9 ساعات، ترقب وخوف وحيرة وقلق، تفاصيل كثيرة، حملتها تلك الساعات، التي كانت فيها الطفلة سارة أيعاب التي لم تتجاوز العامين، حبيسة أنبوب مياه قديمة، عمقة أكثر من 30 مترًا في قرية بركة بمدينة نجع حمادي، في محافظة قنا. في تمام الساعة الخامسة إلا ربع عصرًا، تلقى اللواء مجدي القاضي، مساعد وزير الداخلية، مدير أمن قنا، إخطارا يفيد سقوط طفلة تدعى سارة إيهاب محمد، عامان، مقيمة بقرية بركة في نجع حمادي، شمال قنا، داخل ماسورة بقطر 8 بوصة، أثناء لهوها. صريخ الطفلة البريئة، لم يجد من يلبيه من أهلها، وسط عجز وجمود وترقب من الموجودين في موقع الحادث، خاصة وأن الطفلة ما لبثت إلا أن تخطوا خطواتها الأولى في ربيع عمرها، ولم تكن تدري أنها تتجه إلى نهايتها. على الفور دفعت قوات الحماية المدنية بمحافظة قنا، بفرق إنقاذ وحفارات واسطوانات أكسجين، لسرعة انتشال الطفلة سارة، العالقة داخل ماسورة بعمق 30 مترًا، والتي سقطت فيها أثناء لهوها بقرية بركة النموذجية بنجع حمادي. وفي غضون دقائق، انتقل اللواء عبدالحميد الهجان، محافظ قنا، واللواء مجدي اقلاضي، مساعد وزير الداخلية، الى موقع سقوط الطفلة سارة، فيما تحاول قوات الانقاذ والحماية المدنية من انتشال الطفلة قبل ان تلفظ أنفاسها. أدوات ومعدات وأجهزة وأوناش ثقيلة، لم تشفع أو تكن الأدوات المناسبة لانتشال الطفلة سارة من عذابها، حيث رفضت الاجهزة فكرة سحب الماسورة، تحسبًا لتهالكها، حتى لا يتم تعريض حياة الطفلة للخطر نتيجة كسر أو سقوط الرمال عليها، ومتابعة الحفر لاستخراجها. وبعد 9 ساعات تمكنت الأجهزة الأمنية والتنفيذية بقنا، من انتشال الطفلة، بعد الاستعانة بونش عملاق من شركة مصر للألومنيوم للمساعدة في انتشال الطفلة، وتم استخراجها ونقلها إلى مستشفى نجع حمادي العام. وبعد دقائق من انتشالها، أعلنت الأجهزة الأمنية بنجع حمادي، شمال قنا، وفاة الطفلة سارة، التي كانت عالقة داخل ماسورة بعمق 30 مترًا، بعد أن سقطت فيها أثناء لهوها بقرية بركة النموذجية بنجع حمادي.