أفضل ما في الحياة أنْ يَعيشَ الإنسانُ منا علي أملٍ، أو حُلمٌ يَودُ الوصولَ إليه.. كي ينعم بالسعادة التي يجدها فيما يصبو إليه.! لكن يا تُري هل يعيشُ الإنسان في عالم الأحلامِ بعيداً عن الحقيقة الواقعية التي يَمُر بها، بل ويعيشها في كل لحظة ويظل قابعاً في وَكْرِهِ واضعاً رأسهُ بين راحتيه لِيُجْلِبَ لنفسه أحلاماً سعيدة ، دون عناء المشقة في البحث عن الذات أو عن الهدفِ الذي تسمو به كل نفسٍ تريد أن تَحيىَ الحياةَ كريمةً في هذه الدنيا ، وهل نتركَ صِراعُ الحياةِ الدائمِ والمستمرِ دون أن نواجه ونكافح بشيء من الجد لنسايرَ الرَكْبَ، ونلحق بمن سبقونا في فنون الحياة المختلفة أم نكتفي بالتطلعات دون الحلول والبراهين التي تكفل تحقيق ذلك؟ إن النضالَ المستمرُ لَهُوَ السبيلُ الوحيد لتحقيقِ أي حُلم يُراودُ كل إنسان منا في هذه الحياة، أفضل من أن يظل قابعاً في وكره يَحْلمُ وينسج مزيداً من الأحلام، ربما تكون (هي أوهام في أوهام ).
لأن قمة الإنسانية وجوهرها تكمن في النضال نفسه برغم أنه محفوف دائماً بالمخاطر والصعاب !
لذا لابد للهائمين والغارقين في الأحلام أن يعزفوا قليلا عن الأحلام التي ربما لا تجلبُ لهم إلا الأوهام، ولا يركنوا إلي من يأتي لهم بالجديد المفعم بالنفع ،والمليء بالمعلومات والإرشادات التي توجههم في حياتهم دون أدني جَهْد يبذل من قِبلِهِم
اللهم إلا الأحلام.. ولا شيء سواها..بل مزيداً من الخيال.
إن مثل هؤلاء يفضلون من يصنع لهم البطل الوهمي الذي يتوافق وخيالاتهم وأوهامهم الكثيرة، ذلك البطل الذي يتفاعل مع نفسه فقط، لا مع غيره، ولا حركة الكون وزخم الحياة، وانسجام الطبيعة كي يصل إلي العلا !
بل يفضلون من يصنع لهم التاريخ دون جهد يذكر.. تاريخ حاضر ومستقبل ،لا ماضي تليد عفي عليه الزمن وأبي رافضاً أن يكرره حتى لا يصبح أشبه بالأساطير التي تبلد الوعي وتحطم من يريد أن يصنع التاريخ الجديد.
لكن يا تري..هل يتحقق هذا بمجرد الأحلام .. لا أظن ذلك، فإن للناس عقولاً قد نَضُجَتْ وازداد وعيُها وَرُقْيُها
وازدادت ثقافتها ولم تعد تترك مجالاً لمثل هذه الأمور من التخيلات والأوهام التي لا تحرك ساكناً ولا تزيد من سرعة