قريباً جداً ستختفى مهن من الشركات والوزارات لم يكن أحد يتصور أن تلتهمها الثورة الصناعية الرابعة والعالم الذى ستديره قريباً جداً منظومات الذكاء الاصطناعى، بحيث لن يكون أمام أى شخص يريد الاستمرار فى وظيفته أو الحصول على وظيفة سوى تعلم مهارات تواكب العصر، لأن ملايين الوظائف ستختفى قسراً. هذه ليست مجرد توقعات ولكنها حقائق تنتظر الوقت المناسب لتصبح واقعاً وقريباً جداً، إذ طرح المشاركون فى فعاليات المنتدى الاقتصادى العالمى «دافوس» أن من 5 ل7 ملايين وظيفة ستختفى فى 15 بلداً متقدماً بعد أيام ليست طويلة وذلك بسبب الثورة الصناعية الرابعة والتحول الرقمى. ووضع المنتدى أمام هذه العمالة إما الحصول على مهارات جديدة تؤهلهم لوظائف مطلوبة فى عالم التكنولوجيا والذكاء الاصطناعى، أو الحصول على لقب عاطل. ويختلف الأمر قليلاً فى مصر لأن تأثير الثورة الرقمية ليس كبيراً عليها لوجود تحديات فى تطوير البنية التحتية وذلك على عكس الدول المتقدمة، وحسب عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، فإن نحو 65% من الوظائف ستختفى خلال سنوات، وفى المقابل سيزيد الطلب على المشتغلين بالتكنولوجيا والإلكترونيات. وترى وزارة التخطيط أن تأثير التحول الرقمى سيتم ترجمته فى مصر خلال ال5 سنوات المقبلة بظهور وظائف جديدة تماماً لم تكن معروفة ولكن الثمن سيكون باختفاء وظائف أخرى أو على الأقل انخفاض أعداد المشتغلين بها مثل وظائف العمل المحاسبى والتى سيعتمد جزء كبير منها على برامج الحاسبات المتقدمة، ومجالات الخدمات الطبية التى ستعتمد على الآلات والذكاء الاصطناعى. ووفقاً للدكتورة ندى مسعود، المستشار الاقتصادى لوزارة التخطيط، من المتوقع اختفاء 50% من الوظائف خلال ال4 سنوات المقبلة، وهى المرتبطة بالأنشطة الاجتماعية والعلوم الإنسانية، ومنها الخدمات الإدارية وبعض أنشطة السكرتارية، ولكن سيكون هناك طلب على مهندسى الطاقة والاتصالات والنانو تكنولوجى. ومن المتوقع أن تشهد المهن الأخرى القائمة على التفكير الإبداعى والتى لا تستطيع الآلات القيام بها، إقبالاً خلال السنوات القليلة المقبلة، مثل البرمجة والتى يقوم فيها الشخص بتحديد مجموعة البرامج والتطبيقات اللازمة للشركات، بالإضافة لإدخال البيانات وتحليلها بحيث تتم معالجة قواعد البيانات والخروج بتفسيرات مفيدة لوضع الاستراتيجيات، وكذلك أمن المعلومات وهم القادرون على مقاومة عمليات الاختراقات وتسريب البيانات الشخصية للأفراد أو المؤسسات. كما سيزيد الطلب على خريجى وخبراء الهندسة المعمارية وذلك مع التطورات الحادثة فى مجال المدن والمنازل الذكية الجديدة، وكذلك مسئولى المبيعات والتطوير والموارد البشرية، والتسويق الرقمى، وكاتبى المحتوى، والمصممين. وحسب التقرير الصادر عام 2018 عن القمة العالمية للحكومات بشأن مستقبل الوظائف فى الشرق الأوسط، والذى شمل تحليلا ل6 دول هي: الإمارات والبحرين ومصر والكويت وعمان والسعودية، فإن مصر على رأس الدول التى ستتأثر أنشطة سوق العمل بها بالتكنولوجيا بنسبة 48% بما يعادل 12 مليون وظيفة. ويكشف التقرير أن 50% من القطاعات التى تعتمد على المهام الروتينية ستكون هى الأكثر تأثراً مثل التصنيع والنقل والتخزين، تصل النسبة من 29 ل37% للقطاعات المعتمدة على التفاعل البشرى والأنشطة والخدمات الإبداعية وغير الروتينية مثل التعليم والفن والصحة والرعاية.