قتل 18 مدنياً على الأقل، قضى أكثر من نصفهم جراء غارات للقوات الحكومية، استهدفت سوقاً شعبياً في شمال غرب سوريا، في تصعيد يأتي إثر شنّ هيئة تحرير الشام وفصائل اسلامية هجمات ضد قوات النظام، أسفرت عن اندلاع معارك عنيفة. وتسببت الاشتباكات المستمرة بين الطرفين منذ الثلاثاء في ريف حماة الشمالي، المجاور لمحافظة إدلب، بمقتل 70 عنصراً على الأقل من الجهتين، وفق حصيلة جديدة أوردها المرصد السوري لحقوق الانسان الأربعاء. وتسيطر هيئة تحرير الشام على الجزء الأكبر من محافظة إدلب، وتتواجد مع فصائل إسلامية في أجزاء من محافظات مجاورة. وتخضع المنطقة لاتفاق روسي-تركي ينص على إقامة منطقة منزوعة السلاح تفصل بين قوات النظام والفصائل، لم يتم استكمال تنفيذه. وأفاد المرصد الأربعاء عن مقتل 12 مدنياً على الأقل جراء غارات استهدفت عند منتصف الليل سوقاً شعبياً في وقت الذروة في مدينة معرة النعمان في ريف إدلب الجنوبي. وغالباً ما تكتظ الأسواق في شهر رمضان خلال ساعات الليل بعد موعد الافطار، مع خروج الصائمين للتنزه وشراء حاجياتهم. وقال خالد أحمد، أحد أصحاب المحلات التجارية في السوق لمراسل فرانس برس، إن الغارات "دمرت العديد من المحال التجارية بينما امتلأت الأرض بأشلاء القتلى وعربات الباعة". وأضاف "لا يزال السكان خائفين حتى الآن". كما قتل ستة مدنيين آخرين جراء قصف جوي لقوات النظام، ثلاثة منهم في مدينة سراقب واثنان في بلدة معرة حرمة في المنطقة ذاتها، بحسب المرصد. وشاهد مراسل فرانس برس في البلدة سحب الدخان تتصاعد اثر القصف الذي تسبب بدمار منزل، تم انتشال القتيلين من تحت أنقاضه. وتشن قوات النظام السوري غارات منذ الثلاثاء، رداً على هجوم شنته هيئة تحرير الشام وفصائل اسلامية على نقاط تابعة لها داخل بلدة كفرنبودة. وأحصى المرصد مقتل 36 من قوات النظام وحلفائها مقابل 34 من هيئة تحرير الشام والفصائل جراء الاشتباكات المستمرة منذ الثلاثاء. وتمكنت هيئة تحرير الشام والفصائل من استعادة السيطرة على الجزء الأكبر من البلدة، وفق المرصد، بعدما كانت قد طُردت منها في الثامن من الشهر الحالي. وأورد التلفزيون السوري الرسمي أن وحدات الجيش "تتصدى لهجمات المجموعات الإرهابية المتكررة على محور كفرنبودة في الريف الشمالي وتكبدهم خسائر فادحة". وتكرر الأممالمتحدة تحذيرها من خطر "كارثة إنسانيّة" في إدلب إذا تواصلت أعمال العنف. وقال المتحدث الإقليمي باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة ديفيد سوانسون الأربعاء: "رغم تحذيراتنا المتكررة، فإن مخاوفنا الأسوأ باتت واقعاً". وحذّر من أنه من شأن أي "توغل عسكري كامل أن يهدّد بحصول كارثة إنسانية ستلحق بأكثر من ثلاثة ملايين مدني عالقين بين تبادل النيران، كما يشلّ قدرتنا على الاستجابة" للاحتياجات. ودفع القصف والمعارك منذ نهاية أبريل نحو 200 ألف شخص إلى النزوح، بينما طالت الغارات 20 مرفقاً طبياً، لا يزال 19 منها خارج الخدمة، بحسب سوانسون. وكانت هذه المراكز تقدم خدمات صحية وطبية لأكثر من مئتي ألف شخص. وشهدت المنطقة هدوءاً نسبياً بعد توقيع الاتفاق الروسي- التركي في سبتمبر. ونشرت روسيا العديد من نقاط المراقبة لرصد تطبيق الاتفاق.