نشاهد بصورة دائمة العديد من الأظهرة الجيدين، ولكن الظهير المثالي بات عملة نادرة، فقلما يوجد ظهير (وخاصة في الجبهة اليسرى) ينجح في الموازنة بين الشقين الهجومي والدفاعي، باستثناء قلة كالظاهرة البرازيلي روبيرتو كارلوس علي سبيل المثال. ومنذ ما يزيد عن 10 عام يقدم لنا البرازيلي الآخر "مارسيلو فييرا دا سيلفا جونيور" أحد نجوم ريال مدريد الإسباني، مسيرة أكثر من ممتازة في الجبهة اليسرى، وقد يكون هو المطبيق النموذجي لوظائف الظهير الأيسر، قأحيانًا تشعر أنه جناح يراوغ ويخترق، وسرعان ما تراه يرتد سريعًا ليكون مدافعًا عن الخط الخلفي بصورة مثالية. ويستعرض لكم "الفجر الرياضي" المسيرة الرياضية الحافلة للنجم البرازيلي مارسيلو، علي النحو التالي : "فلومينينسي" بدأ الظهير الأيسر مارسيلو مسيرته الكروية كلاعب صالات في سن الثامنة من عمره حتى بلغ 13 سنة، وبدأ يشتهر ويتم الحديث عنه في نادي فلومينينسي البرازيلي، ونظرًا لنشأة مارسيلو في منطقة فقيرة جداً وتقريره ترك الكرة، لكن النادي البرازيلي كان يريده بشده وعامله كنجم، بعد أن زوده بالدعم المعنوي والمالي المناسب فقرر العودة للعب مرة أخرى. "ريال مدريد" في عام 2007 انتقل مارسيلو إلي ريال مدريد في عهد الرئيس "ريمون كالديرون" الذي قال عنه: "إنه تعاقد مهم وسوف ينعش الفريق بطاقةالشباب وأنه ضمن خطة مستقبلية لأضافة العديد من العناصر الشابة للتشكيلة مستقبلاً، ونحن سعداء أنه اختارنا بالرغم من أن نصف أندية أوروبا كانت تريده". في 7 يناير 2007 سجل مارسيلو أول ظهور رسمي له مع ريال مدريد كان بديلاً في مباراته والتي انتهت بالفوز 2-0 أمام ديبورتيفو لاكورونيا، وفي 14 أبريل 2007 سجل اللاعب أول ظهور له كأساسي بعد إعطائه الفرصة من المدرب فابيو كابيلو، وقد خسر الريال 2-1 من ريسينج سانتاندر موسم 2007-08. وظهر مارسيلو في جميع مباريات الريال في الليجا الإسبانية تحت قيادة المدرب بيرند شوستر فيما بعد بين الهجوم والدفاع، حتي فرض نفسه كأحد أهم الاعبين في تشكيلة ريال مدريد. ولكن موسم 2009 كان نكسة بالنسبة للاعب؛ فقد أصبح سجين لدكة الاحتياطي في العديد من المباريات تحت قيادة المدرب الإسباني خواندي راموس وكان البديل له هو الظهير الأكثر دفاعية حينذاك، الأرجنتيني جابرييل هاينزه، وقد أشركه المدرب عدة مرات كجناح ليسجل أول اهدافه أمام سبورتينج خيخون بعد تمريره من المهاجم الأرجنتيني جونزالو هيجواين. ولم يلبث أن غير المدرب خواندي موقعه إلى جناح مع العودة للدفاع عند الضرورة وذالك للإستفادة من إمكانياته الدفاعية وقوته في الهجوم، ليفتح للاعب أفق أرحب نحو الإنطلاق بالجبهة اليسري وتسديد العديد من الأهداف مع مراعاة الجانب الدفاعي، وهذا ما عاد علي اللاعب بكل الفوائد. وبحلول موسم 2009 تحت قيادة المدرب مانويل بيلجيريني استمر مارسيلو باللعب بين الدفاع والهجوم مع الأداء المتميز، فقرر النادي التمديد معه في 5 فبراير 2010 ليظل بموجب عقده الجديد حتى يونيو 2015 واستمر اللاعب فيما في التألق. وفي موسم 2010 وتحت قيادة المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو عاد اللاعب إلى موقعه الأساسي كمدافع أيسر وأعاد إليه الثقة في نفسه فأصبح مدافعاً صلب وصعب الإختراق فضلاً عن كونه جناح متميز بالفطرة، وفي 25 نوفمبر أصبح واحد من أفضل 55 لاعب على العالم، بحسب تصنيف الفيفا، وقد سجل النجم البرازيلي أول أهدافه بهذا الموسم أمام إسبانيول. وفي مباراة التأخر 1-0 أنقذ مارسيلو ريال مدريد بإحرازه التعادل بعد ذلك وظهر اللاعب في مباراة للذكرى