بعد حوالي 15 قرنا وأكثر من ألفي سنة استعاد مسرح "السيليوم " الروماني العريق بالقصرين مساء الجمعة بريقه من جديد بعد استكمال أشغال ترميمه وصيانته، وباحتضانه كبرى العروض الثقافية التي أثث فعالياتها فنان الحب والسلام مارسيل خليفة، في إطار الدورة 38 لمهرجان السيليوم الدولي الذي استعار عنوانه من المسرح الأثري، وباستضافته لجمهور غفير (حوالي 1200 متفرج) تجاوز طاقة استيعاب مدارجه المقدرة بألف مقعد. سهرة الثالث من أوت 2018 ، كانت "سهرة ليست ككل السهرات" كما أفاد بذلك عدد هام من المواطنين الذين واكبوا الحفلة في تصريحات متطابقة لمراسلة (وات) بالجهة، لأنها في تقديرهم كانت "سهرة استعاد فيها السيليوم مجدّه واستعادت فيها القصرين مسرحها الروماني المغمور المنسي لدهور متعاقبة". كما مثلت سهرة مارسيل خليفة سهرة برهن فيها أهالي هذه الربوع بأن على هذه الأرض ما يستحق الحياة وأنه لا مكان فيها للإرهاب والتطرف وقال بعض الحاضرين لمراسلة "وات" لقد كانت أمسية تاريخية ستكتب بأحرف من ذهب في تاريخ القصرين لأنها، وفق قولهم، اجتمع فيها فنان الحب والسلام وعشاق الفن والحياة والأمطار التي اختارت النزول في هذه الليلة بعد انحباس دام شهور أما الفنان اللبناني مارسيل خليفة الذي قدم باقة من أغانيه القديمة والجديدة منها "صرخة " تحية لروح شهداء الوطن و"نشيد الموت " تحية لفلسطين و "كانت الحلوة واقفة على المرايا " تحية للأطفال و " أحن إلى خبز أمي " و" منتصب القامة " تحية للجمهور إلى جانب أغنية " يا تونس الحرّة ما يهز شعبك ريح " تحية لتونس وشعبها، فقد اعتبرها من أجمل الأمسيات التي أحياها بالبلاد التونسية لأنه وفق قوله في تصريح لمراسلة (وات) بالقصرين التقى جمهورا رائعا وذواقا وجمهورا محبا للحياة متحدّيا للإرهاب وعبر مارسيل عن فرحته البالغة بمشاركته أبناء الجهة فرحتهم بعودة الروح إلى مسرحهم الروماني "السيليوم" ومساهمته في تأثيث حفل افتتاحه، أملا في أن يظل منارة القصرين الثقافية وقبلة المبدعين والمثقفين من كافة أنحاء العالم وكان وزير الشؤون الثقافية محمد زين العابدين قد تولى صباح الجمعة رفقة كاتب الدولة المكلف بالشباب عبد القدوس السعداوي ووالي الجهة سمير بوقديدة وثلة من الإطارات الجهوية والمحلية ذات العلاقة بالشأن الثقافي والسياحي ، افتتاح المسح الاثري السيليوم بعد إستكمال أشغال تهيئة وصيانتة وترميمه وإعادة الروح فيه ببادرة من المجلس الجهوي للولاية بالتعاون مع وزارة الشؤون الثقافية والمعهد الوطني للتراث ووكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية