، والذي يعد أكبر مستشفيات وزارة الصحة، وتبلغ سعته 700 سرير، وافتتاح سكن أطباء ومجمع صيدليات ومكاتب إدارية. وتشمل المرحلة الأولى أيضًا افتتاح أكبر مركز متخصص لعيون الأطفال في مصر والشرق الأوسط، بمعهد الرمد التذكاري للتشخيص والعلاج والعمليات بكافة تخصصاتها، فهو مبنى مستقل يضم 3 غرف عمليات كبرى، مجهزة بأحدث التجهيزات والمعدات الطبية، لترتفع طاقة المعهد إلى 13 غرفة عمليات، كما يتم توفير أحدث أجهزة التشخيص والفحوصات الطبية، و20 عيادة تخصصات عامة، و5 عيادات متخصصة لخدمة المترددين على المعهد. كما تشمل الخطة أيضًا افتتاح جناح عمليات ومركز سكر في مستشفى الأحرار التعليمي بالزقازيق، وافتتاح مبنى الطوارئ والجراحات في مستشفى بنها التعليمي، والمكون من 7 طوابق و8 غرف عمليات مجهزة على أعلى مستوى، نظرا لتقديمه الخدمة الصحية لجميع المواطنين بمحافظة القليوبية، كما يتم افتتاح مبنى طوارئ بمستشفى شبين الكوم، شبيه لاستقبال حالات الرعاية والطوارئ. وكم تكلف كل هذا التطوير؟ ميزانية التطوير والافتتاحات بلغت نحو مليار و60 مليون جنيه، وأنه لأول مرة في تاريخ الهيئة تستكمل خطة التطوير بالكامل خلال النصف الأول من السنة المالية، ونطلب بدعم لاستكمال مراحل تطوير مستشفيات ومعاهد الهيئة، على ان جميع افتتاحات المرحلة الأولى، تتم خلال الفترة من 26 فبراير الحالي، إلى 8 مارس المقبل. كم يبلغ عدد الكوادر البشرية في الهيئة؟ عدد "الكادر العلمي" وهم حملة الدكتوراه والزمالة الأجنبية حوالي 1600 طبيب، إلى جانب "الكادر العام" وهم الأطباء الحاصلين على الماجيستير. وهل يكفي هذا العدد لسد احتياجات المستشفيات أم يوجد عجز في الأطباء والتمريض؟ بالطبع يوجد عجز في الأطباء، وليس بالهيئة فقط بل على مستوى الجمهورية. ما التخصصات التى يوجد بها عجز في الأطباء؟ تتمثل نسب العجز الكبيرة في تخصصات التخدير والرعاية المركزة، وهو عجز عام على مستوى الدولة. دخل الأطباء ومقدمي الخدمة الصحية في تخصص التخدير والرعاية الحرجة ضئيل جدا مقارنة بدول الخارج التي يفوق راتب الطبيب بها أكثر من عشر أضعاف راتب الطبيب المصري، ولذلك يوجد لدينا عجز في مقدمي الخدمة الصحية. لابد من زيادة رواتب الأطباء وزيادة بدل العدوى والحوافز، لنتفادى أزمة عزوف الأطباء عن العمل وبحثهم عن فرص في المستشفيات الخاصة والدول العربية، كما نأمل في تطبيق منظومة التأمين الصحي الشامل وتوفير فرص عمل للأطباء والتمريض برواتب عادلة. كم يبلغ عدد المرضى المترددين على مستشفيات الهيئة؟ من 5 إلى 6 مليون سنويًا، وتتغير الأعداد وتزداد كل سنة عن الأخرى. ما عدد العمليات الجراحية التي اجرتها مستشفيات الهيئة في مبادرة إنهاء قوائم الانتظار حتى الأن؟ العمليات التى تم اجراؤها فى مبادرة القضاء على قوائم الانتظار منذ بدايتها وحتى الأن بلغت حوالي 46 الف عملية، وهذا الرقم يشمل المرحلتين منذ بداية المبادرة في يونيه 2018 إلى يناير 2019، والمرحلة الثانية من يناير 2019 إلى نهاية العام. هل حققت المبادرات الرئاسية انجاز فعلى على أرض الواقع؟ تمتد قوائم الانتظار لسنوات عديدة في الدول الأوربية، بينما معدل انتظار المريض لإجراء له عملية في مصر لا يتطلب أكثر من أسبوع، إلى جانب الانجاز التي حققته مبادرة 100 مليون صحة للقضاء على فيروس سي، على أرض الواقع، كما امتد النجاح بستعانة الدول الافريقية بجهودنا ونقل خبراتنا للقضاء على فيروس سي. هل يوجد بروتوكولات بين مستشفيات الهيئة وجامعات اجنبية؟ التبادل العلمي موجود، لدينا بروتوكول تعاون مع جامعات اجنبية في اسبانيا، وجنوب أفريقيا، إلى جانب دعوة الخبراء من كبرى الدول لحضور المؤتمرات وتبادل الخبرات، كما يتم سفر أطباء مصريين لتلقي المزيد من الخبرات، إلى جانب وجود ابحاث مشتركة بيننا والدول الاخرى وزيارات متبادلة. ما حجم الميزانية التى تمدكم بها الدولة؟ وهل تكفي الاحتياجات؟ ميزانية العام الماضي بلغت حوالي 1.6 مليار جنيه، ونأمل ان الميزانية تزيد خلال العام الجاري. عام 2014 بلغت الميزانية حوالي 34 مليون جنيه، وعند مقارنته بميزانيه العام الماضي نجد الميزانية زادت عشر اضعاف، وهذا يدل على دعم الدولة لقطاع الصحة، فقطاع الصحة وتقديمه الرعاية الصحية مسألة مكلفة للغاية، ففي الدول الأوربية يساهم المجتمع المدني بشكل كبير لسد الاحتياجات، مقارنة بمصر التى تبذل اقصي مجهود لمضاعفة ميزانية القطاع الصحي كما أعلن رئيس الوزراء عن زيادة ميزانية القطاع بنسبة 100%. هل الهيئة مستعدة لمواجهة فيروس كورونا حال ظهوره بين المصريين؟ الهيئة ووزارة الصحة يقومون بدراسة المرض ودائما ما تظهر وتنتشر الأمراض المعدية فجأة وخلال الفترة الأولى يكون غير معروف هوية الفيروس ولا تركيبه وطرق انتقاله وعلاجه وعدم توافر مصل خاص به نتيجة انه شئ جديد في ظهوره. نحن على اتصال مستمر مع منظمة الصحة العالمية لدراسة أي جديد بشأن الفيروس لأخذ الحيطة بناءا على تعليمات منظمة الصحة العالمية، وزارة الصحة أخذت جميع الاحتياطات في جميع منافذ الجمهورية وتزويد دائرة الاشتباه وحال ظهور حالة مشتبه بها نقوم بعزلها في أماكن العزل المخصصة كما تم تجهيز مستشفى حميات امبابة. ما هي إجراءات مكافحة العدوى التي تتخذها المستشفيات؟ جميع المستشفيات أعلنت جاهزيتها حال الإعلان عن حالة اشتباه بالفيروس، ويتم حجزها بالحجر الصحي واتخاذ جميع الإجراءات الاحترازية تجاهها، وتم بالفعل حجز حالات وإجراء التحاليل اللازمة لها واتضح سلبية التحاليل وتم خروجهم من المستشفى. ما هي المستشفيات والمعاهد التي تم تجهيزها لاستقبال المرضى حال ظهور الفيروس؟ لدينا إدارات مخصصة لمكافحة العدوى في جميع المستشفيات، ولدينا إدارة مركزية في الهيئة مخصصة لمتابعة إجراءات مكافحة العدوى، كما يوجد مرور مستمر على المستشفيات لضمان اتخاذ الإجراءات اللازمة لمكافحة العدوى بمتابعة دورية. ما رأيك في تحرك مصر تجاه التحذيرات التي تتلقاها من منظمة الصحة العالمية بشكل عام؟ يوجد اشادة مستمرة من منظمة الصحة العالمية بوزارة الصحة ودورها وتحركها للتصدي للعدوى، إعلان المنظمة ان مصر خالية من فيروس سي انجاز عالمي يعترف به العالم يحسب لمصر، فنحن على علاقة مستمرة ومباشرة بمنظمة الصحة العالمية في متابعة جميع الخطوات وتنفيذ التعليمات والالتزام بالخطوات، مصر من أوائل الدول التي تتبع المنظمة خطوة بخطوة. في رأيك ما تفعله وزيرة الصحة والوزارة كافي لحماية المصريين؟ لا يوجد ما يسمي ان وزارة الصحة هي المسؤولة عن حماية المصرين من المرض، نحن نأخذ جميع الإجراءات اللازمة لتفادي انتقال العدوى، ولكننا نتعامل داخل عالم مفتوح، ولذلك على المواطنين دور ايضًا يتمثل في معرفة اساسيات انتقال العدوى عن طريق التلامس والرزاز والأماكن المزدحمة، فيجب على المواطن اتباع التعليمات التى تعلن عنها وزارة الصحة مرارا وتكرارا. فدور وزارة الصحة يتمثل في التوعية والتنبيه والوقاية والحماية، ولكن المواطنين عليهم دور ايضا في حماية أنفسهم من أي امراض. هل فيروس كوونا من أقوى الفيروسات على مر العصور؟ كورونا ليس أقوى الفيروسات، بالطبع يوجد فيروسات اقوي من كورونا بمراحل وعلى سبيل المثال الوباء الذي هاجم الدول الأوربية وأودى بحياة 70 مليون مواطن على مر السنين. بما تنصح المواطنين لأخذ احتياطاتهم من العدوى؟ أي مرض معدي ينتقل عن طريق التلامس أو التنفس، فيجب الإبتعاد عن الأماكن المزدحمة ونبتعد عن القبلات والأحضان، والاحتياطات العامة لأي أمراض تنتقل بالعدوى يتم تفاديها بغسيل الإيدي باستمرار واستعمال المطهرات وتفادي الأماكن المزدحمة والتهوية المستمرة واستخدام المناديل الورقية عند الرزاز والتخلص منها على الفور، وعند الاحساس بأعراض إعياء يجب زيارة المستشفى على الفور للأطمئنان.