أمام ليون الفرنسي في دوري أبطال اوروبا بأداء مبهر بين صلابة الدفاع واختراقات أكثر من رائعة في الهجوم، حتي أصبح جبهة صعبة الإختراق أو الإيقاف مسجلاً أول هدف في تاريخه بدوري الأبطال وصنع هدف للمهاجم الفرنسي كريم بنزيما. وانتهت المباراة بنتيجة 3-0 وحصل اللاعب على لقب رجل المباراة مؤهلاً ريال مدريد للمرة الأولى من 2004 للأدوار المتقدمة، مستمراً بأدائه الخرافي في المرحلة التالية أمام برشلونة ليسجل التعادل بعد نهاية المباراة وبإستحقاق أصبح أساسياً في تشكيلة الإتحاد الأوربي لأفضل لاعب في الموسم. وأصبح مارسيلو وقتذاك حديث وسائل الإعلام حول العالم بحيث أطلقوا عليه لقب أفضل ظهير أيسر في العالم، وقال عنه دييجو مارادونا: "إنه ثالث أفضل لاعب في الدوري الإسباني بعد كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي". موسم 2011 طرد مارسيلو في 17 أغسطس 2011 في مباراة الخسارة أمام برشلونة بنتيجة 3-2 في 3 ديسمبر 2011، ومع ذلك فقد سجل الهدف الثالث في المباراة التي فاز بها الريال 3-0 أمام سبورتينج خيخون، وأطلق عليه الأسطورة الإيطالي باولو مالديني لقب الظهير العصري. وقال عنه روبيرتو كارلوس: "إنه أفضل ظهير أيسر بالعالم"، بل وأكد أن مارسيلو لديه قدرة علي التحكم بالكرة أكثر منه، وقال: "إنه هو خليفتي"، وكالعادة قدم أداء مبهر بعد دخوله بديلاً ل فايبو كوينتراو في الدقيقة 75 امام أبويل اليوناني في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا. ومع موسم 2012-2013 حتي موسمنا الحالي 2017-2018 توطد مركز مارسيلو، وساهم في تحقيق العديد من الأهداف والبطولات تحت قيادة مورينيو ثم كارلو أنشيلوتي ثم زين الدين زيدان، ونال اللاعب باستمرار استحسان الجميع من محللين ومشجعين. وبصورة إجمالية لمارسيلو مع النادي الملكي منذ انضمامه إليه، فقد خاض 450 مباراة في جميع المسابقات الرسمية، حقق الفوز في 317 مباراة، وتعادل في 69 مباراة تعادل، وخسر 64 آخرين، ونجح بتسجيل 33 هدف، وتلقي 73 بطاقة صفراء و4 بطاقات حمراء، وله من البطولات 18 بطولة. "مع المنتخب البرازيلي" وعلي الصعيد الدولي، فقد بدأ مارسيلو مشواره مع المنتخب البرازيلي تحت 17 عام في 2005، ثم ارتقي للمنتخب تحت سن 20 عام في 2007، ثم انطلق مارسيلو ليشق طريقه مع راقصي السامبا حتي وقتنا الحالي، وبات عنصرًا أساسيًا في الجبهة اليسرى منذ اعتزال الظاهرة روبيرتو كارلوس. وعن إنجازات وبطولات مارسيلو، فقد جاءت كالتالي : (مع فلومينينسي) بطولة كاريوكا (1): 2005. كأس ريو (1): 2005. (مع ريال مدريد) الدوري الإسباني : البطل (4): 2006–07، 2007–08، 2011–12 ، 2016-17 كأس السوبر الإسباني : البطل (3): 2008، 2012، 2017. كأس ملك إسبانيا : البطل (2): 2011، 2014 دوري أبطال أوروبا : البطل (3): 2014، 2016، 2017. كأس السوبر الأوروبي : البطل (3): 2014، 2016، 2017. كأس العالم للأندية : البطل (3): 2014، 2016، 2017. (مع المنتخب البرازيلي) الميدلية الأولمبية الفضية (1): 2012. الميدلية الأولمبية الفضية (1): 2008. كأس القارات (1): 2013. (الفردية) فريق السنة في الدوري البرازيلي (1): 2006. جائزة اليويفا لأفضل فريق (1): 2011. فيفبرو (4): 2012، 2015، 2016، 2017. فيفبرو الفريق الثاني (2): 2013، 2014. تشكيلة الأحلام في كأس العالم (1): 2014. فريق الموسم في الدوري الإسباني (1): 2015–16. أفضل مدافع في الدوري فيسبوك أف أيه: 2016. تشكيلة الموسم في دوري أبطال أوروبا (2): 2015–16 ،2016–17. تشكيلة السنة من أيه أس أم: 2015–16، 2016–17.