التقى الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي، بالنائب الأول لرئيس جنوب السودان تعبان دينق غاي، بحضور أوت دينق أشويل وزيرة خارجية جنوب السودان، وذلك على هامش اجتماعات الدورة ال74 من الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك. وجرى خلال اللقاء بحث العلاقات الثنائية بين دولة الإماراتوجنوب السودان وسبل تعزيز أوجه التعاون المشترك في المجالات كافة. كما تبادل الجانبان وجهات النظر تجاه مستجدات الأوضاع في المنطقة وبحثا عددا من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. وأكد الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، علي حرص دولة الإمارات وبدعم قيادتها الرشيدة على تعزيز فرص التعاون وتنمية علاقات الصداقة مع جنوب السودان في مختلف المجالات. من جانبه أكد تعبان دينق غاي حرص بلاده على تعزيز أوجه التعاون المشترك وتطويرها مع دولة الإمارات، مشيداً بمكانة الدولة الرائدة على الصعيدين الإقليمي والدولي والرؤية المستنيرة لقيادتها الرشيدة، التي قادتها إلى تحقيق إنجازات تنموية في مختلف المجالات. وحضر اللقاء سعادة عمر سيف غباش مساعد وزير الخارجية والتعاون الدولي للشؤون الثقافية. وتحتاج جوبا، التي تشهد نزاعات أثقلت كاهل الدولة الناشئة وحالت دون تحقيق التنمية والاستقرار رغم ما تتمتع به من إمكانات وثروات، إلى إجراءات لبناء الثقة وتعزيز جهود المصالحة، وهي حلقة مفقودة في خضم جهود السلام، التي ترعاه أطراف إقليمية. وساهمت أبوظبي سابقا ولاتزال في المساعدة على حل صراعات واحتواء نزاعات متفرقة في القارة الإفريقية، معززة في الوقت ذاته جهودها في مجالات الدعم الإنساني وتحقيق التنمية على اعتبار أن التنمية الاقتصادية، ومساعدة دول أفريقية تشهد نزاعات عامل مهم في دعم جهود الاستقرار والأمن. وتقف التجارب السابقة شاهدا على الدور الإماراتي الفاعل في حل الخلافات بين عدد من الدول الإفريقية كالحرب الأهلية في الصومال والصراع الإثيوبي الإريتري. ونجحت الدبلوماسية الإماراتية الهادئة في إنهاء القطيعة بين إثيوبيا واريتريا ودفع شبح الحرب عن تلك المنطقة. وتعتبر هذه الفضاءات الإفريقية مجالات حيوية للأمن القومي العربي والخليجي وتحصينها من مشاريع تدميرية تحيكها أطراف إقليمية، أصبح ضرورة ملّحة. وترك الساحة الإفريقية فريسة للنزاعات المدفوعة والمدبرة يعتبر بالتالي خطرا على الأمن القومي الخليجي والعربي. وأثبتت أبوظبي قدرة عالية على فض النزاعات والمساعدة على مكافحة الإرهاب والأنشطة الإجرامية والقرصنة إلى جانب المساعدة عبر مشاريع تنموية واعدة في تخفيف الضغوط المعيشية على سكان تلك المناطق. هذا وقد أثنى رئيس جنوب السودان، على مبادرات الإمارات الإنسانية الإقليمية والدولية وجهودها في تعزيز قيم التسامح والتعايش والتعاون بين مختلف شعوب وثقافات العالم ودوله، مؤكدا اهتمام جوبا بتعزيز علاقاتها وتنويعها مع دولة الإمارات، التي تعد مركزا استثماريا واقتصاديا وتجاريا عالميا بما يدعم تطلعات البلدين إلى تحقيق التنمية والأزدهار لشعبيهما.