منذ القدم والشعب المصري محب للمرح والأعياد وما يصاحبها من مظاهر احتفالية ولما دخل الفاطميون مصر وجدوا ذلك وزادوا عليه. وعن سبب مثرة مظاهر الاحتفال عند الفاطميين قال شريف فوزي المنسق العام لشارع المعز لدين الله الفاطمي، إن الفاطميين حاولوا استغلال حب المصريين للأعياد والمناسبات من أجل العمل على نشر التشيع في مصر، ولكن لم يفلح ذلك وفقط هم زادوا من مظاهر الاحتفالات الخاصة بالأعياد والمناسبات الدينية والقومية. وعن مظاهر احتفال الفاطميين بعيد الأضحى قال فوزي إن عيد الأضحي أو عيد النحر كانت مراسم الاحتفال به تبدأ في التاسع من ذي الحجة أو يوم الهناء أي التهنئة بالعيد حيث يتوجه أمراء وكبار رجال الدولة لبيت الوزير، وهو كرئيس الوزراء الآن، فجرًا. ورجالات الدولة هم أرباب السيوف والأقلام والأمراء المطوقون "يرتدون أطواق من الذهب حول أعناقهم"، والأستاذة المحنكون "يضعون عمامتهم حول حنكهم "أفواههم"، وكذلك الشعراء، ثم يذهب الوزير إلى قصر الخليفه الفاطمي ويدخل من باب الذهب لتهنئته بالعيد وينتظر باقي الأمراء بدهليز القصر حتى يجلس الخليفة ويستفتح قراء الحضرة، ثم بعد ذلك يستقبل الوزير الأمراء سابقة الذكر. وفي العاشر من ذي الحجة يركب الخليفة في موكب سلطاني كبير ذاهبًا إلى مصلى العيد أمام باب النصر وبعد الانتهاء من الصلاة يستعرض الخليفة بعض الاحتفالات الأكروباتية على الخيول من أبناء برقة، ثم يذهب إلى القصر ويرتدي زي النحر وهي بدلة حمراء ومنه إلى المنحر "مكان الذبح" وهو الآن في الدرب الأصفر الرابط بين شارعي المعز والجمالية حيث بيوت السحيمي ومصطفى جعفر والخرزاتي وشارع التمبكشية من شارع المعز. والمنحر كان يواجه باب القصر الشمالي، والقصر الشمالي كان موحودًا في شارع المعز، وعرف هذا الباب باسم باب الريح، وكان بالمنحر مصطبة مجهزة ومفروشة تنصب للخليفة والوزير والأمراء وكبار رجال الدولة ويبدأ النحر ويذكر المقريزى عدد ما يذبح فى كلا من الأيام الثلاثة في عيد الأضحى، وعيد الغدير 2561 رأس ثم عند الانتهاء من النحر يعطي الخليفة بدلته لوزيره ثم يعود الخليفة إلى القصر لتوزيع الكسوات والخلع وتقام الأسطمة "الموائد" وتوزع اللحوم على الأمراء والطلبة والعامة والفقراء بالقرافة بمعرفة القاضي وداعي الدعاء.