في حادثة نادرة، تم إغلاق البيت الأبيض وإخلائه من الموظفين، وإعلان حالة الطوارئ، يوم أمس الثلاثاء، وذلك بعد أن اخترقت طائرة مجهولة المجال الجوي الأمريكي للبيت الأبيض ومبنى الكابيتول، الذي يضم الكونجرس فوق واشنطن، ليتم رفع حالة الإغلاق بعد 30 دقيقة، بعد أن تم التعرف على الطائرة والتأكد من أنها غير معادية وسبب الاختراق. وعقد الجيش الأمريكي، عقب الاختراق مباشرة، اجتماع يسمى "اجتماع الحدث القومي"، والذي يجتمع فيه عدد من مسؤولي الأمن القومي رفيعي المستوى للمراقبة والتنسيق خلال وضع أمني بالغ الدقة، وتابعوا خلاله الوضع في البيت الأبيض خلال الحادث، وفقا لمسؤول في وزارة الدفاع. وأشار مسئولون أمريكيون إلى أنه من غير الواضح إذا ما كانت الطائرة "معادية"، في حين قال مصدران في الكونجرس، إن الطائرة صنفت "AIRCON"، ما يعني أنها طائرة غير محددة دخلت الأجواء. كواليس الحادث الصحف الأمريكية نقلت كواليس الحادث عبر شهادات لمسئولين وموظفين بالبيت الأبيض، فقالت الخدمة السرية الأمريكية، إنه "تم إخبار الموظفين في البيت الأبيض بالبقاء في مكانهم، بعد اختراق الطائرة الساعة 9 صباحا بتوقيت واشنطن". وأمرت الخدمة السرية الأمريكية، بمنع دخول أو خروج أي شخص من البيت الأبيض، مشيرة إلى أن عمليات الإخلاء تمت بحذر شديد وبعد تفتيش كل المتواجدين، وبين أعضاء منها أنهم رفعوا أسلحتهم وقاموا بدوريات أمنية لتمشيط كل مكان بالبيت الأبيض. وقال موظفون آخرون في تصريح لشبكة "سي إن إن" الأمريكية: إنه تم منع مرور أي مركبة أو أشخاص بالطرق المحيطة بمبنى الكابيتول والبيت الأبيض، كما تم إخبارهم بأن يختبئوا في أماكن آمنة خوفا من حدوث هجوم، وبعدها تم إخلاء المبني الشمالي من البيت الأبيض والذي يضم مكتب الرئيس وزوجته وغرفة الاجتماعات. وأوضحت شبكة " إن بي سي" الأمريكية، أن الجيش الأمريكي أرسل على الفور مقاتلة لاعتراض الطائرة، التي اخترقت الأجواء والتعرف على هويتها، ليتم الكشف على أن الجسم المخترق لطائرة صغيرة كانت تتحرك شرقًا عبر المدينة، وانتهكت المجال الجوي المحمي بالخطأ، رغم أن "البنتاجون" قال: إن "السبب قد يكون مجموعة من الطيور، التي اخترقت المجال الأمني". حالات يتم فيها إغلاق البيت الأبيض وأوضح أستاذ العلاقات الدولية بجامعة واشنطن، لموند غريب، أن إغلاق البيت الأبيض، يتم في حالات معينة، تتمثل في اختراق طائرة لمجاله الجوي كما حدث أمس، أو إذا تعرض لهجوم سواء من قبل شخص أو دولة أو مجموعات مسلحة، أو تم اختراق مجاله الأمني بأي حال من الأحوال. وفي ذات السياق بين أستاذ القانون الدولي الدكتور أيمن سلامة، أنه لا يجوز لأي طائر أو مقاتلة أو طائرة أيا كان نوعها أو جنسيتها اختراق المجال المحظور للبيت الأبيض، إلا بتصريح من جهاز الخدمة السرية، مشيرا إلى أن من ينتهك القوانين الصارمة بخصوص حظر المجال الجوي يتعرض للعقاب من قبل السلطات والمحاكم القضائية الفيدرالية. تصرف الجيش الأمريكي سلامة بين أنه في تلك الحالات، تقوم عناصر الخدمة السرية بالإجلاء الفوري للرئيس الأمريكي، مبينا أن الأمر تم أمس حتى قبل إقلاع طائرات أمريكية لاعتراض الطائرة المقتحمة، وأضاف أنه يتم قصف الجسم المخترق بصواريخ الستيمجر أو الباتريوت، مبينا أن ذلك الأمر لم يتم أمس بسبب امتثال الطيار لأوامر الهبوط، وأوضح أن الطيار فقد رخصته وسيتم محاكمته أمام المحاكم الفيدرالية. اختراقات أمنية البيت الأبيض تعرض لأكثر من 110 حادثة اختراق أمني، وأبرزها خلال الألفينيات، تمثل في محاولة الكاتب الأمريكي لويل تيمرس في 18 يناير 2005، الضغط على الحكومة الأمريكية لإطلاق سراحه صهره، بالتهديد بتفجير سيارة مفخخة أمام البيت الابيض، وبعدها تم إخلاء البيت الأبيض والتفاوض مع ويل ل4 ساعات حتى سلم نفسه. وفي أغسطس 2014، أجبر اختراق أمني للبيت الأبيض الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، على تأخير كلمة موجهة للشعب الأمريكي، ليتضح لاحقًا أن مصدر التهديد كان طفل رضيع، بعد تمكنه من المرور بين قضبان السور الخارجي للبيت الأبيض، الأمر الذي أطلق حالة الإنذار في المكان، وفي مايو من العام الجاري، أشعل شخص مجهول النار في جسده قرب مقر الرئاسة الأمريكيةبواشنطن، وذكرت الخدمة السرية أن الحادث وقع داخل حديقة "إليبس" الواقعة جنوبي سور البيت الأبيض. دلالات خطرة الحادثة وإن كانت بسيطة، إلا أن هناك مؤشرات لها، فذكر غريب، أن البنتاجون أكد أنه لم يكن هناك أي انتهاك للمجال الجوي، وقد يكون سبب هذا الخوف الأمني قطيع من الطيور التي تظهر على الرادار، موضحا أن الحادثة تؤكد أن البيت الأبيض من السهل تعرضه للهجوم في أي وقت، وأنه غير محمي بالشكل اللازم لمنع أي خطر من الوصول إليه، مبينا أنه إذا سعت طائرة لاستهداف البيت الأبيض بقنابل أو هجوم عسكري، فتحدث الكارثة، قبل أن يتحرك الجيش.