ساعات قليلة فقط، تفصلنا عن إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قراره المرتقب بشأن الاتفاق النووي مع إيران، الموقع مع الدول الست الكبري "بريطانياوالصينوفرنسا وألمانيا وروسياوالولاياتالمتحدة، وبين إيران". وغرد "ترامب"، عبر موقع التدوينات القصيرة "تويتر"، مساء أمس الإثنين، بأنه سيعلن موقف الولاياتالمتحدة من الاتفاق اليوم الثلاثاء، في تمام الساعة الثانية ظهرًا بتوقيت واشنطن، والسادسة مساءً بتوقيت مصر، أي قبل أربع أيام، وهو موعد مبكر عن انتهاء المهلة، التي حددها القانون الأمريكي في 12 مايو.
هذا وكان قد هدد الرئيس الأمريكي، مرارًا بالانسحاب من الاتفاق، الذي خفف العقوبات الاقتصادية المفروضة على طهران، ما لم تصلح فرنساوبريطانيا وألمانيا، ما وصفها "بعيوبه الرهيبة"، وهي الفشل في التصدي لبرنامج الصواريخ الباليستية الإيراني، والشروط التي يزور بموجبها المفتشون الدوليون المواقع الإيرانية المشتبه بها.
ويلزم الاتفاق، المعروف باسم "خطة العمل الشاملة المشتركة"، الولاياتالمتحدة بتخفيف سلسلة من العقوبات على إيران، وفعلت واشنطن ذلك بموجب سلسلة من "إجراءات التعليق"، التي أوقفت العمل بها فعليا.
وفيما يلي سيناريوهين، يمكن أن يسلكها "ترامب" فيما يتعلق بمصير الاتفاق:
السيناريو الأقرب وقد يقرر ترامب، ألا يخفف العقوبات الأمريكية، وتدخل الإجراءات العقابية حيز التنفيذ بعد 180 يومًا، على أن يترك للحلفاء الأوروبيين، الذين يفضلون الإبقاء على الاتفاق اتخاذ قراراتهم، ويتعين على إيران، اتخاذ القرار بشأن ما إذا كانت ستواصل الالتزام بقيود الاتفاق على برنامجها النووي.
وأرجع محللون، إلي أن الأنظار تتجة نحو قرار "ترامب" بالانسحاب من الاتفاق، مع اقتراب موعد الإعلان، حيث أنه قد اعتراف في شهر ديسمبر 2017، بأن القدس عاصمة لإسرائيل، وتوجيهه ببدء التحضيرات لنقل سفارة الولاياتالمتحدة في إسرائيل من تل أبيب إليها، رغم التحذيرات الدولية والعربية، من اتخاذ هذا القرار وتداعياته المحتملة على المنطقة. السيناريو الثاني وقد يقرر ترامب، تخفيف العقوبات الأمريكية على البنك المركزي الإيراني وصادرات إيران النفطية، مثلما يفعل كل 4 أشهر، مع مواصلة المحادثات مع الدول الست الكبري، بشأن اتفاق جانبي يعالج ما يصفها بأنها عيوب الاتفاق.
الرئيس الإيراني: جاهزون لكل الاحتمالات هذا وكان الرئيس الإيراني، حسن روحاني، لمح إلى أن إيران قد تبقى في الاتفاق النووي، حتى إذا انسحبت منه الولاياتالمتحدة، مؤكدًا بأنه يعد لكل الاحتمالات، بما في ذلك الاستمرار في الاتفاق دون الولاياتالمتحدة، ليظل يشمل الموقعين الأوروبيين بالإضافة إلى الصينوروسيا، أو إلغاء الاتفاق برمته.
روسيا: عواقب وخيمة وحذر الكرملين الروسي، من أن أي تغيير في الاتفاق النووي الإيراني سيكون له عواقب سلبية، لذلك فإن روسيا ترى الحفاظ على الاتفاق النووي الأساس الحقيقي الوحيد للحفاظ على الوضع الراهن.
فرنسا: سنبقي بالاتفاق رغم موقف أمريكا وقال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان، إن بلاده مع بريطانيا وألمانيا، ستُبقي على الاتفاق النووي مع إيران الموقع عام 2015، بغض النظر عن قرار الولاياتالمتحدة، لافتًا إلي أنه السبيل الوحيد لحظر الانتشار النووي. بريطانيا: الاتفاق به نقاط ضعف وقال وزير الخارجية البريطاني، بوريس جونسون، إن الاتفاق به نقاط ضعف لكن من الممكن معالجتها، حيث أكد بأنه في هذه اللحظة، تعمل بريطانيا مع إدارة ترامب وحلفائنا الفرنسيين والألمان لضمان إصلاحها.