دفعت معالم مدينة سان بطرسبرج وطقسها الرائع في هذا الوقت من العام، مُشجعي المنتخب المغربي؛ للبقاء بها، رغم انتهاء مباراة منتخبهم مع إيران قبل أيام. يأتي هذا في بدء توافد مشجعي المنتخب المصري على عاصمة روسيا القيصرية؛ لحضور المباراة المرتقبة غدًا بين المنتخبين المصري والروسي ضمن منافسات بطولة كأس العالم 2018 بروسيا، مما أدى لوجود نشاط هائل بالمدينة، التي ازدحمت مزاراتها بالمشجعين العرب. كما انتشر مشجعو مصر والمغرب على غيرهم من مشجعي باقي المنتخبات المشاركة في المونديال الروسي؛ للاستمتاع بمناظر المدينة الجميلة وأنهارها ومجاريها المائية المختلفة. وتتسم سان بطرسبرج بأنها ثاني أكبر مدينة في روسيا، وكانت عاصمة الإمبراطورية الروسية قبل الثورة الشيوعية في عام 1917، تقع شمالي غرب روسيا على خليج فنلندا، وأسسها القيصر بيتر الأول في 1703 كنافذة مطلة على أوروبا. وبعد الثورة أطلق عليها اسم "لينينجراد".. ويعتبر مركز المدينة من الإرث العالمي لمنظمة اليونسكو. ونظرًا للتقارب في المسافات بين معظم معالم هذه المدينة التي كانت عاصمة لروسيا خلال فترة حكم القياصرة، حرص المشجعون العرب والأجانب على زيارة أكثر من معلم في يوم واحد. وكانت أكثر المزارات تهافتًا بين المشجعين من مختلف الجنسيات، هو قصر "هيرميتاج" الرائع المطل على نهر نييفا الذي يشق وسط المدينة، وكذلك كاتدرائية كازان سان بطرسبرج التي تقع بالقرب منه. وكان "هيرميتاج" قصرًا للقيصر في روسيا القيصرية، والذي أصبح متحفًا يضم واحدة من أكبر تشكيلات التحف الفنية في العالم، وتردد أنه يحتوي على أكثر من ثلاثة ملايين قطعة أثرية وتحفة نفيسة. كما توافد بعض المشجعين على كاتدرائية كازان سان بطرسبرج القريبة من قصر "هيرميتاج"، وهي كاتدرائية تابعة للطائفة الأرثوذكسية الشرقية وبدأ إنشاؤها في عام 1801 ، ومن أشهر الشخصيات التي دفنت في الكاتدرائية هو ميخائيل كوتوزوف. كما زار المشجعون قلعة "بيتر وبول" والتقطوا الصور التذكارية في ساحتها، وقلعة "بيتر وبول" هي القلعة الأصلية لسان بطرسبرج وأسسها بطرس الأكبر في 1703 ، واستخدمتها الحكومة البلشفية كسجن في بداية عهد الثورة ولكنها أصبحت فيما بعد جزءًا من متاحف روسيا. ولفتت كنيسة "المخلص على الدم المراق" بتصميمها المعماري الرائع وألوانها الجذابة، اهتمام كثيرين من المشجعين العرب والأجانب الذين تسابقوا إلى التقاط الصور التذكارية أمامها. وبدأ بناء هذه الكنيسة في 1883 على الموقع الذي أصيب فيه الإمبراطور ألكسندر الثاني بجروح قاتلة في مارس 1881، وبنيت بين 1883 و 1907 . وإلى جانب القلاع والمتاحف والقصور التي التقط أمامها المشجعون العديد من الصور التذكارية، حرص عدد منهم على استقلال "القوارب" التي تشبه "الأتوبيس النهري"؛ ليطوفوا المدينة عبر مجاريها المائية العديدة، ومنها نهر نييفا الذي يشق وسط المدينة ويمر بين قلعة "بيتر وبول" وقصر "هيرميتاج" . كذلك حرص العديد من المشجعين على التجول في المدينة التي تعج بالمتاجر والمطاعم والمقاهي، خاصة في شارع "نيفسكي" الذي يعتبر القلب النابض للمدينة؛ حيث شهد العديد من احتفالات المشجعين، وخاصة مشجعي المكسيك بعد انتهاء مباراة منتخب بلادهم مع المنتخب الألماني (مانشافت) حامل اللقب العالمي بفوز المنتخب المكسيكي.