"أصبحت أغلى مذيع في الشرق الأوسط"، كلمات رددها السعودي تركي آل الشيخ، وهو يربت على كتف الإعلامي عمرو أديب، أثناء إبرام التعاقد معه على تقديم برنامج عبر شاشة قناة mbc السعودية، وجلس الأخير مبتسماً منكس الرأس، في موقف أثار غضب الشعب المصري، ووصفه الكثيرون بالإهانة التي تقبلها الإعلامي من أجل تحقيق الصفقة. عمرو أديب، إعلامي محنك اعتلى منابر إعلامية عدة، وتأثر الناس بمواقفه الصريحة، خاصة بعد أزمة اتفاقية جزيرتي "تيران وصنافير"، حيث كان "أديب" من أول الأصوات التي أيدت قرار حكومة المهندس شريف إسماعيل، واستخدم برنامجه "كل يوم"، لتحدي المعارضين وطالبهم بإثبات عدم سعودية الجزيرتين متجاهلاً الغضب الشعبي وقتها. وبعد إصدار تركي آل الشيخ رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة السعودية، بياناً أعلن من خلاله اعتذاره عن الرئاسة الشرفية للنادي الأهلي، واتهم رئيس مجلس إدارته محمود الخطيب، بالسلبية واستخدامه لتحقيق صفقات النادي وتطويره وتجديد عقود اللاعبين، مفتخراً بأمواله التي أنفقها على النادي، والتي قدرت ب260 مليون جنيه خلال 5 أشهر، مما اعتبره البعض فضيحة لمصر. ما كان لعمرو أديب، إلا أن غرد عبر حسابه الشخصي بموقع "تويتر"، مؤيداً موقف "آل الشيخ" من مجلس إدارة النادي الأهلي، حيث كتب: "كلام تركي آل الشيخ عن النادي الأهلي كله صح وأنا شاهد على جزء كبير منه، الراجل ادى النادي كتير ومخدش غير النكران وعدم التقدير والمسألة بسيطة مادام مش عايزينه كده ربنا معاكوا واعتمدوا على نفسكوا". تعاقد "أديب" مع تركي آل الشيخ، جاء بعد تصريحات الأخير المستفزة للشعب المصري، وتحديدًا بعد إصابة اللاعب محمد صلاح نجم المنتخب المصري وفريق ليفربول الإنجليزي، مما جعل البعض يربط بمزح "آل الشيخ" خلال لقاء تلفزيوني سابق، متمنياً التخلص من "صلاح"، أو تعرضه للإصابة قبل منافسة المنتخب المصري لنظيره السعودي في بطولة كأس العالم 2018. وبعد تحقق أمنيته، أغضب "آل الشيخ" الجهاز الفني للمنتخب المصري، بجملة من التصريحات حول الحالة الصحية لصلاح، وكتب عبر صفحته بموقع "فيسبوك": "في اعتقادي أن نادي ليفربول لن يسمح لصلاح بأخذ إبرة الكورتيزون، لأن ذلك فيه خطورة على اللاعب في المدى البعيد، مما يعني للأسف أننا لن نرى النجم محمد صلاح في كأس العالم". ومع تخلي "أديب"، صاحب ال20 عاماً من المسيرة المهنية، عن استمرار تعاقده مع شبكة قنوات on e المصرية، خاصة بعد إعلان تراجعه عن الاستقالة منها، بعدما فجر مفاجأة توقف برنامجه "كل يوم"، على الهواء مباشرة، يتضح أنه ساهم في نقل صورة سيئة عن الإعلام المصري للعالم، خاصة أنه فضل "الملايين" على احترام كلمته أمام الجمهور. البصمة السعودية في مصر، لم تكن على المستويين الرياضي والإعلامي فحسب، بل على المستوى الفني أيضاً، خاصة بعد اتجاه منتجي دراما رمضان الجاري، لبيع مسلسلاتهم للتلفزيون السعودي، هروباً من أزمة الإنتاج في مصر.